اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > ثقافة الحرب و الطبيعة البشرية

ثقافة الحرب و الطبيعة البشرية

نشر في: 22 يونيو, 2010: 04:54 م

الكتاب / ثقافة الحربالمؤلف / مارتن فان كريفيلدترجمة / عادل العامل يُعد مارتن فان كريفيلد واحداً من أخصب المؤرخين العسكريين، و قد كتب بطريقة تسلسلية عن حالة الصراع الحالي في ضوء الماضي. و ظهرت كتبه بشكل متواصل كلَّ عدة سنوات، و معظم أسمائها تقترن بلفظة  "الحرب "، كلَّ بضع سنوات ــ تجهيز الحرب، 1977؛ القيادة في الحرب، 1985؛
 التكنولوجيا و الحرب، 1989؛ تحوّل الحرب، 1991؛ فن الحرب، 2000؛ الرجال، و النساء و الحرب، 2001؛ و الوجه المتغير للحرب، 2006، كما يقول فكتور ديفيس هانسون في عرضه هذا.و قد كانت منهجية السيد كريفيلد أن يبدأ بافتراض مضاد للحدس، إن لم يكن انعطافياً، و من ثم يقدّم جولة عاصفة عبر التاريخ لإثباته. لكن إذا كان هناك في الماضي حتمية اقتضائية لعمله ــ ربما أن الأمثلة تكون مختارةً لتناسب، لا أن تؤدي إلى، المقدمة المنطقية ــ فإن " ثقافة الحرب " يبدو تحقيقاً تجريبياً تماماً. و في الحقيقة، فإنه أكثر دراسات السيد كريفيلد إقناعاً و جاذبيةً، و مثيرة للجدل. و فيه، يطرح القضية المقنعة بأن القتال، رغم ادعاءات الكثير من الناشطين، سمة طبيعية و ضرورية من سمات الحياة البشرية.و لدى السيد كريفيلد تشكيلة من الأهداف في (ثقافة الحرب): فهو أولاً يؤكد أنه عبر الزمان و المكان تبقى طبيعة الحرب، التي تعكس طبيعة الانسان غير المتغيرة، هي نفسها إلى درجة كبيرة ــ و هو درس حاسم في هذا العصر المسكون بالتكنولوجيا.. و أولئك الذين يعتقدون بأن التكنولوجيا العالية المعاصرة و مفهوم الحداثة الغربي المطوَّق الآن قد غيّرا إدارة الصراع إلى الأبد هم على خطأ إلى حدٍ بعيد. و كذلك أولئك الذين يجادلون بأن الحرب " تُنشَأ " كلياً عن طريق الثقافة ــ كما لو ان القتال بين قبائل حوض الأمازون كان يتشاطر القليل من النقاط المشتركة مع ويهرماخت Wehrmacht هتلر.و بالطبع، فإن الثقافة (بمعنى حضرة أمةٍ ما) تلعب بالفعل دوراً في تحديد بعض أوجه الصراع الهامشية، و يمكن أن يكون هناك كما يبدو اختلافات مهمة بين إدارة الحرب أو سلوكها، لنقل في برازيل ما قبل كولومبس و بافاريا أربعينيات القرن الماضي.لكن بالمعنى العام لِما يسبب الحروب، و كيف نتهيّأ لها و نديرها، و ما الذي يُنهي الصراع، و كيف يخلَّد، فإن المجتمعات قديماً و حديثاً عبر العالم متماثلة أكثر من كونها مختلفة إلى حدٍ بعيد.ثانياً، و الأكثر إثارةً للجدل، يجادل السيد كريفيلد ضد المعتقدات الأنثروبولوجية الحديثة التي تفترض أن الحروب تحقق حاجةً ثقافية أو شعائرية، و الواقعيين الذين يتبعون كلاوزفتز في التفكير بأن الحرب مجرد وسيلة لتحقيق أهداف سياسية. فبالنسبة للسيد كريفيلد، فإن الحرب بدلاً من هذا مشروع إنساني و طبيعي، حافز يسكن الفرد. فإذا كان يُشبع أية حاجة، فإنه داخل النفس الإنسانية، و بالتالي فهو يوفر نوعاً معيناً من الرضا بحكم طبيعته لأولئك الذين يرتبطون به. و هذا، يرى السيد كريفيلد، هو السبب في أن الناس ــ الرجال في الغالب ــ يبدو أنهم يستمتعون بمحاولة قتل أحدهم الآخر، و في أن معظم المتفرجين تفتنهم مشاهدة ذلك أو التفكير به. و كما يكتب السيد كريفيلد،" فإن الحرب، و القتال بوجهٍ خاص، هي أحد أكثر النشاطات إثارةً و تحفيزاً التي يمكن للبشر أن ينهمكوا فيها، واضعةً النشاطات الأخرى في الظل؛ و غالباً ما تترجم تلك الإثارة و التحفيز نفسيهما إلى بهجةٍ صافية ".و كما يذكر السيد كريفيلد، فإن معظم الناس حسّيون، و لن يشاركوا في صنع الحرب إذا لم يجدوها باعثةً على المتعة و الانشراح أو في الأقل جذّابة، سواء خلال القتال أو في التذكّر يعد نزف الدماء. و أنا أميل للموافقة مع شيء من  التردد ــ و إلا كيف نفسر لماذا ما يزال الرجال و النساء يقرأون بافتتان عن باسكينديل أو السوم بطريقة لا يتّبعونها مع الهبوط الاقتصادي في بريطانيا في أواخر العشرينيات من القرن الماضي، أو إجازة قوانين الذَرَة؟ لماذا هناك الكثير من شعراء الحرب العالمية الأولى و روائيي الحرب العالمية الثانية، أو صحافيي فترة فيتنام ــ يلتقون معاً في اجتماعات سنوية في فاغاس تجتذب أعضاءها بطرقٍ لا تتَّبعها نوادي الروتاري أو الإيلكس؟ كنت أزور تشانيا في جزيرة كريت في أوائل تشرين الأول عام 1973، و أنا طالب في علم الآثار في العشرين من عمري. و بينما أنا جالس في تافيرنا صغيرة، فوجئت بعشرات الأجانب يهتفون، و يشربون، و يغنون، و هم في خمسينياتهم، في وحدة أصوات. فهز النادل كتفيه استهجاناً و طلب مني أن أرتاح؛ لم يكن ذلك سوى تجمع دوري غير رسمي لبعض المظلّيين الألمان السابقين يراجعون بطولات ماضيهم في سكرهم ــ و هم منتشون في رفقتهم و غير مهتمين تماماً، إن لم يكونوا ناسين، بأن معظم الكريتيين العابسين هناك لا يحبون الألمان و لا كانوا قد نسوا تفصيلات احتلالٍ وحشي بوجهٍ خاص. و مؤخراً كنت في رحلة جوية عبر القارة رأيت فيها عريفاً بالبيرية الخضراء و اللباس الرسمي، و بصدرٍ مليء بالميداليات، يقدَّم له بشكلٍ عفوي مكانٌ في الدرجة الأولى من قبل شركة الطيران و عدة ركّاب حجزوا في الدرجة الأولى، حدث هذا في وقت حربٍ غير شعبية في العراق. بينما تجاهلوا ببساطة سياسياً بارزاً من واشنطن كان على نفس الرحلة.حت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram