بغداد/ المدى الثقافيأقام بيت الشعر العراقي، الجمعة الماضية، وعلى شاطئ دجلة في شارع المتنبي ببغداد، اصبوحته (كمال الشعر)، إحياء لذكرى الشاعر الراحل كمال سبتي، وقدم الجلسة الناقد د.صالح زامل الذي أشار إلى أهم محطات الراحل في الترحال والنتاج الشعري الذي توزع بين بغداد وعواصم عربية وعالمية أخرى،
مبينا "ان الشعور بالوحدة كان واضحا في شعره، وبعده عن التأثيرات الأيديولوجية التي كانت سائدة في جيل السبعينيات". أول المداخلات كانت دراسة للناقد مقداد مسعود عنوانها (كمال سبتي وساعته اليدوية)، ومنها :" ان الشاعر كمال سبتي،في قصيدته(ليل وشمس)،يعيد انتاج غربة السياب،بطبعة منقحة ومزيدة..اذ ستعرف فطنة القارئ ان الليل والشمس،مفردتان تخصان ألآخر/ المنفى". ليؤكد مسعود:" انه يرى في (ليل وشمس) ومشتقاتها،حاجة الشاعر كمال سبتي لأن يكون حضورا في منبته الطيني،لذا ينتج الشاعر صياغة شعرية للعيش هنا، لا هناك..". وفي شهادة متميزة قدمها شقيق الراحل القاص إبراهيم سبتي، ذكر فيها " ان الراحل ترك ثمانية كتب ونشر أكثر من 150 مقالا في السياسة والأدب، وكيف انه مات في سن العاشرة وعاد الى الحياة بعد ساعتين لتكون هذه أحدى العقد التي ظلت تلازمه، كما هو الحال مع الرقم 4، كونه الابن الرابع في العائلة، ميتته هي الرابعة فيها أيضا، موت والده بعد أربعة أيام من وصوله العراق بعد العام 2003، تنقله بين أربعة دول".ليأتي دور الشاعر حيدر عبد الخضر الذي قدم شهادة عنوانها (رحيل الطائر السومري وحكيم المدن المقدسة)، ومما ورد فيها :"هل كان كمال يعلم بأنه سيموت غريبا متوحدا مع خساراته ورغباته المطفأة بعيدا عن أحبته وطفولته الأولى".أعقب ذلك قراءة الشاعر أحمد عبد الحسين لقصيدة الراحل (حكاية في الحانة)، وجاء في مقطع منها:"كنت أتمتم ياذا الجلال باسمك.لغزي نهب.ضياع قبائل وبلدان.لغزي ندم طويل أوّله السعداء بكاء لغيابك، تماما كما كان الرواة يقولون في كتب الدولة، تماما كما كومونا كلّنا في قطار الليل وسمّونا جنودا. قالوا ماكنا مثلك أو مثل من تشبهه.".بعدها قرأ الشاعر سهيل نجم ورقة بعثها الكاتب علي شايع الى المحتفين بالشاعر الراحل كمال سبتي، والتي ذكر فيها :" الحروب شغلت أعمارنا بالبارود، وكنت أشمّه موحشا في قصائد كمال، شمّمته في كل حرف شرّفني الشاعر بتنضيده نقلا عن أوراق بخط يده، أحتفظ بها، وطبعتها على كومبيوتري الشخصي..".وخلال الاصبوحة قرأ الناقد د.صالح زامل بعضا من مقالات الراحل التي نشرها هناك، ومن بينها مقاله (الخوف على الشعر)، ومما ذكره فيه:" في شعري كله "وتتضح أكثر" في قصائدي الطويلة غير الموزونة، شخوص ومشاهد مصوَّرة. شيء خافت من الدراما الأولى في المسرح وشيء خافت من السيناريو ومن التصوير السينمائي ومن المونتاج. والأخير..يا للأخير في الشغل الفني والأدبي كله".
الاحتفاء بكمال السبتي..حكيم المدن المقدسة فـي بيت الشعر العراقي
نشر في: 22 يونيو, 2010: 04:39 م