TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > ما بعد الكتاب

ما بعد الكتاب

نشر في: 19 يونيو, 2010: 04:31 م

محمد خضير 1-الكتاب نبؤة :  يتنباً الكتاب بمستقبله في مرحلة ما بعد الكتاب مثلما تنبأ الخزانات الوطنية للكتب بمعابد الذاكرة النباتية الكونية (مكتبة الاسكندرية) وعلى افق هذا التنبوء ، تعرض معارض الكتب الدولية سلاسل الكتاب الاخيرة، ارتحال موضوعاته ولغاته، تجدد اشكال طباعته، عالمية قراءته،
 ويصور ملصق معرض فرانكفورت للكتاب 2004 تمدد عجينة الكتاب على قارات العالم، كاسحة اية نبأ عداها. 1- أشير هنا بصورة خاصة الى اربعة انواع من هذه السلاسل التنبؤية: الاولى الروايات الخارقة لمؤلفين امثال دان براون (تنبؤات الجماعات السرية) وكويلهو (التنبؤات الثيوصوفية) وكويتزي (تنبؤات الجماعات المعلونة) ونور الدين فرح ( تنبؤات السلالات الجريحة)، والثانية سلسلة السير الذاتية لشوارسكوف وبيل كلنتون وبول بريمر (اعترافات القوة والسيطرة) وجين فوندا (اعترافات الجنس) وعبد الله العروي (خواطر العقل التاريخاني) وادوارد سعيد ( سيرة الهوية المنقسمة) ، والثالثة سلسلة الشعر من ادونيس (تنبؤات الذات الشعرية العارفة) ومحمود درويش (تنبؤات الذات الغنائية المتمردة) وسعدي يوسف (تنبؤات الذات الغنائية الصلبة) ونختم هذه السلاسل بسلسلة التنؤات العولمية لعصر (الصدمة والعرب) في مؤلفات فوكوياما وهنتنغتون وطارق علي وجومسكي وبودريارد، واضدادها على الجانب المقابل من الفجوة الثقافية في مؤلفات المفكرين العرب المشارقة والمغاربة. تحييي سلاسل الكتب التنبؤية وظائف الصحف الاولى، التبشيرية والتحذيرية ومخاوف القلة الخازنة للكتاب التي صنفته الى (الخطير) و(الممنوع) و(المثير) ومشاعر الفئة القارئة الباحثة عنه باصرار وليس في ما تحتويه الكتب، جميع الكتب، ما يؤرخ لغير صراع الكتاب ضد طبيعته التنبؤية التي سخرته لخدمة سلطة الخوف، او ضد نظامه الكرافيكي الذي قربه من مصير الحجر او الحرق، ولولا هذا التلازم الاصلي بين نظام الكتاب وطبيعته التنبؤية لزال سحر المكتوب الذي يحمله الكتاب في طياته الى ابد الابدين، وانتهى تاريخ الكتابة، اذ ان في اية نبؤة  بنهاية التاريخ، بعد بلوغ تمامه، وانحلال السلطات التي تحكم الانسان، بعد استعباد عقله، واحلامه، احتمالاً وحيداً لا ينغلق: نظام الكتاب المفتوح على نص لاينتهي. ابتكر نظام البريد القديم وسائل اشد خفاءً وتعرجاً لنقل رسالة خطيرة الى هدفها ، وعودة الى تماهيات هذا النظام، يخترع مؤلفو النصوص انظمة تراسلية خاصة لتفسير ثيمات الرسائل بنوعيها، المختومة والمفوضية فنظام ختم الرسالة، يفسر نظام فضها، بطرق شتى واحتمالات متمرحلة وكلا النظامين ينبئ بطريقة حملها او نقلها، ان كان نصاً كرافيكياً توزيعياً. أو إرسالاً رقيماً مرحلياًن ولايجافي لاي نظام منهما فكرة الكتاب المتضمن وحدات اجناسية مترابطة او موزعة على فضاء طباعي (كرافيكي) موضعي (طوبولوجي) موضب في صفحات متتابعة، اذا ما تماهت رسائله التنبؤية بطرق انتقالها وتوزيعها وفضها. وحين يتم تأليف كتاب تتألف وحداته (نصوصه) توزيعاً ترابطياً ، كما تتوزع الرسائل المحمولة على مراكز البريد، توزيعاً مرحلياً، يشكل الكتاب نظام فضائه الطباعي (الكرافيكي) ليقرأ بخطط بصرية وذهنية مفتوحة على احتمالات لا نهائية وحين يفكر الكتاب بنظام سردي توزيعي، فأن افكارا مثل: الخطط التحضيرية للنص، الحوادث المرتجلة، والسيرة الذاتية للمؤلف الاول، تبادل ادوار الشخصيات واعادة تسميتها، الازمنة والامكنة المؤثرات النصية (الرسوم والصور والاشكال) الفواصل والروابط، البداية والنهاية، العنوان وموقعه ، العتبات والدهاليز، تشير كلها الى خطط غير مكتملة، لأنها تنشد الاتصال بمؤلف ثان وثالث وأكثر يشاركون في تنظيمها في ثنايا النص، ان تخطيطا اوليا لكتابة نص سيكشف حقيقة العلاقة المتكافئة غير المتراتبة، في عملية التأليف المتعدد، ونوع العلاقة الاجناسية التي يقيمها المؤلف الاول مع متلقيه المحتملين في مراحل انتقال النص، وعلى اساس هذه العلاقة بين الفكرة المختومة وفضائها الطباعين يقيم الكتاب مواقع رسائله النصية، ويرسل احتمالات فضها.. يبتكر الكتاب صورته الكتابية، نظامه التنبؤي ان يجلس على ركبتي الجبل، او ينحدر مع النهر في منعرجاته.. أو ان يتحول الى عجينة تلحم حافات القارات في نبؤة مخيفة من سلاسل تنبؤاته. rn2-الكتاب عجينة: ما صورة الكتاب الالكتروني الخارقة للطبيعة بمخيفه او ماحقة، اذا ما قورنت بصورة كتاب الطبيعة المقابلة لصورة الكتاب الورقي الحجمية، يخترع طاغور في قصيدة من ديوانه (الهاربة) كتابا بحجم الجبال، التي تنحدر منها اعاجيب الخلق الهندية، انحدار نهر الغانج: "هملايا جالسة وحيدة كعالم كبير يحمل على ركبتيه كتابا قديما مفتوحا، فيه صفحات حجرية لاتعد..". في مقابل كتاب هملايا، يصطنع إدغار ألن بو كتاب القصور القوطية المصفح بالحديد، كي يحجر مضامينه الحكائية المخيفة، ويطمر شعائر كتابته الممسوسة كتاب طاغور الحجري عالم قديم غير مفضوض برغم انفتاح صفحاته ، اما كتاب بو الحديدي فيخلق معه نظاماً مغلقاً من الرموز المختومة ترهب من يجرؤ على فض غلافه الحديدي ، وتلحق اللعنة او الموت بخازنيه ، وسواء أومأ للكتاب الطبيعي بطريقة فضه ام أطبق على عالمه القديم، فأن ثيمة مد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram