TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة: الزعماء في خطر!

مصارحة حرة: الزعماء في خطر!

نشر في: 19 يونيو, 2010: 06:14 م

 اياد الصالحيلم تكن مزحة إخبارية لتهدئة الشعوب الغارقة في الهموم عندما تسارع وكالات الأنباء العالمية لإعلان سقوط زعماء الكرة وأباطرتها العظام كـ(الدومينو) في نشرات المونديال اليومية وكأن كأس العالم الجديدة لن تروي عطش الأغنياء فحسب ، بل الكادحين ايضاً الذين وجدوا في جنوب أفريقيا ما يعزز مكانتهم بين الكبار ويعيد حساباتهم المجدولة وفق أرقام التنبؤات ،
 فلا يوجد طريق معبّد بالورد والياسمين في جوهانسبرغ يصل بالحالمين الى نهائي سوكر سيتي !لا للتوقعات ، هكذا صرخت الجماهير (المتهسترة) وهي ترى أبطال العالم ( اسبانيا والمانيا وانكلترا وايطاليا ) يترنحون كالثكالى امام فرق لا تملك مقومات الاستعداد الجيد لخوض نهائيات البطولة الأقوى والأصعب على صُعد المنافسة والتحدي والفوز ونحن نعيش معها ايام الجولة الثانية من الدورالأول ، وفي الوقت نفسه من المعيب ان يخرج دل بوسكي ولوف وكابيلو وليبي ليبخسوا حقوق المنتصرين ويتباكوا متذمرين بان الكرة مارست غدرها ولم تخدم حظوظهم !مشكلة زعماء الكرة في العالم ان غرورهم أغرقهم في قاع فرضية لا تصلح لكل الأزمنة والأمكنة : ان نهائيات المونديال تحتكم الى معادلة (التاريخ + حرفية النجوم) ، هذا أمر يثير الاشمئزاز حقاً ، وإلا أين كانت (الماكنات) وهي ترى صربيا تعطل ابرز أدواتها الثمينة ( كلوزه وبودولسكي والقائد لام ) ، وهذه انكلترا تفخر بأنها مهد كرة القدم وسلفها الكروي مخترع اساليبها وقوانينها ، اعتقد انها بعد لقاء الجزائر ومحاصرة فرسان سعدان لكل شبر تحرك فيه ( روني ولامبارد وجيرارد ) أهون لها ان ترفع القبعة لـ( الخضر) وتوشح ( أدبيات المواجهة) بالأسى عزاء على ما خلفته من مغالطات على الورق أودت بفرقها الى الحضيض وعرّضته كـ( كبش فداء) للصحافة الانكليزية التي شحذت سكاكين النقد بقسوة مستحقة.يمكن ان نسمي هذا المونديال بـ( بطولة الصدمات) حتى الآن في الأقل ، لما واجهته الفرق المعروفة من ندية واستماتة الخصوم أمامها أخجلت تاريخها وسمعتها لأنها لم تقدر قيمة اللعب للأسف ، وما زالت نظرتها قاصرة إزاء التطور الذي رافق أداء بعض الفرق المنتمية الى التصنيف المتوسط ، والتي تحاول أن تؤكد في حفل كروي مهم مثل المونديال بأنها تستحق ان تمثل قاراتها وان اجتيازها موانع التصفيات كان مستحقا وليس قفزاً بعصا ساحر !ان اهم ما واجه الفرق العريقة في نسخة كأس العالم التاسعة عشرة هو غياب القادة الأفذاذ امثال زين الدين زيدان في فرنسا ومالديني في ايطاليا وبالاك في المانيا وفيردناند في انكلترا ، هؤلاء وغيرهم قادرون على احداث المفاجآت في اية لحظة ولهم بصمات مؤثرة على الاداء التكتيكي والمناورة بخطط آنية تستحدث خلال المباراة بالتنسيق مع المدراء الفنيين الذين يضعون ثقتهم فيهم لإيمانهم بانهم يحملون عقولاً ناضجة تسعف فرقهم في الأوقات العصيبة وتتدخل بايجابية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، ويكفي ان وجودهم في التشكيل كرموز عظام يمثل مصدر تهدئة تعيد التوازن للمجموعة اذا ما تعرضت الى الزعزعة بهدف او مؤثر نفسي قد يسببان في انهيار الصفوف الخلفية وعندها ... يفلت (العقال) من الرأس!مونديال جنوب أفريقيا مرشح لمفاجآت كثر في قادم مبارياته لاسيما في الجولة المقبلة الحاسمة التي شغلت حتى فيفا نفسه بتخصيصه نظام مراقبة صارماً للحيلولة دون التلاعب بالنتائج والتواطؤ بين الفرق المودعة "رسميا " وبين أخرى تشتري النقطة والهدف بمساومات رخيصة على حساب من يستحق لأجل مواصلة الظهور على مسرح المونديال بكفاءة ناقصة ومهارة تفتقد الإبداع والقدرة على المطاولة ، وهي طامة كبرى ابتليت بها بعض كؤوس العالم الثماني عشرة السابقة وفطن اليها فيفا بوقت مبكر في جوهانسبرغ لعله يصطاد الغشاشين والمقامرين بمصير الكرة وهي براء من روحهم الرياضية المزيفة!Ey_salhi@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram