TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك ..(ادعي على عدوك بالحاكم والحكيم)

هواء فـي شبك ..(ادعي على عدوك بالحاكم والحكيم)

نشر في: 21 يونيو, 2010: 08:06 م

 عبدالله السكوتي وهذا المثل من الادعية التي تتمناها لعدوك بان يتسلط عليه حاكم او حكيم (طبيب)، وهذا القول يعطي صورة واضحة عن فساد الحكم وعدم ثقة الناس به وجور الحاكمين في السنين الماضية، لان الانسان فيها كان اذا وقع تحت وطأة حاكم تعرض للسجن والتعذيب امدا طويلا، وابتزت امواله،
لان الاحكام كانت كيفية ولاتستند الى قانون، وكذلك الحال اذا وقع تحت رحمة حكيم (طبيب)، وهذا فيه تعميم غير صائب فكثير من الاطباء ادوا رسالتهم الانسانية على اكمل وجه، ونال منهم الجهد والتعب والسهر، لكن هذا القول للمهمل الجشع الذي حنث بقسمه تجاه مهمته الانسانية، وقد تكون نهاية كثير من الناس على ايدي مثل هؤلاء المهملين، اما الحاكم فالكثير يعتبر السلطة بابا من ابواب الفخر والتسلط وينسى غايتها الرئيسة وهي خدمة الناس، والوفاء لهم على مايقدمونه من اجل ادامة هذه السلطة، اما من ينسى كونه موظفا لدى الشعب فهذا مشروع دكتاتور، لوقدر لعهده ان يطول لحكم بالحديد والنار، وقصة الشاعر من الفرات الاوسط الذي اتى لمقابلة وزير الداخلية، في العهود السابقة بعد ان اغلقت بوجهه جميع الابواب فحجب ولم يدخل على الوزير فنفد ماله وهو غريب في بغداد معروفة وكانت مدة انتظاره يومين فكتب بيت ابوذيه قال فيه:(الكافر لويشوف العدل يومينوعليك اجفوف كل الناس يومينترضه انته تكف بالباب يومينلون آنه وزير الداخلية)وهذا البيت لايخص وزير الداخلية وحده وانما يشمل جميع الوزراء، لانهم تناسوا دورهم في تقديم الخدمات، ووصل الحال ببعض المحافظات ان تهدد بالاضراب ومن ثم الثورة، وكأن الايام تعود الى الخلف لازمنة الجور والمصادرة، والحاكم لايدري ماذا يفعل يعزل من ويبقي من، فالحلقة ضيقة واضعف عقدة فيها الوزراء المستقلين، وواحد من هؤلاء وزير الكهرباء الذي لاينتمي الى حزب يدافع عنه او يتعصب له والا فالسوء في كثير من الوزارات موجود، لكن هذه الوزارات تماسها مع المواطن قليل ؛ ومع قصور وزارة الكهرباء وعدم وفائها بعهودها، ونحن من الذين نوهوا الى ضرورة الوقوف على حقيقة الامر ومعرفة التقصير، لكن الحملة الكبيرة التي شنت ضد هذه الوزارة دون غيرها، توحي بالشك وتضعنا امام حكاية سنحكيها لاحقا، مسترسل مع همي اليومي واذا بصديقي الحزين (احميد الفهد) يدخل عليّ متشحا بالسواد، لقد فقد عزيزا، في احدى مستشفيات بغداد بتقصير واضح من الاطباء، واهمال جعله ينوء تحت غصة في صدره، يتحرج من البوح بها، ويحملها حملا ثقيلا اضر بصحته واثر كثيرا بنفسه الطموحة، حاولت ان اخفف عنه جهد ما استطيع ولكن للاسف خاب المسعى لان خسارته كبيرة، لاطفته قليلا وحاولت ان اسحب لسانه الى حكاياتنا الجميلة دون جدوى فقد اخذ الحزن منه مأخذا عندها قلت له: اسمعت قصة المسيحي مع ابنته في منطقة المشتل؟ حيث قتلوا الاب والفتاة في المستشفى، والسيارات المفخخة في المنصور، وصديقي المدرس الذي فقد من احبائه مع عائلته ما مجموعه 17 شخصا، فقال: لاتواسيني انت تزيد همي فالشعب عائلتي واخوتي وابنائي، كل العراقيين اعزاء على قلبي، ثم قال:(فاركت بدر فلا مثله تلوح ابداروالكلب امسى حزين وصابغينه ابدارتميت اباري ظعنهم والمسير ابداروالجسم عندي وروحي يمهم تبرهوسيوف اهل الغدر بمفاصلي تبرهماظني جرحي يطيب وعلتي تبرههمه مقيمين واحنه كل يوم ابدار)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram