قبل انطلاق المباريات انتخبت الجمعية العمومية للاتحاد الدولي بكرة القدم البرازيلي جواو هافيلانج رئيساً لـ(فيفا) خلفاً للإنكليزي السير ستانلي راوس الذي تولى الرئاسة من 1961 إلى 1974 وشكل انتخاب هافيلانج في ذلك الوقت الذي أصبح الرئيس الثامن لـ(فيفا) منذ العام 1904 نقلة نوعية للاتحاد وجميع مسابقاته
 إعداد / عمار ساطع الحلقة العاشرة ، وفي طليعتها كأس العالم التي شهدت تغييرات عدة في عهده أبرزها رفع عدد المنتخبات في النهائيات من 16 إلى 24 ثم إلى 32 كما هو الآن. ومرة أخرى، ضربت المفاجآت بقوة خلال مراحل التصفيات فلم تتمكن إنكلترا وفرنسا والمجر من التأهل للنهائيات عن القارة الأوروبية. وكما كانت الحال في كل مرة وبمجرد أن بدأت الكرة في الدوران، نسي الجميع كل هذه المشاكل وأقيمت المنافسات في الفترة من 13 حزيران إلى 7 تموز وتميزت بظهور المنتخب الهولندي بقيادة لاعبه الفذ يوهان كرويف. وكان نادي أياكس أمستردام الهولندي الذي فاز بكأس أوروبا ما بين عامي 1971 و1973 هو أول من ابتكر طريقة (الكرة الشاملة)، وغيّرت هذه الطريقة مفهوم كرة القدم بنسبة 180 درجة، ولم يعد اللاعبون يشغلون مراكز ثابتة في الملعب أو يتولون بعض المهام بعينها حيث ميز الأداء الهولندي الهجوم والدفاع الجماعي وتغيير أماكن اللاعبين في ما بينهم باستمرار أثناء المباراة الواحدة.وساعدت هذه الطريقة الديناميكية المنتخب الهولندي، الذي ضم مجموعة من الأسماء البارزة، مثل كرويف ويوهان نيسكينز وجوني ريب وروب رينسنبريك، الذي تغلب على الأرجنتين والبرازيل وسط دهشة عالم كرة القدم. وفي الوقت ذاته كان المنتخب الألماني الغربي يتقدم من الجهة الأخرى وبورقة لعب تشبه إلى حد بعيد الأداء الجماعي لكنه كان أكثر بدائية. وزادت كفاءة المنتخب الألماني فقط عندما أضيفت إليها حماسة اللاعبين، لأنهم عندما افتقدوها أمام أبناء العم في ألمانيا الشرقية في المباراة الأخيرة من دور المجموعات، خسروا المباراة. وانتهى اللقاء الوحيد الذي جمع بين الدولتين الذي كان يفرق بينها السور الشهير بفوز ألمانيا الشرقية (1 ـ صفر) بفضل الهدف الذي سجله يورغن سبارفاسر. وبعد تجاوز هذه الصدمة، واصل منتخب ألمانيا الغربية طريقه إلى المباراة النهائية بثبات حيث كان ينتظره المنتخب الهولندي كما كان متوقعاً، وكان على رأس قيادة المنتخبين عملاقان من عمالقة كرة القدم هما الهولندي كرويف والألماني فرانز بيكنباور. وأشارت الترشيحات التي أتت من مختلف أرجاء العالم إلى أن كفة الهولنديين أرجح للفوز باللقب، وفي 7/ تموز/1974 وأمام 78 ألف متفرج احتشدوا في ملعب ميونيخ الأولمبي، وقف القدر إلى جانب ألمانيا الغربية.. ففي الدقيقة الثانية، احتسب الحكم الإنكليزي جون تايلور بكل جرأة أسرع ركلة جزاء بتاريخ النهائيات وكانت لمصلحة هولندا، فتصدى نيسكيننز للكرة وأودعها مرمى سيب ماير، وبعد سيطرة هولندية واضحة بقيادة كرويف، جاءت الدقيقة الـ25 ليحتسب الحكم هذه المرة ركلة جزاء لمصلحة ألمانيا الغربية، انبرى لها بول برايتنر وأودع الكرة بمرمى الحارس الهولندي أدريانوس هان محققا التعادل (1ـ1)، وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين جاء دور الهداف غيرد موللر ليحرز برأسه هدف التقدم (2-1) لألمانيا الغربية.وفي الشوط الثاني بقيت النتيجة على حالها، لتكرس على الأرض خسارة الكرة الهولندية الشاملة أمام الحظ الألماني. وحصلت ألمانيا الغربية على لقبها العالمي الثاني بعد عام 1954 ورفع بيكنباور قائد المنتخب الألماني كأس العالم الجديدة ليحتفل بها مع الجماهير، وكانت البرازيل قد احتفظت بكأس (جول ريميه) إلى الأبد بعد فوزها به للمرة الثالثة عام 1970 وقدم الاتحاد الدولي لكرة القدم كأسا جديدة.واختير التصميم الذي قدمه الايطالي سيلفيو غاتسانيغا، وبلغ ارتفاع الكأس الجديدة 36 سنتيمترا واحتوت على نحو خمسة كيلوغرامات من الذهب الخالص وهي على شكل يد تمسك بالكرة الأرضية. وقبل المباراة النهائية بيوم واحد، أجريت في الملعب ذاته وأمام 10074 متفرجاً مباراة المركزين الثالث والرابع، حيث حلت بولندا ثالثة بفوزها على حاملة اللقب البرازيل بهدف وحيد سجله غرزيغورز لاتو في الدقيقة 76 الذي رفع رصيده من الأهداف الى سبعة توجته هدافاً.المباراة النهائيةالمكان: الملعب الأولمبي في ميونيخ الزمان: 07/7/1974 الحكم: الانكليزي تايلورالفريقان: ألمانيا الغربية × هولندا النتيجة: ألمانيا الغربية 2 - هولندا1 مسجلاً الهدفين: لألمانيا  25 باول بريتنير، 43 غيرلد مولرمسجل الهدف: هولندا  2 يوهان نسكينزأرقام وحقائق متفرقة* توج البولندي لاتو هدافاً للبطولة برصيد 7 أهداف.* اصبح الحكم المصري مصطفى كامل ثاني حكم عربي يشرف على ادارة مباريات ضمن الادوار النهائية لكأس العالم.* شهدت البطولة تسجيل 97 هدفاً بمعدل 2.05 هدف في المباراة.* اسرع هدف في البطولة كان من نصيب الهولندي نسكننز وسجله في مرمى ألمانيا الغربية بعد مرور 80 ثانية على انطلاق المباراة.* سجلت بولندا أعلى مجموع من الأهداف في البطولة برصيد 16 هدفاً.