يوسف فعلبعد نهاية مباراة الدنمارك والكاميرون في المونديال الأفريقي التي انتهت بفوز الاول بهدفين مقابل هدف واحد صرخ أسطورة الكاميرون السابق ميلا : لقد صدقت نبوءاتي بخروج منتخب الأسود من الدور الأول بعد عروض هزيلة وخيبة أمل بسبب تصرفات ايتو الطائشة !ان الخروج المبكر من المونديال2010
احدث هزة عنيفة في الكاميرون طالب الكثيرون على اثرها استقالة اتحاد الكرة ومعاقبة المقصرين في المباريات وأولهم إيتو وحرمانه تمثيل المنتخب في البطولات المقبلة ، وبرغم من المواقف القاسية التي تعبر عن ردة فعل الجماهير والحزن الذي يعتريهم بعد ان عقدوا الآمال على تحقيق النتائج الجيدة في المونديال بوجود إيتو فان معسكر المنتخب التزم الصمت ومنع اللاعبون الإدلاء بالتصريحات الصحافية لعدم صب الزيت على النار . وكان أشد المنتقدين فرحا النجم ميلا الذي أكد قبل انطلاق البطولة ان الجماهير مقبلة على صدمة كروية كبيرة طالما إيتو اللاعب التجاري يتلاعب بمقدرات المنتخب في المونديال سيما انه يقدم مع الأندية المحترفة أفضل بكثير مما يقدمه مع منتحب بلاده! وبالمقابل انتفض إيتو وقام برد الصاع صاعين الى ميلا عندما قال: من يكون ميلا وماذا قدم للمنتخب، وانقسم معسكر المنتخب؟ الى فريقين بين مؤيد ومعارض للطرفين لان ميلا يعتبر من رموز الكرة الكاميرونية وأحد أبطالها العظام، وحتى الإعلام هناك دخل في مناقشات حادة بشأن أيهما أفضل إيتو ام ميلا من النواحي الفنية والقيادية وإحراز البطولات وتركوا المنتخب مثخناً بجراحه ومشاكله الفنية وتناسوا مهمته الأولى في المونديال الأفريقي لاسيما بعد الخسارة المؤلمة امام (الكمبيوتر) الياباني. ومشكلة الكرة الأفريقية التي بدأت تتفاقم ان اللاعبين المحترفين في الأندية الأوروبية الكبيرة يكونون في أوج تألقهم مع أنديتهم التي يلعبون فيها ويقدمون مستويات فنية خارقة وقدرات بدنية لا تضاهى ولمحات كروية ممتعة، ولكنهم مع منتخبات بلدانهم يظهرون كالحمل الوديع ولا يطبقون توجيهات المدربين اثناء المباريات وكأنهم يلعبون (إسقاط فرض). وتجاوزت تلك المشكلة حدود القارة السمراء وحطت الرحال الى الكرة العربية التي عانت الأمرين في قضية الاحتراف، لان اللاعبين العرب يحاولون بشتى الوسائل التخلي عن تمثيل المنتخب الوطني في الاستحقاقات الدولية او اللعب بطريقة بعيدة عن الالتحامات والرغبة في انتزاع الفوز حيث نشاهد اللاعبين المحترفين تتلاعب بهم الدولارات والبحث المستمر عن العقود الدسمة بعيداً عن الاستبسال في المباريات الدولية حتى الرمق الأخير منها . وقصة إيتو واتهامه بالتخاذل في مباريات المونديال دفعت بعض الإعلاميين في الكاميرون الى المطالبة بعدم فتح باب الاحتراف على مصراعيه أمام المواهب الشابة وإبعاد السماسرة الأوروبيين عنهم ،كي يتعلموا حب الوطن والإخلاص له وتفضيله على الأموال مع ضرورة تحديد سن معينة للاحتراف ، وجاءت تلك المطالبات بعد ان بلغ السيل الزبى من خلال مشاهداتهم للعروض البائسة لعدد كبير من نجوم القارة السمراء في مباريات المونديال التي كشفت بوضوح ان هناك خلاً كبيراً في الأداء الفني للاعبين مقارنة مع أدائهم في مباريات الأندية المحترفة. ولا يمكن استثناء لاعبينا من قضية الولاء للأندية المحترفة على حساب الاستحقاقات الدولية لان قصة ايتو قابلة للاستنساخ في ملاعبنا ، لذلك علينا جميعا العمل على تثقيف لاعبي المنتخب الوطني بمفاهيم تتعلق ان ارتداء قميص المنتخب الوطني شرف لا يدانيه شرف آخر ولا تعادله كنوز الدنيا، وتمثيل الوطن في البطولات الدولية أغلى الأمنيات في سبيل عدم وقوعهم في شباك مساوئ الاحتراف خوفاً على مستقبلهم الكروي وحفاظاً على مواهبهم من الضياع في دورب النسيان ، والدليل ان إيتو معبود الجماهير في بلاده تلقى بعد الخسارة امام الدنمارك آلاف الرسائل عبر الإميل كُتب فيها ايتو الخائن ! yosffial@yahoo.com
نبض الصراحة: صدقت نبوءة العجوز!
نشر في: 20 يونيو, 2010: 05:24 م