اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > فـي الشركة العامة للتبوغ والسكائر..مئات المكائن العاطلة وآلاف العمال من دون عمل

فـي الشركة العامة للتبوغ والسكائر..مئات المكائن العاطلة وآلاف العمال من دون عمل

نشر في: 19 يونيو, 2010: 05:01 م

بغداد / شاكر المياحموقعان  يشغلان مساحتين شاسعتين من الارض تتجمع تحت سقوفهما المئات من مكائن صنع السكائر العاطلة التي عفا عليها الزمن بعدما شاخت وتآكلت أجزاؤها، صريرها يصك الآذان إذا ما حاول احد العمال تشغيلها، لم تعد الان سوى كتل حديدية تراكم عليها الصدأ والتراب،
 احدهما يقع في منطقة الاورفلي ويسمى مصنع النصر، والآخر على الضفة الشرقية من نهر دجلة في منطقة المسبح / الكرادة الشرقية، مبان ومسقفات يحسبها المرء تؤدي وظائف خدمية او اقتصادية وهي في حقيقتها ليست سوى مطامر للحديد السكراب لا حياة فيها. في مصنع النصر التقينا مديره المهندس عصام محسن غالي الذي قال: انشئ المصنع في عام 1988 لإنتاج أنواع عديدة من السكائر، منها سومر سوبر كنك سايز، سومر ازرق كنك سايز، والرشيد والمربد والرومانس، عدد العاملين في الوقت الراهن يبلغ 1200 عامل وعاملة، منهم 270 من المفصولين السياسيين الذين اعيدوا الى الخدمة، يتقاضون الرواتب بموجب قرض من وزارة المالية ينتهي بنهاية عام 2010.rnتوقف الإنتاج بسبب قدم المكائن وقال:نحن متوقفون عن الانتاج في الوقت الراهن بسبب قدم المكائن التي هي بحاجة الآن إلى الصيانة والتأهيل ويتطلب هذا مبالغ طائلة ليس بمقدور المصنع توفيرها، والنقطة الأهم في هذا الموضوع ان عملية الصيانة والتأهيل غير مجدية، لان مواصفات النوعية مفقودة فيها  والافضل استبدالها بمكائن حديثة تعيد امجاد المصنع يوم كان يغذي المنطقة بأكملها، ونستطيع من خلالها منافسة المنتج المستورد من خارج العراق وعلى وفق معايير الايزو الحديثة، السوق المحلية تعج بأنواع عديدة من السكائر، واغلب المواطنين لا يعرفون مناشئها وهي من الانواع الرديئة، بل يقتنونها بحسب شكل العلبة ونوعها، لدينا خزين من سكائر سومر غير ان ضعف التسويق يقف حائلا دون انتشارها، كما أن طبيعة المنافسة مع المستورد غير متكافئة جعلتها وكأنها مفقودة من السوق ونحن نبيع الكارتون الواحد الذي يحوي 50 كروسا بسعر 42 الف دينار بمعنى ان سعر الكروس الواحد هو 800 دينار وسعر العلبة الواحدة 80 ديناراً ومع هذا فان المواطن يفضل المستورد على  المحلي، كما ان نوعية تبوغ مصنعنا هي فرجينيا أصلية،وقد استوردناها بموجب مذكرة التفاهم قبل سقوط النظام السابق فضلا عن التبوغ المحلية.rnسر الحريق الذي طال المصنع وعن التخريب الذي لحق بالمعمل الذي لا تزال آثاره ماثلة للعيان حتى هذه اللحظة قال: في عام 2004 إبان احتدام أعمال العنف الطائفي والارهابي تعرض معملنا الى ضربة هائلة لا احد يعرف مصدرها اسفرت عن إحراق مخازن التبوغ ومخازن البضاعة الجاهزة والمواد الاولية وجزء من مخزن الفلتر وسجل الحادث ضد مجهول، المصنع متوقف عن الإنتاج في الوقت الراهن والعمال يجرون اعمال الصيانة على المكائن بشكل يومي من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر. نحن الآن نبيع التبوغ بتوليفة محلية وأجنبية ناهيك عن السكائر التي تم خزنها حينما كان المصنع منتجا، واغلب المتبضعين هم من التجار وباعة المفرد بموجب موافقات صادرة من وزارة الصناعة، ولدينا خطة لتحديث المصنع ربما يبدأ العمل فيها في الربع الاخير من العام الجاري وحتى عام 2011 هذه الخطة تشمل معمل بغداد أيضاً، وتتضمن استيراد مكائن ذات مواصفات عالمية، وأعلنا عنها في الصحف العراقية وبعض القنوات الفضائية، وأتوقع ان تكون السكائر العراقية منافساً قوياً لما هو مستورد من السكائر الأجنبية لان المكائن الحديثة هي بمواصفات قياسية ونوعية عالية مع اننا نفتقر الى تشريعات تحمي المنتج العراقي، وفي الوقت نفسه تؤمن الحماية للمستهلك، في الاردن على سبيل المثال هناك ضريبة على المنتج المستورد  تعادل ما نسبته 500%من قيمته الفعلية وهكذا جميع دول الجوار.rnشركتنا كانت العمود الفقري لوزارة الصناعة  أما زيادة تسعيرة السكائر العراقية فهو امر غير ممكن في الظرف الراهن فهي  بسعرها المتدني هذا تواجه صعوبة في التسويق، سابقا كان التشغيل يتم على حساب العامل لان ساعات العمل يفترض ان تكون 8 ساعات يوميا، لكن الواقع غير ذلك اذ تصل ساعات العمل في بعض الاحيان الى 16 ساعة والمكائن تفتقر الى المواصفات النوعية ومع هذا كان الاقبال على السكائر العراقية ممتازا بسبب اجراءات منع دخول السكائر الأجنبية وكان التجار والمتبضعون يقفون طوابير امام بوابات المصنع وكان اعتماد وزارة الصناعة على شركتنا ومصانعها، اما الان فقد اختلفت اذواق المدخنين وخاصة الشباب منهم الذين يبحثون عن النكهة وجمال العلبة حتى الصينية منها.لقاؤنا التالي كان مع مدير الانتاج وممثل المنتسبين في مجلس ادارة الشركة طالب خلف شذر الذي قال: نحن في مصنع النصر عانينا سياسة الاهمال من قبل الدولة  لكونه من ضمن شركات التمويل الذاتي، و لظروف خارجة عن ارادة العاملين توقف المصنع عن الانتاج، ولكي يعود المصنع الى سابق عهده لا بد من تحديث مكائنه او على الاقل تأهيلها واعادة الحياة اليها، سيما بعد نفاد موادها الاحتياطية وهي مكائن انكليزية تم نصبها عام 1988. جميع العاملين في هذا المصنع غير مشمولين بمخصصات الخطورة لكون المصنع متوق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram