حياته الخاصةللولوج الى تاريخ حياة العائلة لأي فنان لابد من الاحاطة بكل الامور التي تتعلق بارتباطاته داخل البيت وخارجه من حيث مسيرته في الحياة الاجتماعية، لأن هذه الحياة تخلق انعكاسات تؤثر في حياته العامة وبقدر ما يكون الانسان متفاهماً منسجماً في حياته الخاصة يكون كذلك في تعامله مع الآخرين.
ولعل اول ما يبحث فيه من حياة الفنان حياته الزوجية لأنها الاساس الذي ترتكز عليه مسيرة العائلة والمؤشر الذي يدلل على الاستقرار النفسي للفنان فمتى كان الزواج حاصلاً عن حب صادق صارت حياة الفنان هادئة ومستقرة اما اذا لم تكن كذلك كانت حياة الفنان قلقة وغير مستقرة وهذا ما لاحظناه على اغلب الفنانين ونظرة بسيطة الى حياة المرحوم حضيري ابو عزيز والى سلوكه وتعامله مع الجمهور نجده متفاعلاً كلياً ومتفهماً لجمهوره وان دل ذلك على شيء انما يدل على الاستقرار في حياته الزوجية وكذلك يدل على ان زواجه جاء عن حب صادق وعلى سنة الله في ايام شبابه ..فبينما كان المطرب حضيري في ريعان شبابه يعمل خياطاً عند خاله (حسين محمد) في مدينة الناصرية لفت انتباهه مرور فتاة جميلة مع أمها فتبادلا النظرات وكان الحب الذي نشأ عنه ارتباط الزواج الوحيد والذي استمر الى ان وافاه الاجل وكان ثمرة هذا الزواج ثلاث بنات هن دلال وكان يحبها اكثرهن ويعطف عليها كثيراً لأصابتها بكسر في العمود الفقري نتيجة لسقوطها من سطح الدار في الناصرية وتكاد تكون هذه الحادثة من العوامل التي كانت السبب في ارتحاله الى بغداد واستقراره فيها لمعالجة ابنته وبقي يحبها على قاعدة احب الاولاد مريضهم حتى يشفى اما ابنتاه "فوزية ونورية" فقد تزوجتا وكلاهما تمتهنان التعليم ورداً على سؤال وجه للمرحوم اخر ايامه حول كنيته ابو عزيز اجاب بأني كنت (اتعزز) على طالبي الغناء مني في صغر سني اولا وللاقبال الشديد على الاستماع لصوتي ثانيا فذهبت علي هذه الصفة التي هي من التعزز لذا لقبت بأبي عزيز.. اما اشقاؤه فلم يكن له سوى شقيق واحد هو بغدادي وقد سمى بهذا الاسم نتيجة لوصية أوصى بها والد حضيري عندما كان متجهاً لصد سفينة عثمانية دخلت الفرات اسمها "بغداد" فأوصى بأن يسمى ولده الذي في بطن أمه "بغدادي" ان كان ذكرا و"بغدادية" ان كانت أنثى وفعلا فقد قتل والد حضيري على ايدي العثمانيين ومثل يجسده وقطع راسه... ونفذت الوصية فكان شقيقه بغدادي الذي كان يعيش بانسجام تام مع عائلة اخيه حضيري حيث ان ولده سمير متزوج من نورية بنت اخيه حضيري ويعيشون جميعاً عيشاً هادئاً ورغداً اما اقرب المقربين له في حياته الخاصة واصدقائه فقد كان حضيري صديق الجمهور بأجمعه جميل المحيا بشوشاً للجميع يتناول معهم اطراف الحديث الا ان أقرب المقربين له منذ الصغر واللذان دخلاً في حياته الخاصة هما خاله حسين محمد وابن خالته مجهول جبر.. اما اخوانه واخواته من امه فهم: ( عنيد ،جياد، وجواهر وقنديله) وان ذكر اخيه عنيد بأغنيته التي سجلها عام 1934 الى شركة إنعيم دليل على الانسجام والحب المتبادل بينه وبين امه وجميع اخوته والذين لايزالون بأنسجام عائلي ومصيري مع اسرة حضيري ابو عزيز وهذا دليل قطعي على تربيته العائلية واصالتها. اما طبيعته فكان هادئاً ملتزماً في بيته محافظاً لدرجة التطرف مع عائلته لايؤمن باختلاط عائلته مع اعز ضيوفه من الرجال وذلك لآنه كان حريصاً كل الحرص على تربية بناته تربية مثالية وهذا دليل اخر على التزامه وحرصه على بيته وعلاقته الزوجية الجيدة حتى اخر ايامه.. فقد كان الذي يلاحظهما في ايام حياته هو زوجته يحسبهما في بداية زواجهما بحيث انه لايخاطب كل منهما الاخر بكنية ابو عزيز وام عزيز وبالرغم من اصابته بمرضه الا انه في اواخر ايامه اصبح سريع الغضب سريع الرضا وهذا دليل على نقاء سريرته بالرغم من صعوبة مرضه.. ومن المعروف لدى الناس جميعاً واصدقائه المقربين انه كان كريماً مضيافاً لا يجاريه احد من اقرانه مهما ذهب اليه من عطاء وسخاء حتى اخذ يضرب به المثل (ابو عزيز اخوارده).ابو عزيز في بغداد لقد كثرت التقاولات عن الاسباب الرئيسة التي دعت المطرب الكبير المرحوم الا ان ما جبلت عليه نفسية حضيري المتجسدة بالعلاقة الصميمية في مدينة الناصرية سواء على مستوى بيئتها أو أهلها وما تطورت عليه علاقته المعيشية يدحض كل الاراء التي تقول بأن القصد من نزوح المطرب حضيري ابو عزيز الى بغداد كان قصداً مصطلحياً ومطلبياً والذي توصلنا اليه هو ان نزوحه الى بغداد لم يكن الا للاشراف على معالجة ابنته (دلال) المصابة في كسر في العمود الفقري اما عن كيفية ارتباطه بالجمهور البغدادي فكان نتيجة لصيته الذي ذاع من خلال الاسطوانات التي سجلتها له الشركات المتعددة وعليها اغانيه وهو كمطرب ريفي متطور صوتاً وفناً وخلقاً واخلاقاً فعرض نفسه على الجمهور وتابعه الجمهور واخذ نجمه يلمع وكان اكثر لمعاناً في الثلاث سنوات "1933 -1936" وفي الفترة التي حط رحاله فيها المطرب حضيري ابو عزيز ببغداد الى ان قبل في دار الاذاعة العراقية عام 1936 ومن هنا تطورت حياته المعيشية من مسلك الشرطة الى فنان في الاذاعة حيث تم تنسيبه بأمر اداري (ينقل العريف الشرطي حضيري حسن ارهيف من شرطة لواء الم
حضيري.. حياته الخاصة
نشر في: 16 يونيو, 2010: 04:34 م