قحطان جاسم جوادمن يتصدى للكتابة عن الفنان القدير حضيري ابو عزيز لابد من ان يتناول مرحلة مهمة وطويلة من مراحل الاغنية الريفية في العراق لما تركه هذا الفنان من اثر بالغ في منح هذه الاغنية السمات الاساسية والخصوصية المتفردة بحيث مازلنا نجد اثره موجوداً لدى جميع مطربي
الغناء الريفي سواء الذين عاصروه او من الذين جاءوا بعده.. وحضيري هو ثاني اثنين من أهم فناني العراق في مجال الغناء فهو ومحمد القبانجي يعدان من اهم الاسس الفنية للحركة الغنائية العراقية.. القبانجي في المقام العراقي وابو عزيز في الغناء الريفي.. rn من حضيري أبو عزيز ؟هو حضيري بن حسن بن رهيف بن غاني بن شلول بن ديوان الصرجني من عشيرة العبودة الموجودة في مدينة الشطرة وضواحيها في محافظة ذي قار وهو من مواليد 1904، قتل والده بسبب تصديه لاحدى سفن المستعمرين العثمانيين التي كانت تسير في نهر الفرات فتبنته عمته ورعته خير رعاية وتأثر كثيراً بنعيها لأخيها (والده) على الطريقة الريفية فراح حضيري يطلق الغناء لصوته الجميل وهو يجوب ريف الشطرة مما زاد من قوة صوته واثر في حلاوته وجماله.. وقد عرف أهل الشطرة كلهم بجمال هذا الفتى بعد ان كان يغني وهو يسرح بالماشية او عندما يختلى بنفسه على حافة النهر وهو يردد الاغاني المعروفة ويضيف اليها نكهة صوته.. مما دعا الكثير من الفلاحين الى اطلاق لقب (بلبل الريف) على حضيري.. وكان في تلك الفترة صوت اخر في المنطقة هو صوت داخل حسن الذي كان يعمل في نفس مجال حضيري (رعي الماشية) فنشأت علاقة متينة بينهما وراحا يغنيان معاً اغاني مشتركة وذلك قبل عدة سنوات من ادائهما للاغاني المشتركة في الاسطوانات لدى شركات التسجيل. بعد بروز صيته في الشطرة وانتقال ذلك الى الناصرية جاء خاله (حسين محمد) الخياط لاخذه الى هناك وكان عمره (16 عاماً) اي في عام 1920 وهناك اخذ يعمل معه في الخياطة ويمارس نشاطه الغنائي في محل الخياطة مما يجعل الناس تتجمع امام المحل لسماع صوته الجميل فازدادت شعبيته وعرف على صعيد المحافظة كلها. rn حضيري وشركات الاسطوانات حين نشأت شركات تسجيل الاسطوانات في عام 1877 راحت تبحث في الوطن العربي عن الاصوات الجميلة والمؤثرة لتقدمها في اسطوانات تسمعها الناس وتستمتع بها.. فكانت البداية في العراق مع مطربي المقام العراقي.. فسجلت لاحمد زيدان وملا عثمان الموصلي ومحمود الخياط.. وبعد بروز صوت حضيري سجلت له شركة بيضافون الالمانية عشر اسطوانات كل واحدة فيها (أبو ذية وبستة) من اهمها كما يذكر ثامر العامري في كتابه الموسوم (حضيري ابو عزيز) هي ابو ذية وأغنية (اما يلبس المودة) وابو ذية واغنية (فتحية) وابو ذية واغنية (شريفة الواجفة) وابو ذية واغنية (الناصرية) وغيرها. بعد سنوات سجلت له شركة نعيم اسطوانات اخرى منها (هلي ياظلام) و(عنيد يايابه) و(شلك على ابن الناس) وبس بعد ودكعد وحاجيني.. ثم جاء دور شركة سودا الوطنية التي مقرها حلب وهناك تعرف حضيري على ابرز نجوم الطرب العرب مثل محمد عبدالوهاب ووديع الصافي.. وقد كانت اهم تجربة في حياته اذ من خلالها عرفه الناس في ارجاء الوطن العربي.. ومن خلال هذه الشركة قدم حضيري مع داخل حسن اغنيات الثنائي وسجلا معاً ثلاث اغان هي (يحضيري بطل النوح) و(انه غريب ابهل البلد) و(حميد).. وفي عام 1947 سجل 24 اسطوانة لشركة كولومبيا المؤسسة في العراق.. واخيرا ظهرت في عام 1955 شركة جقماقجي المتطورة فنياً قياساً بشركات التسجيل التي سبقتها حيث استطاعت خلال فترة من استقطاب جميع الاصوات العراقية المهمة رجالاً ونساءً. rn حضيري والاذاعة بعد تطوعه في الناصرية بصفة شرطي وانتشار اسمه كمطرب ريفي مرموق تم نقله الى دار الاذاعة العراقية بعد تأسيسها بقليل ليكون اول مطرب ريفي يغني فيها وقد تحقق الامر بمساعدة ابن ولايته الشاعر ووزير المعارف انذاك محمد رضا الشبيبي الذي يعد صاحب الفضل الاول في ذيوع وتطور الغناء الريفي في العراق.. وعندما دخل حضيري الى الاذاعة خصص له برنامج اسبوعي في البث الحي يذاع كل يوم جمعة العاشرة صباحاً مما زاد من شعبيته وتعلق الجمهور به حتى صار من اشهر مطربي الريف الاخرين مثل داخل حسن وناصر حكيم وغيرهما. rn يلحن ويكتب اغانيه بالرغم من ان حضيري لم يكمل تعليمه اكاديمياً فقد تعلم القراءة واستطاع ان يكتب كلمات اغانيه ويلحنها بفطرته العالية واحاسيسه الفنية الى جانب تعامله مع العديد من الشعراء مثل جبوري النجار وعدنان السوداني وجودت التميمي وعبدالمجيد معروف.. كذلك كان حضيري يحضر مجالس الشعراء والادباء في بغداد والمحافظات مثل مجلس آل القزويني في الحلة ومجلس عبدالصاحب عبيد الحلي كما تعرف على الشعراء رضا الهنداوي وقاسم الخطيب والشيخ علي البري وملا حميد السداوي والحاج زاير دويج وغيرهم. rn فيلم يتيم في السينما على غرار الافلام المصرية التي ضمت مجموعة من المطربين مثل فريد الاطرش ومحمد عبدالوهاب ومحمد فوزي وغيرهم.. قامت شركة الرشيد بأنتاج فيلم عراقي مصري مشترك يجمع مابين الغناء والتمثيل وكان ذلك في عام 194
حضيري أبوعزيز محطات في الذاكرة ..
نشر في: 16 يونيو, 2010: 04:29 م