بغداد/ أفراح شوقييعتز النحات الشاب محمد عبد الرزاق،  بعمله الجديد ( نصب المصالحة الوطنية) الذي أحرز فيه المركز الأول في مسابقة نظمتها كلية الفنون الجميلة مؤخراً، وضمن مشروعه الفني مازال  يسعى إلى أحداث تغيير في النظرة العامة للأشياء لإعمال نحتية رمزية   أكثـر منها تشخيصية لتصب في قالب الفكر العام من شعر وأدب ولون وغيرها من أدوات الجمال.
وفي بداية حديثه معنا فضل محمد عزيزية وهو اسمه الفني الذي اشتهر به بين زملائه ان يتناول مضمون عمله النحتي الأول نصب المصالحة الوطنية وما احتواه من رموز وقال: العمل يتضمن  شخصية رئيسية تمثل المواطن العراقي وهو يحتضن مسلة حمورابي ويدوس برجليه على الأفعى التي تمثل الإرهاب  وهو يقف على أرضية دائرية محيطها على شكل 18 قوساً تمثل محافظات العراق وخلف النصب يخرج  من المسلة محراب يحتضن عائلة عراقية. وعلى صدر الشخصية الرئيسية محفورة الخارطة العراقية، وقد صنع العمل  من مادة الفايبركلاس الحديثة وتتميز بالقوة والخفة معاً ، والنصب موجود في جزيرة بغداد السياحية حالياً  بقياسات كبيرة يبلغ ارتفاعه 6 أمتار ونصف المتر وعرض القاعدة الرئيسية 3 أمتار ونصف، وأضاف أن تنفيذ العمل أنجز  في فترة قياسية وهي  45 يوماً ، وراح يتذكر كيف انه تعرض للإصابة أثناء عمله  في انجاز النصب عندما زلت قدماه وأصيبت بأذى بالغ  وهو لم يزل في أول أيام عرسه !!وتأمل النحات محمد خلال حديثه لنا أن يصار إلى نقل النصب إلى مكان أكثر حيوية في بغداد ليكون متاحاً للجميع، بعد إعادة نصب قاعدة أساسية له عبارة عن طبقتين من المرمر وذات مداخل أربع ونافورة مياه بتصميم مميز. وعن مشاريعه المستقبلية قال: أشتغل اليوم على تجارب الحياة وإدخال طرق فنية جديدة في العمل  ، بسبب إن فن النحت اتهم  بالجمود والنبذ من قبل البعض بسبب ربطه بفكرة الصنم، إضافة إلى  عدم الفائدة منه وظيفياً، وحاولنا ان نعكس الصورة وصرنا نحاول توظيف النحت في الديكور وواجهات المباني والحاجات الخدمية مع توفر عناصر الجمال والفائدة معاً،  فمظلة رجل المرور الحديثة التي ترونها في الشارع مثال على توظيف النحت في الديكور ، حيث يرمز العمل إلى دائرة المرور مع إدخال الحداثة واللون في التصميم الجديد، وقد اشتركت مع الفنان لبيد نفل  في تنفيذه. وكذلك كان توظيف برج النخلة قرب كهرمانة الكرادة، حيث نصبت كاميرات مراقبة لوزارة الداخلية داخلها بأرتفاع 16 متراً  وهو عبارة عن نخلة أشورية تحمل الجذع  يتضمن تكويناً لباب تراثي من  البيوت البغدادية القديمة وهي كذلك مواقع  في شارع فلسطين وساحة الواثق وغيرها. وقبل ان أودع محدثي عرفت منه انه يستعد حالياً للتهيئة  لمعرضه الشخصي الأول الذي سيقام  في آب القادم، يحاول فيه ادخال اللون والتقنيات الحديثة والخامات الجديدة في النحت، ولعل ابرز ما سيحتويه  المعرض هو أعمال تركز على خاصية البعد الافتراضي، بأستخدام طرق النحت وحده بدون استخدام القلم او تقنيات الفوتو شوب، و العمل في الفضاء الافتراضي بأستخدام الحاسوب والبرامجيات الجديدة.