عبدالله السكوتييحكى ان استاذا كان متخصصا باصلاح اعمدة موازين الذهب، ولايوجد استاذ غيره يجيد اصلاحها، وذات يوم جلب له احد الصاغة ميزانه الذهبي المعوج ليصلحه، فطرق الاستاذ عليه طرقة واحدة فاعاده الى ماكان عليه قبل الاعوجاج، ولما طالب بالاجرة ومقدارها (نصف مجيدي)
استكثرها الصائغ ولم يدفع له المبلغ، وكان رد الاستاذ على ذلك ان طرق الميزان ثانية فاعاد اليه الاعوجاج، واعطاه الى الصائغ، وعاد الصائغ يبحث عن استاذ اخر ليصلح ميزانه، فلم يعثر على من يصلحه، فاضطر الى العودة اليه واخبره بالموافقة على القيمة التي طلبها، فقال له الاستاذ: لاتنس ان تدفع لي هذه المرة (مجيدي ونصف) ثمن ثلاث طرقات، الاولى اصلحت فيها العمود، والثانية اعدت اعوجاجه، والثالثة لاصلاحه الان، فوافق الصائغ مضطرا بعد ان علق وقال:(دكة استاد)، وهذا المثل يقال لمن يجيد عمله ويتقن حبك المؤامرات.والعراقيون وقعوا بين براثن الاساتذة الذين جربوا وخبروا مايبكي هذا الشعب ومايفرحه، فالشعب وقع بين جبروت القاعدة واجرامها وخبث عصابات السرقة والقتل، ومؤامرات المحيط الخارجي، وكل من هؤلاء (استاد في صنعته)، وهذا كله من الممكن حسابه، لكن مالم يكن بالحسبان، ان دكة الاستاد صارت فقط من حق الشعب وماطالت احدا غيره، ومن المتعارف عليه في السنين السابقة ان هناك نزاعا مستمرا على السلطة، يكون ضحيته اما الحاكم او من يقوم بحياكة المؤامرات، وكنا نسمع بين فترة واخرى ان شبكة من الكذا والكذا ارادت الاطاحة بالحكومة وكان رجال الكذا بالمرصاد، والشعب يسمع ويرى وبعض الاحيان يتألم، اما الان فالغريب في الامر ان الشعب هو من تصدى لكل شيء بعد ان سكن السياسيون منطقة محصنة لااحد يصل اليها ولاشيء يطولها، ولذا يوميا تسمع باعداد الشهداء والجرحى، ويكثر العدد يوما بعد يوم، وهناك من يسلط الضوء على اعمال القاعدة وغيرها، محللون سياسيون وقادة امنيون، قسم منهم يتوقع المزيد وقسم آخر يبرر للقوات الامنية غفلتها ليبقى الشعب الخاسر الوحيد في هذه المعادلة الصعبة، انها تركة كبيرة تنم عمن خطط لها ونفذ انه استاذ واكثر، هناك ملايين اليتامى والارامل وهؤلاء يحتاجون الى معونات، وهناك معاقون وهؤلاء ايضا يبحثون عمن يعوض عوقهم، واذا مابقي الحال على ماهو عليه، فان هذه الطوابير تزداد يوما بعد يوم ماينبىء بمستقبل مظلم.لقد نشرت رويترز تقريرا عن انتشار اغراض الجيش الاميركي في الاسواق العراقية الشعبية مثل سوك هرج وغيره، واوردت حديثا لاحدهم انه حزين لمغادرة الاميركان لان تجارته ستبور وبالتالي سيعود الى العمل في صناعة الاحذية، لان مخلفات الجيش الاميركي ستختفي بعد انسحابه، لكنه لم يفكر انه حين يصنع حذاء في العراق سيمنع استيراد حذاء، وانه حين يتاجر بالمخلفات من الممكن ان يسهم في انتشار مرض جديد ليضعه على قائمة الاوبئة والامراض العراقية، مزحة كبيرة ماقالته رويترز هذه، ولا ادري من اجبر هذا على ترك صنعته ليعمل في تجارة المخلفات، ولعل رويترز تعرف من فعل ذلك، لقد عبرنا من مناطق العبور بانتظام ووضعنا الهواتف في الشوارع كأي شعب متحضر وصنعنا الثلاجة وماطور الماء وجرار الحرث وباصات النقل جمعت في العراق، ولم نكن شعبا متخلفا لنبحث عن اعقاب السكائر ونثرى باسلوب جمع الخردة، لكنها دكة الاستاذ الذي اراد ذلك، وهناك الكثير من الاساتذة تعدى اعداد القتلة والمجرمين، (هاي دكة من دكات الاستاد يا استاد).
هواء فـي شبك: (هاي دكة استاد)
نشر في: 22 يونيو, 2010: 07:28 م