ترجمة : المدى rnلمدة عامين تقريبا حيث بدأ العراقيون ينظرون الى الجنود الأمريكان على أنهم ليسوا منقذين، بل أبناء آوى بسبب الأخطاء التي حصلت، بدأ صفاء إسماعيل العمل خارج الحواجز الخرسانية التي تحيط بالقاعدة الأمريكية في الموصل.
ولم يترك العمل حتى حينما تم إطلاق النار على زملائه المترجمين في الأسواق او في بيوتهم ولم يستسلم حتى حينما تعرض للتهديد والمطاردة ووضع اسمه من قبل الإرهابيين على قائمة المطلوبين لديهم، بدلا من ذلك قام صفاء بشراء بندقية ووضعها تحت وسادته عند النوم وظل كل يوم يعود إلى القاعدة للترجمة مع الجنود الأمريكان الذين كانوا يساعدون في بناء مدارس وآبار مياه ومساعدة الحكومة الجديدة في تلك المنطقة الشمالية من العراق.كان هذا الأمر بالنسبة لكتيبة الجنود 416 كتيبة الشؤون المدنية ومن بينهم قاضي محكمة فيلادلفيا يمثل مصدر إعجاب بالنسبة لهم يقول القاضي باتريك دوغان "إن هذا الشاب يمتلك الكثير من الشجاعة فهو يعود الينا كل يوم" وحينما انفجرت بالقرب منه سيارة مفخخة كادت تقتله أدرك صفاء أن عليه أن يغادر العراق لذا اختار أن يذهب الى فيلادلفيا من خلال جهود دوغان وجنود آخرين ساعدوه في الوصول إلى هناك وبضمنهم براين لنتز المدعي العام السابق للمنطقة وجيفري فويس الذي يحمل رتبة مقدم في الجيش من ولاية فلادلفيا.يقول دوغان "لقد أصبح صفاء إسماعيل أول شخص ضمن اللجوء في الولايات المتحدة بعد إعادة النظر في القانون والذي سمح بإعادة توطين المترجمين العراقيين والأفغان، مضيفا أن هذا شيء ندين له به"، وأضاف أحد العرفاء الذين كانوا معه قائلاً: "لقد حمانا وأبقانا على قيد الحياة، وإن أقل شيء يمكن أن نقوم به تجاهه هو أن نقوم بجلبه الى هنا ومنحه بداية جديدة".والآن بعد مرور خمسة أعوام من العمل في البيانات اللغوية في جامعة بنسلفانيا وهو المكان الذي يعمل فيه صفاء إسماعيل البالغ من العمر 30 عاما يشعر بالأمان بما فيه الكفاية لكي يتحدث بشكل علني".هو يشعر بالقلق فقط على والدته وأشقائه الثمانية حيث إن القيام بزيارة في بيته في الوقت الحاضر تمثل أمرا خطرا بالنسبة له قائلاً: "أنا متأكد أن الإرهابيين سيعيدون النظر في قوائمهم مرة أخرى إذا عدت، ويقول: إن هذا الشخص لم يتمّ شطبه حتى الآن"، مضيفا "أنه لا يريد أن يسبب قلقا لعائلته كما أن لديه عائلة هنا في الولايات المتحدة أيضاً".يقول: حينما بدأت حرب إسقاط النظام في آذار عام 2003 وتم الأمر، كان أهل الموصل يستقبلونهم، لذا لم يكن لديه تردد في مفاتحة الجيش الأمريكي لعرض خدماته كمترجم ،فقد كان طالبا جامعيا في الصف الثالث في قسم الترجمة وقد اعتبر الأمر زمالة تدريبية له على استخدام اللغة.يقول صفاء: "كنت أريد أن أتكلم اللغة ولو ليوم واحد بطلاقة"، وقد عمل صفاء مع وحدة المارينز وأعضاء الوحدة 101 المحمولة جوا الذين كانوا على تفاعل واحتكاك دائم مع المدنيين العراقيين ثم انتقل الى الوحدة 416 من احتياطيي الجيش الأمريكي وقد لفت الأنظار إليه بسرعة وأصبح مصدر ثقة لدى الجنود، حيث حذرهم من الأحياء الخطرة وشرح التاريخ وبين الفجوات السياسية الداخلية في العراق.يقول لنتز عنه: "إننا لم نكن لنستطيع العمل من دون مترجمين، أما الكلام الذي يقال عنه بأنه كان ينقل الأخبار إلينا فهو غير صحيح، فقد كان مجرد شاب عمره 20 عاما يريد أن يعيش".في أحداث عام 2004 ومع تصاعد العنف اختطف الإرهابيون عراقيا آخر كان يعمل مع لنتز وتم إعدامه في السوق المزدحم وحذر أصدقاء صفاء من أن اسمه قد تم وضعه في قائمة المطلوبين لدى الإرهابيين".كان صفاء يتنقل بين العديد من سيارات الأجرة إلى أن يصل إلى القاعدة العسكرية كونه قد تمت مطاردته حينما كان يغادر القاعدة بسيارته الشخصية يقول: "هل كان علي أن أترك العمل؟ حتى لو تركته فسوف يبقى الخطر على حياتي قائما فما أنت واقع فيه، واقع فيه لا محالة"، وبينما كانت الوحدة 416 تستعد لمغادرة العراق في تشرين الأول من عام 2004 كان الإرهابيون في ذلك الوقت يقومون بنصب نقاط تفتيش وهمية ويمارسون القتل على هواهم، فقد قتل مترجم آخر وصديق طفولة صفاء حينما تم طرق باب بيته وذهب ليفتحه.لذلك هرب صفاء إلى سوريا ومن ثم إلى مصر حيث كان لديه بعض الأقرباء المقيمين هناك، ثم عاد إلى الموصل عام 2005 لإنهاء دراسته وكان غالباً ما يقضي الوقت في البيت لكنه كان يدرك أن وقته قد انتهى.لذا قام لنتز ودوغان بمساعدته للحصول على تأشيرة زيارة للولايات المتحدة لمدة ستة أشهر ثم قام لنتز بالسعي للحصول على لجوء له، وفي عام 2006 سمح القانون الجديد للمترجمين من العراق وأفغانستان بأن يحصلوا على اللجوء في الولايات المتحدة، وهو الآن يتابع دراسته للحصول على شهادة الماجستير في الإدارة الحكومية، آملا في أن يحصل يوما ما على عمل في وزارة الخارجية.عن/ فيلادلفيا نيوز
حكـايـة لاجـئ عـراقــي فـي الولايات المتحدة
نشر في: 18 يونيو, 2010: 05:41 م