TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > خزانة المدى ..نفح الطيب للمقري

خزانة المدى ..نفح الطيب للمقري

نشر في: 19 يونيو, 2010: 04:36 م

باسم عبد الحميد حمودي ولد شهاب الدين ابو العباس أحمد بن محمد المقري في قرية ( مقرة ) في تلمسان بالجزائر في سنة بين902-908  على  أستنتاج محمد عبد الله عنان في كتابه ( تراجم اسلامية) وليس سنة 1000 كما هو قول ليفي بروفنسال, ودرس على يد عمه مفتي تلمسان, ثم انتقل الى فاس ومراكش لزيادة علومه.
اتصل المقري بالسلطان زيدان السعدي سلطان مراكش  الذي كان في حرب دائمة مع أخويه, واضطر المقري للسفر الى الديار المقدسة سنة 1018 للتخلص من  محن الحروب واكتساب نوع من الصفاء والمعرفة , وجاور المقري بيت الله الحرام عشرة اعوام ثم غادرالديار المقدسة الى مصر ومنها الى بيت المقدس ثم دمشق حيث أرسل له الاديب أحمد بن شاهين مفتاح المدرسة الجقمقية فسكن دمشق مدة واتصل بشيوخها وأملى صحيح البخاري على تلامذة له بالمسجد الجامع ,وأتمّه في احتفال كبير جرى له  في السابع عشر من رمضان سنة 1037 . طلب منه صديقه أحمد الشاهيني  أن يقوم بتأليف كتاب عن الوزير الاندلسي الاديب الشاعر لسان الدين بن الخطيب, فوعد بذلك على أن يتم العمل عند استقراره في القاهرة برغم معاناته في البعد عن الاهل والوطن  وندرة مراجعه المصاحبة   له في ادب بلاد المغرب .  شرع المقري بالتأليف بعد حين فقسم الكتاب الى قسمين , القسم الاول منه عن الاندلس وأخبارها والثاني في التعريف بلسان الدين بن الخطيب .القسم الاول من ( نفح الطيب ) يتكون من ثمانية أبواب , الباب الاول في وصف جزيرة الاندلس وجغرافيتها , والثاني في فتحها على يد موسى وطارق والثالث في عزتها بالاسلام والرابع عن قرطبة وقصو رهاومتنزهاتها والخامس في التعريف برجال الاندلس الذين ارتحلوا الى المشرق والسادس في ذكر بعض الوافدين على الاندلس من المشرق والسابع في صفات سكان الاندلس من نباهة والثامن في ذكرتغلب العدو على الجزيرة وتفريقه بين  رؤسائها . القسم الثاني من الكتاب يختص  بالتعريف بلسان الدين بن الخطيب وذكر انبائه وينقسم الى ثمانية فصول تتضمن تفاصيل عن مولده وحياته ونشأته وشيوخه واستيزاره ونجاحه في عمله وما لقي من حسد الحاسدين حتى وفاته , اضافة الى ذكر تلاميذه  وأحوالهم وشعره ونثره . في كل باب من ابواب الكتاب يضع المقري أمام القارئ الكثير من المعلومات التاريخية والمعمارية  والثقافية وتر اجم الرجال   . للمقري كتب اخرى غير  نفح الطيب منها كتابه:(أزهار الرياض في أخبار عياض )) و(( الشفا في التعريف بحقوق المصطفى )) وسواهما . توفى  شهاب الدين ابو العباس أحمد بن محمد المقري سنة 1041 ودفن بالقاهرة  للمقري في وصف مدن الاندلس: أشبيلية وغرناطة وطليطلة وبلد الوليد بلاغة لا احلى منها ولا أحوط فهو يتحدث عن المدينة وينقل عن كتابها  وروادها اجود ما قالوه فيها شعرا ونثرا  , لذا عد كتابه هذا موسوعة أدبية اضافة الى قيمته في التاريخ والبلدانيات وعلم الرجال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram