إعداد / عمار ساطعالحلقة الثانية عشرة استضافت إسبانيا بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1982 عندما شهدت البطولة زيادة كبيرة في عدد المنتخبات المشاركة بها من 16 منتخبا إلى 24 ، إلا أن هذه الزيادة لم تؤد إلى تحسين مستوى الكرة المقدمة بالبطولة.فقد كان اللعب شديد الملل خلال هذه البطولة حتى أن إيطاليا حائزة اللقب لم تفز في أي من مبارياتها بدور المجموعات.
وبمنح إسبانيا حق تنظيم البطولة، نجح الاتحاد الدولي لكرة القدم في تسوية حساباته منذ عام 1966 عندما سمح لإنكلترا بتنظيم كأس العالم في ذلك العام برغم عدم مشاركتها في أول ثلاث دورات للحدث العالمي.وجاء منح إنكلترا حق تنظيم البطولة على حساب ألمانيا الغربية وإسبانيا إلا أن (فيفا) أعطى كلا البلدين حق تنظيم البطولتين التاليتين اللتين استضافتهما القارة الأوروبية لاحقاً.وكانت أجواء بطولة 1982 مختلفة تماما عن أجواء البطولة السابقة التي أجريت قبل أربعة أعوام بالأرجنتين، فبينما كانت الدولة الاميركية الجنوبية خاضعة لحكم الجنرال خورخي فيديلا الديكتاتوري، كانت إسبانيا قد خرجت لتوها من عباءة حكم الجنرال فرانشيسكو فرانكو قبل سبعة أعوام، وكانت البلاد تخطو خطواتها الأولى في عالم الديمقراطية ومشاعر البهجة والاحتفال تسود الأجواء.وبدأت بطولة كأس العالم 1982 بإسبانيا (من 13 حزيران الى 11 تموز ) بجدل كبير بخصوص قرعة توزيع فرق البطولة على مجموعات، حيث تسببت لوائحها المعقدة التي عمدت إلى تجنب مواجهة المنتخبات المرشحة لإحراز اللقب لبعضها البعض في المراحل الأولى في إثارة العديد من الاحتجاجات والاتهامات بالتزوير.خرجت إسبانيا من الدور الثاني للبطولة بعد أن كانت قد حققت فوزا واحدا وتعادلين وهزيمتين في أسوأ سجل نتائج تحققه دولة مضيفة بكأس العالم حتى أقيمت البطولة في الولايات المتحدة عام 1994.لعل ابرز فضائح البطولة الاتفاق الذي جرى بين ألمانيا الغربية والنمسا في خيخون! فقد تقدم الالمان (1 ـ صفر)، في بداية المباراة وأمضيا بقيتها يمرران الكرة فيما بينهما في وسط الملعب لعلمهما بأن هذه النتيجة كافية لتأهل كل منهما للدور التالي وإخراج الجزائر من البطولة، وكانت الجزائر قد تغلبت على ألمانيا في مرحلة سابقة من البطولة نفسها. وأثار هذا الامر غضب واستياء الجماهير التي أطلقت الصفارات والهتافات الساخرة ضد المنتخبين حتى هتفت في النهاية تقول (فليقبلوا بعضهم البعض). في المباراة النهائية في 13 تموز 1982 كان الإنهاك قد حلّ بألمانيا عندما انطلقت أمام 90 ألف متفرج في ملعب (سانتياغو بيرنابيو) بالعاصمة الإسبانية مدريد. أما إيطاليا فقد كان مستواها في تحسن مستمر حيث أنها تأهلت من دور المجموعات بفارق هدف واحد عن الكاميرون بعد أن تعادلت في مبارياتها الثلاث بذلك الدور. وفازت إيطاليا  3ـ1، على ألمانيا وأحرزت اللقب في حضور الرئيس الايطالي ساندرو بيرتيني بين الجماهير برغم أنه كان في العقد التاسع من عمره. سجل أهداف إيطاليا: باولو روسي (57)، وماركو تارديللي (69)، وآليساندرو ألطوبللي (81)، وهدف ألمانيا: بول برايتنر (83)، وقاد المباراة البرازيلي أرنالدو كويلو بمساعدة (الاسرائيلي) أبراهام كلين والتشيكوسلوفاكي فويتش كريستوف. في 10 حزيران وأمام 28 ألف متفرج في ملعب (أليكانتي)، أحرزت بولندا المركز الثالث بفوزها على فرنسا 3 ـ 2 سجل لبولندا: أندريزيغ زاماراش (40)، وستيفان مايفسكي (44)، ويانوش كوبسيفيتش (46)، ولفرنسا: رينيه جيرار (13)، وآلان كوريول (72). ونجح الايطالي باولو روسي الذي كان موقوفاً لمدة ثلاثة أعوام بالدوري الايطالي لدوره في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات، في رد اعتباره عندما حصل على لقب هداف البطولة برصيد ستة أهداف.المباراة النهائيةالمكان: ملعب سنتياغو برنابيو في مدريد الزمان: 11/7/1982 الحكم: البرازيلي كويلو الفريقان: إيطاليا × ألمانيا الغربية النتيجة: إيطاليا 3 - ألمانيا الغربية 1 مسجلو الاهداف: لإيطاليا 57 باولو روسي، 69 ماركو تارديلي، 81 اليساندرو التوبيلي، ولألمانيا 83 باول بريتنير.أرقام وحقائق متفرقة:* توج الايطالي باولو روسي هدافاً للبطولة برصيد 6 أهداف .* اسرع هدف في النهائيات كان من نصيب الانكليزي براين روبسون سجله في مرمى منتخب فرنسا بعد مرور 27 ثانية من بداية اللقاء.* سجل المنتخب الهنغاري أعلى نتيجة في تاريخ النهائيات بعد فوزه على السلفادور 10-1.* سجلت فرنسا أعلى مجموع من الأهداف في البطولة برصيد 16 هدفاً.* شهدت البطولة تسجيل 146 هدفاً بمعدل 2.81 هدف في المباراة.