عبدالله السكوتيوهي كناية عمن يمسك رأس مال مشروع صغير كأن يكون مطعما او محلا لبيع المواد الغذائية لكن الذي حدث ان البغداديين بروحهم الفكهة حولوا كثيرا من المصطلحات، ومنها (لازم الدخل) فصارت للذي يمسك بوارد الاعمال المشينة والبعض الاخر يقول: (لازم الجيس).
ومن لطيف مايروى في هذا المجال ان احد القضاة تربى تربية دينية خالصة، ونشأ متزمتا شديد التحرج، وعندما عين رئيسا لدائرة الاجراء في البصرة، كان يتحرج ان يصادق على قرار بتسوية دين، الا اذا حصلت التسوية امامه، اذ كان يخشى ان يميل مأمور الاجراء الى احد الطرفين فيضر بالاخر ؛ وفي احد الايام جيء اليه بامرأة ذات سمعة سيئة لم تؤد ماعليها من دين فصاح عليها وطالبها باداء الدين جملة واحدة، او بتسوية مقبولة، فقالت له: والله ياسيدنا، لا استطيع سداد الدين جملة، ولا باقساط كبيرة، لان الشغل واكف والرزق شحيح والطابين طالعين قليلون، فتقزز القاضي من اقوالها وصرخ فيها مستنكرا، فظنت المرأة انه لم يقبل عذرها، ولم يصدق اقوالها فقالت له، ان ما اقوله هو الصحيح وان لم تصدقني (فتعال والزم الدخل بيدك)، فلم يجبها بشيء ونادى على مأمور الاجراء ان خذ هؤلاء واجر التسوية بنفسك، واصبح بعد ذلك لايلح ان تكون التسوية امامه.والقاعدة هذه المرة وفي هجومها على البنك المركزي العراقي ارادت ان تمسك الدخل، لتمول به عملياتها الاجرامية، وهذه الستراتيجية قد اعدت لها القاعدة العدة منذ زمن طويل حيث تسربت بعض الانباء عن ركون القاعدة الى التمويل الذاتي، اي انها تمول ارهابها كما يقولون (من لحم ثوره واطعمه) اي ان تسرق العراقيين لتقتلهم بعدها باموالهم، وتريد ان تمسك (الجيس)، هذه القاعدة استخدمتها القاعدة في افغانستان حين سيطرت على زراعة الحشيشة وتوريدها لتمويل العمليات الاجرامية هناك، وهنا في العراق نتيجة للوضع الامني المتردي، رأت ان خير وسيلة تلجأ اليها بعد انقطاع امداداتها، هي السطو المسلح وبدأت باكبر مؤسسة مالية في العراق ؛ البعض وللاسف يعزو هذا الامر (اي مسك الدخل) لبعض السياسيين ويقول ان له علاقة بتشكيل الحكومة المتعثر ويأس هذا البعض دفعه الى ان يبحث عن مصالحه الذاتية ليأخذ من السفينة المحروقة ماتيسر له، قبل ان يأتي الطوفان، وحجته في ذلك ان بعض الوثائق قد احرقت، ونحن لسنا مع هذا الرأي الذي يحاول ان يغطي على نشاطات القاعدة الاجرامية، ومما يلفت النظر ان القاعدة فعلا بدأت تلفظ انفاسها الاخيرة اذ انها مازالت تسير من فشل الى آخر وهي في ايامها الاخيرة اذا ما استطاعت القوات الامنية تحجيمها في جميع الاماكن وفي جميع نشاطاتها الاجرامية. ان انقطاع القاعدة في العراق عن رؤوسها في الخارج يجب ان يستثمر لصالح القوات الامنية، فهي اي القاعدة تشعر حاليا بالعزلة وهذا ما سيعجل بنهايتها، وماقامت به القوات الامنية وقوات الدفاع المدني في البنك المركزي العراقي جهد متميز يستحق الثناء والتقدير، وينبىء بمستقبل واعد لهذه القوات في تحجيم الجريمة والقضاء على الارهاب وارجاع الاوضاع الامنية الى ماكانت عليه، ومع وجود ثغرات دستورية وسياسية لكن الاستقلالية والجهد الذي تتميز به القوات الامنية جعل من مسألة تشكيل الحكومة مسألة لايمكن ان تلقي بظلالها سريعا على الوضع الامني، وهذا الامر يعطي فرصة للسياسيين ان يفكروا بروية ويغلبوا مصلحة الوطن على مصالحهم لئلا يتهموا ثانية بالدخل.
هواء فـي شبك: (لازم الدخل)
نشر في: 15 يونيو, 2010: 08:34 م