عبدالله السكوتي وهذه قفلة لزهيري قاله يحيى الجليلي من اهالي الموصل، والذات هي نفس الشخص، وحاشا تأتي بمعنى ماعدا وهي اداة استثناء، فاذا الصقوا تهمة بجماعة وارادوا استثناء احدهم قدموا هذه الاداة قبل اسم المستثنى، ومعنى هذا الشطر، غاية في الشرف بالنسبة لقائله وهو لايتهم احدا في عرضه وانما دعا ذلك الى خبث الذات ولاعلاقة للعائلة بتصرفات الشخص الواحد،
وهذا الزهيري قيل على اثر فتنة وقعت بين الجليليين والعمريين في الموصل وذهب ضحيتها شخصيات كبيرة ومؤثرة في المجتمع آنذاك، وقد اثارت هذه الفتنة مشاعر الشاعر فقال:(آه لو دملات بالضمير افجرن وبدور سعدي مع بدر السعود افجرناهناك نكطع نسل كوم علينه افجرن مالي عليهم اذيه لوشرع ذاتهمان كلت ذا باصلهم لا والنبي ذاتهمماباصلهم عيب اصل العيب من ذاتهم الفعل للذات حاشا الامهات افجرن)وهذا القول استخدم للتعريض بالشريف والانسان الجيد حين تصدر منه افعال غير مقبولة، اما اللقطاء فقد كانت تعزى اليهم الافعال السيئة، ويعتبرون ان اصل الشر مقرون بهذه المسألة، في حين ان الانسان ابن البيئة وهو حين يولد كالورقة البيضاء ويكتب عليها المجتمع بعد ذلك بحسب مايسير عليه.التاريخ حفظ لنا الكثير من هؤلاء الفاسدين بالفطرة، وارجع جل اعمالهم المشينة الى امهاتهم، وهذه ايضا مثلبة على التفكير الضيق حتى من وجهة نظر اسلامية، حيث قال الرسول (ص) الولد للفراش وللعاهر الحجر، ويعني بهذا العقوبة والرجم اما الطفل فهو بريء وممكن ان يتربى في حضن من ولد على فراشه، واعفا هذا الطفل من جريرة لم يرتكبها هو، لتبقى نظرة المجتمع ومعاملته لهذا الطفل والتي في كثير من الاحيان تكون قاسية مايؤدي في النتيجة ان يسلك سلوكا منحرفا.امس الاول استشهد في ابي غريب موظف في دائرة الماء هو وعائلته، طفلان وامرأة حامل دخل عليهم مسلحون في الصباح الباكر من يوم الجمعة وقتلوهم جميعا، وهذه الحادثة ليست الاولى من نوعها فقد سمعنا ورأينا مثلها الكثير ؛ كان احدهم يجادل ان العراقي لايفعل ذلك وهذه الجرائم جميعها تجير باسم فاعليها من الدول المجاورة. القضية ليست قضية جينات وراثية، او طبيعة مشوهة للفرد او اجرام متأصل بذاته وانما هناك مبادىء جديدة، اعطت للقتل شرعية واعطت للقتلة منزلة رفيعة في الدنيا وكذلك في العالم الاخر، وهذه المسألة ممكن محاربتها بالشرطة والضغط والاستخبارات لكنها ستأخذ وقتا كبيرا للتمكن من القضاء عليها، لتبقى المهمة مهمة البديل المطروح على الساحة، هناك فكر ضال قد عشش في مناطق محددة من العراق، ماهو الحل العقائدي او الفكر البديل الذي نطرحه لنحاول عن طريقه ابعاد الشباب عن هذا المنحدر، حاليا الساحة فارغة بل على العكس هناك من يغذي هذه الافكار ويعطيها زخما دينيا يحاول عن طريقه اعطائها الشرعية التي تفتقر اليها ؛ ومن المؤكد ان التاريخ الاسلامي مليء بمثل هذه الافكار والافعال، وكانت كلما انتهت حركة لاتنتهي بقدرة قادر وانما ببديل فكري جديد يعتنقه الناس ليعوضوا به خسارة فكرهم الاول، ولذا نشأت حركات وافكار متعددة مايزال المجتمع يدفع ثمنها حتى وقتنا الحالي.اشخاص كثيرون ادعوا الالوهية، وادعوا انهم من سيخلص العالم من شروره، بحسب عقائد موروثة وقسم منها منصوص عليها باحديث موثقة، ولو ان الديمقراطية التي نعيشها كانت موجودة في الازمان الغابرة لاعطت حرية للتحرك اكثر، لان الديمقراطية تعطي مجالا اوسع لحركة الافراد والجماعات، ليبقى الامر في النهاية مقرونا بالذات والمجتمع والقيادة، وليس للامهات شيء فيه.
هواء فـي شبك ..(الفعل للذات، حاشا الامهات افجرن)
نشر في: 19 يونيو, 2010: 07:52 م