بغداد/ المدى يواصل رئيس الجمهورية جلال طالباني لقاءاته وحواراته المكثفة مع القادة السياسيين العراقيين بهدف التوصل إلى نقطة تفاهم مشترك بين القوى الرئيسة والكتل الفائزة لبلورة برنامج وطني يسهِّل ويسرِّع من عملية تشكيل الحكومة المقبلة.
وفي هذا السياق زار الرئيس طالباني امس الاول رئيس الوزراء نوري كامل المالكي في مقر إقامته ببغداد، وفي اللقاء تم بحث عدد من القضايا المتعلقة بالوضع الحالي للبلاد، وجرى التأكيد على ضرورة وضع صيغة عمل مشترك بين جميع القوى للخروج بالبلاد من الوضع الحالي. وعقب اللقاء صرح الرئيس طالباني للصحفيين أنه تبادل و المالكي وجهات النظر حول الراهن العراقي، وشدَّد على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة الشراكة الوطنية المنشودة، قائلاً:"تبادلنا الآراء حول ضرورة العمل للإسراع في تفعيل مجلس النواب العراقي، وتهيئة القوى للعمل قبل النهاية الدستورية لحكومتنا"، موضحاً أن الآراء كانت متقاربة جداً. وأشار الرئيس طالباني إلى أن اللقاء تناول أيضاً موضوع الزيارة المرتقبة له إلى الجماهيرية العربية الليبية للإشراف على إعداد وثيقة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك.وكان طالباني على مستوى الاسابيع التي اعقبت الانتهاء من اجراء الانتخابات، قد كثف من لقاءاته السياسية التي تصب في منحى تقريب وجهات النظر حيث سجل رئيس الجمهورية لقاءات متعددة مع الكتل السياسية باختلاف عقائدها وتوجهاتها وهذا جرى على نطاق محلي، اما ماقام به رئيس الجمهورية على نطاق دول الجوار والمجتمع الدولي فقد قام بجولات مكوكية شرح خلالها العملية الديمقراطية في العراق والنزاهة المنقطعة النظير التي تميزت بها هذه الانتخابات، واكد ذلك من خلال لقاءاته المتكررة مع المفوضية العاليا المستقلة للانتخابات، وكانت لقاءات طالباني تتجدد دائما بطروحات جديدة تصب في نجاح العملية السياسية واتفاق الرؤى بشأن تشكيل الحكومة القادمة فقد التقى محليا، نائبه الدكتور عبد المهدي لبحث اساليب وطرق وضع منهج لحكومة الشراكة الوطنية وشدد على هذا الامر مع رئيس القائمة العراقية اياد علاوي، ولم يستثن احدا من لقاءاته التي يحاول من خلالها اقناع جميع الاطراف بضرورة التوصل الى حل سريع لتشكيل الحكومة المقبلة، وتعددت لقاءات طالباني مع المالكي وتعدت ذلك الى نواب في مختلف القوائم، وكانت سياسة التوافق التي رسمها الرئيس منذ انبثاق اول حكومة بعد انتخابات 2005 ماثلة للتوفيق بين الاطراف المختلفة، ودمج الرؤى في بوتقة واحدة.وفي سياق متصل التقى رئيس الجمهورية جلال طالباني، الإثنين السفير الألماني لدى العراق باول فون مالتسان بمناسبة انتهاء مهام عمله.وجرى خلال اللقاء التأكيد على ضرورة توثيق العلاقات العراقية الألمانية على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية.وأشاد طالباني بالجهود التي بذلها السفير مالتسان أثناء عمله من أجل تدعيم العلاقات الثنائية بين العراق وجمهورية ألمانيا الاتحادية، متمنياً له النجاح والموفقية في حياته المستقبلية.من جانبه جدَّد السفير باول فون مالتسان دعم بلاده العملية السياسية الجارية في العراق، مشدداً على أهمية دور العراق الديمقراطي في المنطقة لما له من مكانة وثقل سياسي وتاريخي واقتصادي، مؤكداً ضرورة دعم هذه التجربة المتنامية من قبل المجتمع الدولي.وثمن السفير الألماني الجهود المتميزة للرئيس طالباني في قيادته العراق الجديد من خلال سعيه الدؤوب لتجسيد التناغم الوطني المنشود، وتجاوز العراقيل التي تعيق المسيرة السياسية والتجربة الديمقراطية في العراق، شاكراً فخامته على كرم الضيافة وحسن الاستقبال.والتقى الرئيس طالباني مساعد وزير الخارجية المصري واكد أهمية العلاقات الاستراتيجية مع جمهورية مصر العربية، وأشار إلى أن الصلات بين البلدين الشقيقين تتطور باستمرار. جاء ذلك اثناء استقبال فخامته في مقر اقامته ببغداد، امس الاثنين 21-6-2010، مساعد وزير الخارجية المصري محمد قاسم الذي رافقه السفير المصري لدى جمهورية العراق شريف شاهين. ونقل السيد محمد قاسم تحيات فخامة الرئيس محمد حسني مبارك إلى الرئيس طالباني، وأكد اهتمام القيادة المصرية بتوثيق الروابط الاخوية بين البلدين. وشرح الرئيس طالباني التحركات السياسية الجارية حالياً لتشكيل حكومة شراكة وطنية، فيما أكد مساعد وزير الخارجية المصري دعم بلاده العراقيين في طموحهم إلى قيام حكومة تعكس رغبات الشعب العراقي، مشدِّداً على أهمية دور العراق في المنطقة. وجرى خلال اللقاء الذي حضره كبير مستشاري رئيس الجمهورية الأستاذ فخري كريم بحث التحضيرات لعقد القمة الخماسية في الجماهيرية الليبية التي ستناقش هيكلية الجامعة العربية وسبل تطوير العمل المشترك بين الدول الأعضاء فيها. واكد الرئيس طالباني ان الموقف الذي سيعرضه العراق في اجتماع طرابلس سيكون قريبا للغاية من المنطلقات المصرية في شأن الجامعة العربية ومستقبلها.
طالباني والمالكي يتبادلان وجهات النظر لتسريع تشكيل الحكومة المقبلة
نشر في: 21 يونيو, 2010: 08:05 م