TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > 10 كتب هزت العالم..12- فجر الطب العلمي -وليم هارفي

10 كتب هزت العالم..12- فجر الطب العلمي -وليم هارفي

نشر في: 19 يونيو, 2010: 04:38 م

ابدت الكتب قوة هائلة من اجل الخير ومن اجل الشر طوال التاريخ المسجل للجنس البشري .. في هذه الصفحات سنقدم مناقشة لعشرة كتب كان لها تاثير في التاريخ والاقتصاد والثقافة والعلوم من عصر النهضة الى يومنا هذا  انها كتب بالغة القوة نقدمها في ملحق (اوراق)
 والكتب من اختيار الدكتور روبرت داونز الرئيس السابق للمكتبة الوطنية الامريكية يبين بوضوح ذلك النفوذ الواسع للكتاب، كتاب داونز صدر في الخمسينيات من القرن الماضي اراد فيه المؤلف ان يقدم عرضا مثيرا للكتب من عدة عصور تبين القوة الهائلة للكلمة المطبوعة واثرها في التقدم البشري. لم تتقدم علوم الاحياء وابحاثها في اوائل القرن السابع عشر الا قليلا من دراسة علم الفلك قبل كوبرنيكوسن وما زال الاطباء ومدارس الطب يمارسون ويعلمون نظريات التشريح ووظائف الاعضاء الخاصة بالقلب والشرايين والاوردة والدم التي تلقوها من الطبيب الاغريقي الاسيوي العظيم جالين الذي عاش في القرن الثاني. لم تحدث اضافات مهمة لمدة تزيد على الالف عام الى معارف الانسان عن الدورة الدموية ووظائف القلب.. كان ارسطو يعلم ان الدم ينشأ في الكبد ومنه يذهب الى القلب، ثم خلال الجسم الى الاوردة، كان يعتقد ان القلب هو ايضاً مصدر حرارة الجسم ومقر الذكاء واعتقد ارازيستراتوس خريج مدرسة الاسكندرية ان الشرايين تحمل نوعا هادئاً من الهواء او الروح. فصحح جالين هذه الفكرة اذ اكتشف ان الشرايين تحمل دما وليس هواء، غير انه لقرون عدة بعد عصره.. كان الاطباء مقتنعين بان روحا او نحوه تلعب دورا في جهاز الدم، وربما كان ذلك لانعاش القلب. لم يجرؤ على مناقشة السابقات والمعتقدات الموروثة عن القدماء سوى اعظم العلماء جرأة، كانوا يعتبرون ما كتبه جالين من اصل مقدس لايمكن ان يتطرق اليه الجدل او الشك، وتبعاً لجالين ايضا، كان الكبد مركز الجهاز الدموي.. فقال ان الطعام المهضوم يحمل الى الكبد حيث يتحول الى دم مع اضافة "روح طبيعي" وان الدم يسير في الامام والى الخلف عن طريق كل من الاوردة والشرايين كما يفعل المد والجزر في البحر. يختلف الدم الشرياني الاتي من احد جوانب القلب مع الدم الوريدي من الجانب الاخر مسام دقيقة.   وعلى مر القرون، اضيفت الى تلك الحقائق الطبيعية كثير من الخزانات عن الدم، كان للدم صفة مقدسة اكثر من أي جزء من اخر في الجسم كما يتضح من استخدامه في الذبائح الدينية، وسكب الدم على مذابح الالهة. عندما جاء عام 1600 كان التغير في الجو قد عم كل مكان. لم تعمل النهضة في اوروبا على احياء الادب فحسب، بل شملت ايقاظا ذهنيا اثر في العلوم الطبيعية.. كان ذلك العصر عصر جاليلو وكيلر وهارفي وباكون وديكارت ، وفي ايطاليا قبل ذلك بخمسين عاما، اثبت اندرياس فيساليوس عدم وجود المسام التي وصفها جالين. ولم تكن هناك اية علاقة مباشرة بين حجرتي القلب، وفي حوالي نفس الوقت ابدى سرفيتوس الذي احرقه جون كالفين فيما بعد، ابدى اعتقاده بأن الدم يدور خلال الرئتين ولكنه لم يعترف بان القلب عضو ضاخ، وكذلك اقترح ريالدو وكولومبو استاذ التشريح في روما، فكرة الدورة الدموية في الرئتين. وفي عام 1603 زود فابريكيوس الباروابي ، العلم بحلقة اخرى عندما اكتشف ان للاوردة صمامات ، ولو انه لم يفهم الغرض منها، بل استنتج فقط انها كانت لمجرد العمل على بطء سير الدم الى الاطراف. وهكذا كان لهؤلاء ولنفوس جريئة اخرى ان تتهور وتلقى شكا على العقيدة القديمة التي عرقلت التقدم الطبي خلال العصور الوسطى.. ومن ناحية اخرى لم يستطع احد الوصول الى الحقيقة الكاملة. فاسهم كل واحد بقدر كبير نحو كشف اللثام عن الدورة الدموية ووظائف القلب، ولكنه توقف في كل حالة بجواب جزئي او غير كامل.. اما اكتشاف وصياغة مجموعة منتظمة ومبوبة من النظريات، فقدمه العقل اللامع الحاد للطبيب الانكليزي وليم هارفي. وبعد ان تخرج هارفي الشاب في كامبيردج قضى اربع اعوام معظمها تحت قيادة المدرس الشهير الكفء فابريكيوس مكتشف صمامات الاوردة. فتعلم كيف يشرح ويجري التجارب على شتى انواع الحيوانات وربما كا الفضل لنظريات فابريكيوس في متعته بالدورة الدموية التي لازمته طوال حياته. لما عاد هارفي الى انكلترا في عام 1602 بدأ منهج حياة قدر له ان يستمر مدة الخمسين عاما التالية كطبيب ومحاضر وكاتب. تزوج ابنة طبيب الملكة اليزابيث الخاص.. وبعد ذلك عمل كزميل في الكلية الملكية للاطباء، وكطبيب في مستشفى بارثولومبو وكطبيب لجيمس الاول وشارل الاول. برغم هذا اولع هارفي طول حياته بالابحاث الطبية والتجارب اكثر من ولعه بممارسة الطب.. فبدأ في عام 1616 يلقي المحاضرات عن الدورة الدموية امام كلية الاطباء.. ولا تزال النسخة الخطية لمحاضرته موجودة، مكتوبة بخليط من اللاتينية والانكليزية بحط يكاد تتعذر قراءته.. وقد شرح بعض تجاربه في مذكراته واوضح انه في ذلك التاريخ اقتنع تماما بصحة نظرياته الشهيرة عن الدورة الدموية، فكتب يقول: "يتحرك الدم في دائرة مستمرة بدفع من ضربات القلب". انصرمت اثنتا عشرة عاما قبل ان يستعد هارفي لنشر النتائج التي توصل اليها. لماذا هذا التأخر في إعلان مثل ذلك الاكتشاف العظيم الى العالم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram