 بغداد/ متابعة المدى الاقتصادي- وكالاتتوقع مسؤولون ومواطنون في محافظة ميسان أن تزدهر المحافظة بعد أن تم افتتاح منفذ الشيب الحدودي أمام المسافرين العراقيين والإيرانيين، وذلك من خلال السياحة الدينية وتبادل السلع التجارية والغذائية مع الجارة إيران، فضلا عن أنه سيوفر عددا من فرص العمل.
وقال محافظ ميسان محمد شياع السوداني في تصريحات صحفية نشرت مؤخرا إن افتتاح منفذ الشيب الحدودي رسميا سيقلل حجم المعاناة أمام المواطن الميساني الذي كان يضطر للذهاب إلى المحافظات المجاورة لزيارة إيران لغرض العلاج أو للسياحة الدينية. واضاف السوداني بحسب وكالة (أصوات العراق) أن المنفذ الحدودي سيساعد في تعزيز الأواصر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية مع إيران، لاسيما بعد أن شهد البلدان حربا استمرت لثماني سنوات في ثمانينيات القرن الماضي، وسيشجع الشركات الاستثمارية الإيرانية للاستثمار في محافظة ميسان جنوب العاصمة بغداد. وفي هذا الإطار قال إن الحكومة المحلية خصصت أكثر من 100 دونم من مساحة المنفذ لاستثمارها من قبل الشركات الأجنبية لإنشاء فنادق ومطاعم ومخازن من اجل تقديم أفضل الخدمات للزائرين. ويقع منفذ الشيب الحدودي على مسافة 75 كم شرق مدينة العمارة مركز محافظة ميسان عند الحدود مع إيران جنوبي العراق وافتتح رسميا في 4/4/ 2006 وبإمكانات بسيطة، وانحصر عمله في مرور المركبات. وكان وزير الداخلية جواد البولاني قد افتتح (الجمعة) الماضية منفذ الشيب الحدودي مع إيران بحضور عدد من المسؤولين العراقيين والإيرانيين بينهم السفير الايراني. وكان مجلس المحافظة قد خصص مبالغ لتطوير المنفذ من خلال ميزانية تنمية الأقاليم. ومن جانبه قال رئيس مجلس محافظة ميسان عبد الرضا الساعدي:"من اجل أن يظهر المنفذ بحلة جميلة ومتفردة عن باقي المنافذ الحدودية". وشدد الساعدي على ان المحافظة"آمنة ومستقرة وهذا سيكون عاملا جيدا لتشجيع السياحة الدينية. ويمثل الزوار الإيرانيون اكبر حركة سياحية في العراق من خلال زيارة الاماكن المقدسة في النجف وكربلاء، كما يذهب العراقيون، لاسيما خلال السنوات الاخيرة، الى إيران لأغراض من بينها العلاج وكذلك زيارة بعض الأماكن الدينية.  ويرى رئيس رجال الأعمال في ميسان الحاج عبد الساعدي ان افتتاح المنفذ سيشجع رجال الأعمال في المحافظة في إقامة مشاريع مكملة لعمل المنفذ، ويشير في هذا السياق الى انه أنجز مشروعا تم الترويج له خلال افتتاح المنفذ وهو مشروع منتجع عدن السياحي الذي يضم بين طياته فندق خمس نجوم على ضفاف نهر دجلة وفي وسط البساتين سيكون في خدمة الزوار الإيرانيين. وأبدى احد المواطنين ارتياحه لوجود مثل هذا المنفذ الحدودي لأنه سيجنبه الذهاب الى المحافظات المجاورة للدخول الى الأراضي الإيرانية لغرض العلاج لكونه من كبار السن وحالته المادية لا تتحمل مصاريف إضافية. وأضاف محمد عبد الحسن: انني كنت مترددا من السفر لغرض العلاج ولكنني غيرت فكرتي لكون افتتاح المنفذ سيوفر الوقت والجهد والكلفة”. معتبرا ذلك نقلة نوعية في تاريخ المحافظة. وتبدو فرص العمل احد انعكاسات افتتاح المنفذ الايجابية التي يراها نصير اللامي وهو مدير مكتب لإحدى شركات النقل الخاص، ويقول إن افتتاح المنفذ سيخلق حركة وعمل لمكاتب الشركات لكون عملها كان محدودا، كما انه سيوفر فرص عمل لأهالي المحافظة وفي جميع الاختصاصات وخاصة سائقي المركبات الصغيرة والكبيرة.الى ذلك قال خبير اقتصادي ان اعادة افتتاح ساحة التبادل التجاري في منفذ زرباطية الحدودي بين العراق وايران ستزيد من الاستثمارات المشتركة والتبادل التجاري والاستفادة من امكانات البلدين. واضاف علي المانع (للوكالة الاخبارية للانباء) ان التأكيد على توطين الاستثمارات والتركيز على اقامة شراكات تجارية حقيقية في القطاعات واجب على دول الجوار لدعم العراق في إعادة احياء علاقاته الاقتصادية. ولفت الى التطور الملحوظ الذي شهدته بنية التجارة والاستثمار في العراق نتيجة السياسات الاقتصادية والاصلاحات المالية والمصرفية الرامية الى الانفتاح الاقتصادي وتحرير الاسعار والانتقال التدريجي نحو اقتصاد السوق، مشددا على توسيع دور القطاع الخاص وتفعيل مبدأ الشراكة بين قطاعات الاقتصاد الوطني وتطوير التشريعات ومعايير التنافسية. واوضح المانع ان هناك نتائج ايجابية تمخضت عن مجمل الاجراءات الخاصة بالحد من الروتين والبيروقراطية وزيادة حجم الاستثمارات المحلية والعربية والاجنبية.