بغداد/ مراسلو المدى - وكالات يشهد الشارع العراقي تحولا في أشكال الاحتجاج والتعبير عن السخط إزاء سوء الأوضاع في البلاد، خصوصا رداءة خدمات الكهرباء.. الأوساط الشعبية تغلي بسبب ساعات القطع الطويلة في هذا الصيف اللاهب.
وامتدت الاحتجاجات الغاضبة على سوء اداء وزارة الكهرباء الى مدن الناصرية والعمارة والرمادي والكوفة، فيما يرجح مراقبون ان تتسع رقعة المدن المشاركة فيها خلال الايام المقبلة في وقت لا يبدو ان حلا سريعا سيظهر لازمة الكهرباء. ويرى المراقبون ان الفراغ السياسي وانشغال السياسيين بتقاسم السلطة فاقم ألازمة وجعل المواطن يخرج الى الشارع غاضبا. وكانت الايام الماضية شهدت عدة تظاهرات في البصرة والناصرية وبغداد ومدن اخرى احتجاجا على اداء وزارة الكهرباء وفشل المشاريع المتعلقة بتحسين الشبكة.وبينما تتحسب السلطات الامنية في مدينة العمارة لحدوث اعمال عنف قد ترافق تظاهرات احتجاجية محتملة ضد تردي تجهيز الطاقة الكهربائية، تحولت التظاهرة التي اقيمت في مدينة الناصرية الى مواجهات بين المواطنين ورجال الامن وهو الامر الذي كانت تخشاه السلطات المحلية.وكان المسؤولون في الناصرية دعو امس الاول، وعشية انطلاق المظاهرات، رجال الشرطة والامن الى حماية المتظاهرين.rnالغضب يتجدد في البصرةويوم امس الاثنين تجددت التظاهرات في مدينة البصرة للسبب ذاته. وقالت تقارير صحفية ان العشرات من المواطنين تجمعوا امام مبنى مجلس محافظة البصرة رافعين لافتات تطالب باستقالة المحافظ شلتاغ عبود ووزير الكهرباء كريم وحيد والعمل على تحسين اوضاع الكهرباء بعيدا عن الشعارات السياسية.وقال احد المنظمين للتظاهرة التي نددت بعدم تحرك الحكومة المحلية ساكنا في ظل تواصل الرفض الشعبي لانعدام الخدمات العامة ولاسيما فيما يتعلق بقطاع الكهرباء ان استمرار صمت الحكومتين الاتحادية والمحلية ازاء عدم الاستجابة للمطالب الجماهيرية بتحسين الكهرباء دفعنا للخروج الى الشارع مرة اخرى لقناعة ابناء البصرة بعدم الجدية في معالجة الازمة.وتأتي تظاهرة امس على خلفية المظاهرات التي شهدتها البصرة يوم السبت الماضي وخلفت شهيدين وجرحى جراء تعرض المتظاهرين لاطلاق نار من قبل القوات الأمنية".وكان عدد ضحايا عملية اطلاق النار امام مبنى مجلس محافظة البصرة على المتظاهرين ارتفع الى شهيدين اثر وفاة احد الجرحى في مستشفى حكومي. يشار الى ان اللجنة الوزارية المكلفة من الحكومة المركزية بالتحقيق في الحوادث التي جرت في البصرة قررت زيادة حصة المحافظة من الكهرباء الى 900 ميغاواط بدلا من 650 ميغاواط، مراعية بذلك الظروف المناخية في المحافظة.اللجنة التي يرأسها وزير النفط حسين الشهرستاني اجتمعت مع الجهات ذات العلاقة واطلعت على حيثيات الوضع واسباب التظاهرة والواقع الخدمي الذي تشهده المحافظة فيما يخص الكهرباء والبنزين.ووصف اعضاء في مجلس المحافظة المعلومات التي ترددت بعدم مشروعية التظاهرة او انها غير مجازة بانها"غير دقيقة"مشيرا الى ان القائمين على التظاهرة حاولوا الحصول على ترخيص من المجلس والمحافظة واخيرا تمكنوا من الحصول على ترخيص من معاون المحافظ.rnالعواصف تفاقم الأزمةوتفاقمت ازمة الكهرباء في البصرة بعد ان تسببت عاصفة ترابية اجتاحت المدينة بسقوط عدد من الابراج والخطوط الكهربائية ما ادى الى عطل جزء كبير من كهرباء المحافظة، مشيرا الى ان الفرق الفنية تبذل جهودا كبيرة لاصلاح الخلل.وسقطت اربعة ابراج وثلاثة خطوط خلال العاصفة الترابية التي اجتاحت المحافظة، فيما يقول مسؤولون في المحافظة ان جهودا واسعة تبذل من اجل اعادة التيار الكهربائي حيث ان العديد من الفرق الفنية التابعة لوزارة الكهرباء هرعت لاصلاح العطل.يشار الى ان المحافظة شهدت أول أمس تظاهرة جماهيرية غاضبة بسبب ازمة الكهرباء ورافقتها احداث عنف ادت الى مقتل مواطنين اثنين وجرح ثالث عندما فتحت الشرطة النار على المتظاهرين، وهو ما دفع رئيس الحكومة المالكي الى ارسال وفد وزاري لمعالجة الازمة.rnطوارئ في الناصريةوشهدت محافظة ذي قار ولليوم الثاني على التوالي المزيد من التظاهرات الجماهيرية التي تطالب بتحسين واقع الكهرباء وتأمين الخدمات الاساسية وقد تعرض عدد من المتظاهرين لجروح طفيفة اثر المواجهات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب الذين استخدموا الهراوات والعيارات النارية وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين احتشدوا امام مبنى مجلس محافظة ذي قار.وقد استدعت القوات الامنية المزيد من التعزيزات العسكرية لوقف زحف المتظاهرين الذين تقدر اعدادهم باكثر من ثلاثة الاف متظاهر. وقال مراسل المدى في المدينة ان المتظاهرين الذين استخدم بعضهم الحجارة في مواجهة الشرطة رفعوا الفوانيس والاجهزة الكهربائية المعطوبة فضلا عن لافتات تطالب بتحسين واقع الكهرباء كما طالبوا باقالة الحكومة المحلية ومجلس المحافظة ورؤساء دوائر الكهرباء في محافظة ذي قار. فيما رددوا هتافات تندد بسياسة الحكومتين المحلية والمركزية واتهمتهما بالتقصير والكذب.كما طالب المتظاهرون اعضاء مجلس محافظة ذي قار بمواجهة المتظاهرين واللقاء المباشر معهم مرددين&qu