اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > ليالي بغداد تتألق وراء الزجاج السميك

ليالي بغداد تتألق وراء الزجاج السميك

نشر في: 20 يونيو, 2010: 07:27 م

 ترجمة: عمار كاظم محمد مهما علا صوت احتجاجك فانك يجب ان تتعرض للتفتيش عن السلاح في باب المطعم ويأخذ الزبائن في المقابل تذاكرفي مقابلها. كان الحراس بملابس الجينز الضيقة والتي شيرت يقومون بدورية عند المدخل يقومون بجمع كل المعدات التي تمتلكها السلطات هنا بما فيها اجهزة الاتصال اللاسلكي،حتى الضيوف الاقوياء ينظرون بقلق الى الطريق خوفا من قدوم سيارة محملة بالمتفجرات.
انتوني الحاج من جنود الثروة الرأسمالية يبتسم من ذلك كله، الخطر وبالطبع الصرف لغرض جلب حياة الليل الى بغداد حيث يقول"حيث توجد الحرب فهناك الكثير من المال". هناك الكثير من المطاعم الجديدة قد تم افتتاحها في العاصمة هذا العام مثل الغد، وطول الليل الى توست، و ستي جيف والتي تقدم خدماتها الى هذه المدينة المحرومة من حياة الليل وجميعها تخضع لشروط بغداد المعاصرة، المدينة التي تفيظ بتلميحات عن الحالة الطبيعية لكنها مازالت محاطة بالجدران العازلة والاسلاك الشائكة ما يعني أن الجميع يتفاخر هنا بامتلاكه للزجاج غير القابل للكسر والسميك.لكن هناك لغطا جرى مؤخرا حول مطعم السيد انتوني الحاج والذي تم افتتاحه خلال الشهر الماضي والسؤال الذي يدور هذه الايام هو"هل رأيت هذا المطعم اللبناني؟"هذا المطعم والنادي اللبناني جزء من بيروت وجزء من دبي وجزء من ميامي باستقباله المدهش وبدون كوكائين فهو مكان فاخر وعلى الرغم من قول ذلك على لسان مالكه لكنه في الحقيقة نادي ومطعم ليس له نظير في بغداد بحسب المقياس او الطموح او بالتأكيد الديكور المصمم به.هناك معادن حمراء وذهبية وبنية من الكروم وجلد وزجاج وجلد تمساح مقلد على الاعمدة، الرخام تم جلبه من لبنان والخشب المزخرف للأرضية تم جلبه من دبي والاثاث من اندونيسيا، وهناك شاشة تلفزيونية كبير مربوطة بقرب النوافذ ذات الطابقين والتي تطل على الباحة المزينة حيث يحدق الضيوف باتجاه نهر دجلة.خلال الليل يندمج انتوني الحاج مع الذاهبين الى المطعم والمضيفين قائلا"أنا افضل الكلام باللغة الفرنسية"فهور لبناني فخور بنفسه لذا فهو ماهر ويستخدم الكلمات العربية بمهارة ومكر ولديه موهبة صنع المال اينما ذهب، احد شركائه في النادي والمطعم هو جمعة الموسوي ويبدو أنه يقدر جهود السيد انتوني رغم ان لديه قلقا مشروعا بشأن المطعم كونه يمثل مغامرة لكنها على اية حال تستحق المحاولة مقارنة بالوارد الذي يحصل عليه السيد انتوني حيث يقول"هناك الكثير من المال حقا". لقد كلف بناء هذا النادي والمطعم اللبناني 2,5 مليون دولار والمستثمرون به عراقيون ولبنانيون لكنهم مازالوا قلقين من امكانية استعادة اموالهم خلال عام واحد من افتتاحه وخلال ايام الاسبوع يعمل المكان بشكل سريع حيث يوجه السيد انتوني العاملين البالغ عددهم 150 عاملاً 25 منهم لبنانيون ويحصل كبير الطباخين اللبنانيين على اعلى اجر حيث يحصل على 72 الف دولار وهو يقوم بعمله متنقلا من مكان الى آخر. هناك شكوى من الازعاجات التي تحصل بشأن تأشيرة الخروج وبشكل اساسي الترخيصات المطلوبة لأي زائر يغادر العراق يقول السيد انتوني ان الحي هنا محافظ جدا فهو لا يسمح بالكحول في هذا المكان لكن بالنسبة الى رجل يعمل 17 ساعة في اليوم يستطيع السيد انتوني ان يتباهى بسحره. تبدو بغداد هذه الايام تحتاج الى الراحة بعد سنوات كئيبة من حظر التجوال حينما كان السكان يغلقون محلاتهم والشوارع كانت تبدو مهجورة قبل حلول الظلام. وعلى الرغم من وجود احساس بالازمة حيث مرت عدة شهور بعد الانتخابات بدون حكومة جديدة في مرمى البصر لكن هناك مرونة بأن المدينة تظهر علامات عودة الحياة فيها فالمراهقون يقودون دراجاتهم النارية في الشوارع المزدحمة والمطاعم تظل مفتوحة حتى منتصف الليل والى حد بعيد كانت هناك سيارات فاخرة من نوع تويوتا لاندكروز وسيارات جيب وهمرات تقف في بارك النادي اللبناني. ومنذ افتتاح المطعم في السابع والعشرين من ايار الماضي فقد قدم السفيران اللبناني والفرنسي للعشاء هنا وكذلك الناطق الرسمي للحكومة بالاضافة الى محافظ بغداد وكان البعض منهم قد تفادى حتى الذهاب الى غرفة ال"V.I.P"وبدون حراس لكي يختلطوا بالزبائن بشكل طبيعي يقول امير رزاق، احد الزبائن وهو يسحب نفسا عميقا من نارجيلته قرب الشاشة الكبيرة للتلفزيون"ان بغداد تتغير حقا". عن: هيرالد تربيون

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

متابعة/ المدىقالت مصادر أميركية وعراقية إن عدة صواريخ أٌطلقت -الليلة الماضية- على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram