عامر القيسي انطلقت الاثنين قاطرة مجلس النوّاب العراقي، بجلسة مفتوحة بعد مئة يوم من انتخابات السابع من آذار، لثاني برلمان في العراق بعد سقوط الدكتاتورية في 9/4. و برغم أن البداية غير مشجعة، بجلسة مفتوحة، بسبب عدم اتفاق الكتل والمكونات كافة على انتخاب رئيس لمجلس النوّاب،
إلا أن المواطن العراقي يأمل أن تكون المرحلة جديدة باتجاه تنفيذ الوعود الانتخابية بغض النظر عمن سيكون رئيسا للوزراء أو للبرلمان أو للجمهورية. لقد قلناها في عمود سابق، إن المواطن غير معني مباشرة بعلاوي أو المالكي أو بغيرهما من القيادات السياسية الأسماء لم تعد مقياسا ومعيارا لنا، بعد الكمّ الهائل من الأسماء المتنوعة، التي توالت على السلطة بعد التاسع من نيسان 2003، من السلطة المدنية بقيادة"طيب الذكر"بريمر الى مجلس الحكم، بتقليعة تناوب رئاسة الجمهورية، الى الجمعية الوطنية، التي نسينا أسماء رجالها ونسائها معا الى برلمان إنتاج 2005 الذي رأينا منه الويل والخيبة أيضا، بسبب عمق واتساع الخلافات بين أعضاء الكتلة الواحدة فيه، وعندها قلنا إننا ما زلنا تلاميذ في مدرسة الديمقراطية، وراح البعض يبرر الأخطاء من أن الجماعة، يجيدون المعارضة ولا يجيدون قيادة دولة، وبقينا ندور في فلك التبريرات، والزمن يأكل من جرف حياتنا أياما لا يمكن تعويضها. ورأينا بأم أعيننا،كما يقال، كيف أن السادة النوّاب السابقين، نسونا منذ اللحظة التي جلسوا فيها على الكرسي الذهبي المغري واللعين في الوقت نفسه. ونقولها صراحة، إن الناس غير راضين عن أداء البرلمان السابق، وبالإمكان التأكد من ذلك، من آراء فقراء الوطن، وليس من طبقة الفساد المالي والإداري والامتيازات، وهي حقيقة يتوجب أن يضعها السادة الجدد القادمون الى البرلمان، ومعهم أيضا"المخضرمون"من الدورة السابقة، أمام أعينهم. واستطيع أن أجزم نيابة عن فقراء الوطن بأن أحدا لن يحسدهم على راتب أو قطعة أرض في الجنة أو رحلات مكوكية الى بلاد العم سام وما جاورها من جنات الله في الأرض، استطيع أن أجزم بأن لا حسد هناك على كل ذلك، لو إننا نلمس منذ البداية إننا لا نغيب عن أنظار وأفكار السادة النواب، وإننا نزورهم في أحلامهم لنذكرهم بوعودهم الانتخابية، وأننا، بكل صراحة، لن ننغص عليهم عيشهم وهناءهم، لو أنهم تذكرونا من خلال الكهرباء أوالماء أوالصحة أو تحسين الحياة المعيشية والنظر الى المتقاعدين بعين فروقات رواتب حمايات النائب والعقود الثلاثة التي يقضيها الموظف في الدولة حتى يحال الى التقاعد بمبلغ لا يسد أجور الطبيب والدواء! واحترام حقوقنا الإنسانية في كل مجالات الحياة. واستطيع أن أجزم أيضا للمرة الثانية بأن المواطن ونحن معه نعرف جيدا أن أحدا من السادة النواب لا يملك العصا السحرية لينقلنا من حال الى حال، وإن الواقع أقل بكثير من طموحاتنا المتواضعة حتى. لكن الإشارة الحقيقية لجدية العمل هي أن نرى انطلاق شرارة البناء والإعمار، لا انطلاق شرارة الركض وراء المصالح والامتيازات باسم الدستور وصناديق الاقتراع!!والسلام عليكم......rn
كتابة على الحيطان : النوّاب الجدد.. نريد فعلاً لا قولاً
نشر في: 15 يونيو, 2010: 08:13 م