جلال حسنليس عيبا على أي جهة حكومية حين تفشل في إيجاد حلول حقيقية وملموسة للواجبات المنوطة بها،أن تعترف بشجاعة بعدم تمكنها من الحل، لفسح المجال للآخرين لأن يعملوا ويفكروا بدلا منها بالخروج من المأزق الذي طال كثيرا بلا أمل قريب.
في كل صيف وطيلة سبعة أعوام والمواطن يرشق يوميا بالأخبار السارة والتي تبدأ بوضع حجر الأساس لمشاريع ستراتيجية عملاقة تسد حاجة البلاد من الكهرباء، والأدهى في هذه الأخبار قولها: إن العراق سيصدر الكهرباء الى الدول المجاورة لفائض الإنتاج من الميكاواطات الزائدة فضلا عن نسب إنجاز لمشاريع قيد الإنجاز وصلت الى أرقام متقدمة.طالعنا قبل أيام تصريح الوكيل الأقدم لوزارة الكهرباء مؤكدا فيه أن الأسبوع المقبل سيشهد تشغيل البارجة الأولى التي وصلت ميناء أم قصر مؤخراً بطاقة تشغيلية قصوى قدرتها 140 ميكا واط (مضى على هذا التصريح أكثر من أسبوعين) ويضيف: إن الوزارة استوردت مؤخراً بارجتين، الأولى تخدم بالدرجة الأساس المنطقة الجنوبية، ومن ثم المحافظات القريبة منها،ومن المتوقع أن تصل البارجة الثانية المتفق عليها نهاية الشهر الحالي او بداية الشهر المقبل الى ميناء خور الزبير. في وقت أعلنت فيه الوزارة عن إنجاز عمليات الصيانة لكافة المحطات الكهربائية لذلك سيتحسن التيار الكهربائي.ما يفرح في هذه الأخبار تأطير الأماني بالوعود البراقة لذلك يسهل على مخيلة أي مواطن تصور أي فعل من السهولة أن يحدث بأيام معدودة، ويعتبر عملية ربط بارجة عملاقة لا يحتاج غير ربط المغذيات الرئيسة بأبراج الضغط العالي وبعدها يسهل التوزيع طالما أن كل شيء موجود. وننعم بتيار كهربائي متواصل. ما يحزن حقا حين تصطدم هذه المخيلة بواقع آخر يختلف تماما عن التصريحات الملونة، فيجد المواطن نفسه مرة أخرى في دوامة المعاناة المتكررة ومنذ سنوات. قد يبرزسؤال ملح جدا يفرضه ظلام الانقطاع وهو الى متى يستمر القطع المبرمج وغير المبرمج وتدمير الابراج في هذا الصيف اللاهب؟ أليست الكهرباء من الحاجيات الأساسية للحياة، ويفترض ان تدرج في أوليات الحلول الوطنية، ولا مشكلة بلا حل، خصوصا أن العراقيين من الشعوب الذكية في قياسات العمل.وزارة الكهرباء قد تجد تبريرات كثيرة ومنها تشكيل لجان للسيطرة على القطع المبرمج ولجان لتسعيرة الوحدات الكهربائية ولجان لتنظيم حصص المحافظات ولجان لاستيراد قطع الغيار وأخرى لترشيد الطاقة. والمواطن ينظر بعينين حزينتين الى رحمة الله أن يخلصـه من الوعود الكاذبة، والتصريحات الرنانة وأن ينعم عليه بنسمة هواء باردة في صيف لاهب لا يطاق البتة.jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : وعود فـي صيف لاهب
نشر في: 19 يونيو, 2010: 07:02 م