أ.د. عقيل مهدي يوسفقال مرة بيكاسو، بأنه، يطلب من الآخر أن يرسم اللوحة ثم يقوم بتخريبها، فلا ضير عليه، لأن بيكاسو مقتنع بأن ( لا شيء يضيع)، فالأحمر – يضيف بيكاسو – الذي تحركه من مكان، سيظهر في مكان آخر. وهذه القيود اللونية، والمكانية للوحة، لا تقلق الفنانين المبدعين، مثلما لم تقلق القريحة الخلاقة لدى (بيكاسو).
حتى إن الشاعر الانكليزي(وورد زورث) أفاد بأن الراهبات لا يضجرن من حجراتهن الضيقة.فالشاعر، يلتزم طوعاً، وبحرية ممتلئة، بحدود شكل القصيدة، ويفعل الأمر نفسه، المسرحي، الروائي، والموسيقي، والتشكيلي، والروائي، والمعماري، وسواهم من المبدعين، فكلهم ملتزمون بقواعد فنونهم.حيث يتاح للشكل لأن ينبثق بسلاسة من صلب المادة المعالجة فنياً، ولا يفرض عليه بشكل قسري من قوالب خارجية قسرية، ونمطية.قال ت .س. اليوت، بأن الشعر الحر ليس حراً ،بالنسبة للفنان الذي يكتبه.وهكذا يمكننا التأكيد، بأن حرفة الفن والأدب تتطلب قدرات خاصة، تلمّ بأصول المهنة، وتاريخها، وتقنياتها، وجمالياتها، وقادرة على الطيران معها، بمآثر جديدة، مبتكرة، تحول ضغط الذاكرة، إلى إبتكار خيالي حّر.
شذرات سينمـا.. الفرح بتخريب الفن
نشر في: 16 يونيو, 2010: 04:46 م