اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > الإرهاب..هل يعيش بداية النهاية في العراق؟

الإرهاب..هل يعيش بداية النهاية في العراق؟

نشر في: 15 يونيو, 2010: 08:12 م

 بغداد/عبد العزيز لازم هناك نهايتان لأية ظاهرة تنشأ في المجتمع. النهاية العملياتية المتمثلة بالنشاطات الظاهرية، ونهاية العوامل المسببة لها أي نهاية الروح المحركة. كما يحصل مع بعض القوى التي تتكون في السطح الخارجي للمجتمع واخرى تتكون في اساس البناء واجوائه.
انطلقت العمليات الإرهابية في العراق بعد أن تمت التهيئة لها قبل التغيير في 2003 ثم وجدت في الظروف الجديدة محفزات متداخلة بين الداخل والخارج للاستشراء في ظل انهيار الدولة ومؤسساتها الرادعة. وبرغم ان الأرهاب ظاهرة عالمية نشأت خارج العراقي اساسا، الا انه اكتسب في العراق سمات خاصة انطلاقا من الظروف السياسية والأجتماعية الخاصة التي تكونت في البلاد. لذلك فأن الارهابيين القادمين من خارج البلاد لم يستطيعوا تنفيذ برامج تتطابق مع ما يفعلونه في بلدان أخرى في العديد من الجوانب برغم التشابه الظاهري في بعض النشاطات. وهذا يعود بالدرجة الاولى الى ان القوى العراقية التي ارتبطت بالنظام الساقط حافظت على جاهزيتها في الاعمال الارهابية وفق رؤية خاصة بها لتخريب ومن ثم انهاء العملية الديمقراطية الجديدة باعتبارها مناقضة للديكتاتورية التي افرزت تلك القوى الداخلية. لذلك حافظت القوى العراقية الارهابية الداخلية المرتبطة بقوى الديكتاتورية على دورها القيادي لجميع الاعمال الأرهابية حتى مع عمل المنظمات التي تقودها منظمة القاعدة وتعيين قادتها وامرائها. ان تداخل الدعم الخارجي مع الدعم الداخلي يعد احد الدعائم التي يستند اليها الارهاب اضافة الى الخبرة العسكرية العملياتية التي تتمتع بها بقايا النظام السابق. لهذا كله تتكون عوامل اضعاف الإرهاب نفسه واسباب القضاء عليه داخل العراق وليس خارجه. وهذا تحديدا يتطور مع تطور اوضاع الدولة والمجتمع باتجاه الرسوخ والقوة. ان التطور الذي جرى على وسائل تطويق الإرهاب والوقوف ضد انفلاته في العراق تثبت يوما بعد آخر ان هذه الظاهرة في طريقها نحو الافول. لقد اكتسبت الأجهزة الامنية العراقية خبرة وفعالية متقدمة في الفترة الأخيرة تمثلت في نشاطات وفعاليات مؤثرة على تجمعات الارهابيين حتى في ظل الفراغ السياسي الذي امتد لأشهرعديدة.ان القضاء على (ابو ايوب المصري وابو عمر البغدادي) في نيسان 2010 جاء في ظل حكومة منصرفة وفي اجواء الفرقة السياسية الشاسعة بين القوى والكتل الرئيسية وكان هناك فراغ سياسي معيق للحياة الدستورية لدرجة ان قوى الارهاب وجدت فيه فرصتها واجواءها المناسبة كي تعمل بشكل شبه علني. الا ان حساباتها اثبتت خطأها فانطبق عليها المثل المستمد من الموروث الشعبي (ليس في كل مرة تسلم الجرة) لأن قيادة المصري جاءت على انقاض قيادة الزرقاوي الذي قضي عليه في غارة جوية اميركية عام 2006 بعد ان كاد يفجر حربا أهلية طائفية لاتبقي ولاتذر، لكن تلك القيادة الجديدة التي استمرت في الموقع الأول لفترة طويلة استمرت بالتخريب الكمي والنوعي مدللين على قدرة احترافية بلغت ذروات لم يبلغها الزرقاوي نفسه، برغم حجم الدعم الذي كان يتلقاه من المحيط الاقليمي والذي كان قائما على قدر هائل من الجهل بطبيعة ما جرى ويجري في العراق من قبل الداعمين.ان فشل قوى الارهاب بقيادة المصري ـ البغدادي في خلق حالة الفوضى ونشر العنف في ظروف سياسية متردية كانت في ما مضى تعتبر مؤاتية لمخططاتهم برغم طول فترة قيادتهم للتنظيم وبرغم المستوى الاحترافي المتقدم يعبر عن ظهور دلائل ضعف قاتلة يمكن ان تتطور في غير صالحهم. ويمكن ان تتعزز هذه الفرضية اذا احرزت العملية السياسية المزيد من التماسك والنمو بعد استقرار مؤسسات الدولة في ظل رسوخ التوافق الوطني الديمقراطي.  لكن الأجهزة الأمنية سبقت هذا المستوى من التطور السياسي وواصلت مبادراتها الأمنية في تطويق البؤر والقيادات التي انشأت مراكزها التخريبية بمساعدات تلقت معظمها من الخارج برغم اعتراف مجموعة قيادة"الهيئة الشرعية لأنصار السنة"التي القي القبض عليها في عملية نوعية الأحد 13 حزيران 2010 من انها تتلقى الدعم من الداخل والخارج. اللافت ان هذه المجموعة القيادية التي يقودها صباح نوري قاسم استسلمت للمجموعة الأمنية التي داهمت وكرهم في الكرادة، من دون مقاومة الأمر الذي يؤشر انحسار الروح القتالية لديهم خاصة ان هذه العملية قد تبعها تشتت العناصر الباقية من قيادة منظمة"انصار السنة"المعروفة بنشاطها البارز في اوقات سابقة وهروبها الى خارج الحدود كما ذكر الناطق باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا في مؤتمر صحفي. لكن الرجل الذي شدد على ان تنظيم القاعدة في العراق يعيش حالة ارتباك شديد استدرك موضحا بان هذا لايعني ان قوى الامن قد وضعت راسها على وسادة مريحة واستسلمت للراحة المطمئنة فهم وضعوا في حسبانهم اليقظ والعملي بان القاعدة يمكن ان تلملم شتات نفسها مرة اخرى وتنفذ عمليات ارهابية اخرى وهم (قوى الأمن) على استعداد لمعالجة الموقف. اللواء قاسم عطا كان قد حمل في جعبته المزيد من النجاحات في مساعي تطويق وقتل المزيد من القيادات الفاعلة لقوى الارهاب مسلحا دائما بعبارة (على خلفية معلومات استخبارية) فبعد ان تم القاء القبض على 35 قياديا في ديالى، امكن القاء ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

متابعة/ المدىقالت مصادر أميركية وعراقية إن عدة صواريخ أٌطلقت -الليلة الماضية- على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram