TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في المرمى: مدرسة كأس العالم

في المرمى: مدرسة كأس العالم

نشر في: 16 يونيو, 2010: 06:35 م

 اكرام زين العابدينالعالم يعيش حمى مباريات كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا 2010 هذه البطولة التي قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم إقامتها لأول مرة في القارة السمراء بالرغم من بعض التحفظات التي تخص الجانب الأمني فيها وبعض محاولات الدول المتسلطة في (فيفا)
 لإفشال مساعي أفريقيا بحق تنظيم المونديال الكروي .المونديال انطلق بشكل جميل وبافتتاح بسيط ورائع ومباريات الدور الأول لم تكن بالمستوى الفني المنتظر ولكن الأداء بدأ يتصاعد بشكل جيد على أمل ان يكون بشكل اكبر سخونة في المباريات المقبلة والجميع رضي بما قسم له وحصده من نقاط على أمل ان يعوض ما خسره في الجولتين الثانية والثالثة وصولا الى تحقيق انجاز يبهرالآخرين ويرضي جماهيرها ويخلد اسمها في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم .مشكلة التشفير والتشويش كانت حاضرة منذ المباراة الافتتاحية للمونديال لكن حدتها خفت باستمرار البطولة خاصة وان شبكة قناة  الجزيرة الرياضية الناقل الحصري والرسمي للبطولة عالجت الأمر وواصلت النجاح التقني والفني الذي ابهر الجميع بالتقنيات الحديثة ومنها تقنية المشاهدة بالبعد الثلاثي للمباريات .أصوات أبواق الجنوب أفريقية (فوفوزيلا ) أزعجت اللاعبين والفرق المشاركة بالمونديال واعتبرها البعض مؤثرة على المستوى الفني للمباريات لكن (فيفا) كان حاسما وعدّها من تراث البلد المنظم التي لا يمكن منعها في المباريات بالرغم من صوتها القوي والمؤثر على أسماع الحاضرين .مباريات كاس العالم أحدثت شرخا في العلاقات العائلية في اغلب بلدان المعمورة ، بل ان الأخبار تناقلت عن طلاق مؤقت حصل بين بعض الأزواج بسبب المونديال لانشغال الرجال بالكرة المستديرة وابتعادهم عن نصفهم الآخر لكن الأمر بعيد عن مجتمعاتنا العربية . أما المدربون والعاملون في مجال كرة القدم العراقية الذين التقيتهم في أكثر من مناسبة او كان لي اتصال هاتفي معهم فأنهم أشاروا إلى أهمية البطولة كونها فرصة مثالية للتعلم من الدول المشاركة في المونديال وتطوير قابليتهم التدريبية والفنية ، بل وان بعضهم عدّها دورة تدريبية من الفئة المتقدمة ، واغلبهم تمنى ان يتواجد في أجواء البطولة ومتابعتها عن كثب ويستفيد من دروسها الغنية. إلا إن كل هذه الأمنيات والأحلام بالتواجد في أجواء المونديال تكسرت وضاعت على مكاتب المسؤولين عن الرياضة العراقية الذين لا يدركون أهمية البطولة وسبق وان أضاعوا فرصا مشابهة عدة في بطولات ماضية ولا ضير إذا ضاعت فرصة كاس العالم  التي تنظم كل أربع سنوات .إن أهمية التنسيق وإرسال وفود إدارية وتدريبية وفنية وإعلامية لمشاهدة البطولة وكيف استعدت هذه الدول واسباب نجاحها بتنظيم البطولة والمعوقات التي وقفت في طريق نجاحها وهي فرصة مثالية كان من الممكن ان نستفيد منها بوجود السفارة العراقية في جنوب افريقيا التي كانت من الممكن ان تسهّل امر تواجد الوفد العراقي خلال المونديال،لكن هذه الأمور لا تعد مهمة وأساسية بالنسبة لعدد غير قليل من العاملين في مجال الرياضة حاليا خاصة وان اغلبهم لا يعرف كيف تدار الرياضة خارج العراق ولا يريد ان يتعلم ويواكب التطور ولا يستفيد من تجربة مشاركته في أي فعالية او نشاط يقام خارج العراق ولا يعطي الفرصة لبعض الأشخاص الناجحين من اجل المشاركة والتعلم وقيادة الرياضة ألى برّ الأمان ومواكبة التطور الحاصل في البلدان الأخرى .وسنبقى ننتظر لسنوات أربع اخرى لكي نطالب بأن يتواجد وفد عراقي في المونديال على أمل ان نتعلم من اخطائنا الماضية وخلق فرص افضل للرياضة العراقية . ikramsport@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram