خليل جليل يبدو ان صفارة التحكيم الفرنسي لن تخرج عن السكة التي تسير عليها الكرة الفرنسية في ظل موجة من النتائج السيئة التي أساءت إلى المدرسة الكروية الفرنسية والتي عرفت أسماء لامعة في سماءً الكرة العالمية وتركت إرثاً لافتاً من فنون الكرة
ليأتي دومينيك ليعبث به بإرادة الاتحاد الفرنسي للعبة الذي أصر على إبقائه لست سنوات ماضية رغم دعوات الإقالة وطلبات الإقصاء التي تعالت صيحاتها من قبل جمهور الكرة الفرنسي المتعطش والمتلهف لأيام غابرة عاش فيها أجمل وأحلى عصر للكرة الفرنسية. والعروض الهزيلة والنتائج المخيبة والمشاكل التي تعترض وتجتاح البعثة الفرنسية في مونديال جنوب أفريقيا وهذا ما يعكس حالة الضعف والافتقاد للتوازن التي يواجهها الاتحاد الفرنسي ، جاءت صفارة التحكيم الفرنسية لتتوج تلك المهازل مثلما أكد ذلك الحكم الفرنسي لانوي عندما قاد مباراة البرازيل وساحل العاج وسط مسلسل من الأخطاء والمواقف التي لا تنسجم مع مكانة حكم يفترض ان يقود مثل هذه المباراة الكبيرة ليعطي درساً لمثل هؤلاء الحكام ،عندما جعل المباراة تأخذ شكلا آخر من الاتجاه نتيجة أخطائه ومنها خطأه الكبير الذي اعترف به عندما احتسب هدف البرازيل الثاني لفابيانو برغم ارتكاب اللاعب المذكور خطاً واضحاً لا يقبل اللبس ولمرتين في حالة واحدة عندما استخدم يده لتسهل مهمته في التحضير والتسجيل في مرمى ساحل العاج أمام عشرات الكاميرات وعلى مرأى واضح ودقيق من كل متابعي المونديال في كل مكان. وما قام به لانوي من إظهار علامات المجاملة وإبداء مشاعر المداعبة مع فابيانو لتذكيره بأنه استفاد من حركة يده للتسجيل ،عكس ذلك الخطأ الكبير الذي يفترض أن لا يغتفر لأي حكم يتعمد به لكن يبدو إن حكام كرة القدم في فرنسا باتوا ينسجون على منوال اتحادهم ومنتخبهم البائس التائه الذي لا يمت بأية صلة لعهد هيدالغو ولومير وايميه وزيدان وتيغانا وكريسبو وبلاتيني وآخرين من سلسلة نجوم الكرة الفرنسية التي طفت على سطح الأحداث في مونديال جنوب أفريقيا كل مآثرهم الكروية وتاريخهم الرائع في عالم كرة عندما تسيدو اللعبة على المستوى الأوروبي والعالمي لتأتي حقبة جديدة لتمرغل ذلك التاريخ في ارض جنوب أفريقيا ليصبح بذلك المنتخب الفرنسي مثار استعطاف الآخرين وشفقتهم عليه وعلى أمجاده الغابرة! وما الهفوة التي اوقع فيها لانوي نفسه وسقطته في ثغرات تحكيمية لا تتحمل أي جدل أو أية افتراضية أخرى مثلما عكست ذلك مباراة البرازيل وساحل العاج، تشير إلى واقع كرة القدم الفرنسية يكون التحكيم جزءاً من هذا الواقع الذي فرض الكثير الكثير من علامات الاستغراب والدهشة لما يحيط بالكرة الفرنسية من وضع غير طبيعي اعترف به كل مسؤولي الاتحاد الفرنسي على هامش مونديال جنوب أفريقيا حيث انهارت كل معنويات البعثة الفرنسية أزاء مظاهر الفوضى والتمرد التي رافقت المنتخب منذ سقوطه أمام المكسيك وإضراب اللاعبين قبل مباراتهم أمام جنوب أفريقيا. إذن يبقى هناك سؤال واحد ما زالت تثيره كل الأوساط الكروية العاشقة للكرة الفرنسية وهي تشكك بالواقع الهزيل الحالي للكرة الفرنسية، وهل سيتواصل مسلسل التداعي والتراجع المخيف لها أم ستكون متأهبة لثورة كروية عارمة نتيجة الاهتزاز الكبير لمنتخب فرنسا والكرة الفرنسية وكل ما يتعلق بها بعدما وصلت آثار ذلك الإهتزاز إلى التحكيم أيضاً؟!
وجهة نظر ..حتى الصفارة الفرنسية
نشر في: 22 يونيو, 2010: 05:39 م