اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > عبد اللـه كوران.. الاتجاه نحو الواقعية

عبد اللـه كوران.. الاتجاه نحو الواقعية

نشر في: 23 يونيو, 2010: 04:35 م

عباس بوسكانيإنها صورةٌ قد رَسَمتُ في خاطريلحسناءٍ فذةٍ.. ولكنها، آه، دون إسم"  ثم تحوّل كوران الى رومانسية رمزية، إستحدث فيها أشكالاً غريبة عن السياق العام حينئذ، فمثلاً إستعمل لغة الحوار بين "الفتى- الفتاة" لكتابة الشعر، حيث كتب الأوبرا متعددة  الأشكال مُشَبَعة بدلالات إجتماعية للارتقاء بمكانة الأنثى و إستخدامها كمفهوم شعري و كطرف اساسي في صناعة الشعر الجديد، جعلها نداً إجتماعياً متساويا ً في المقام  على مستوى الجدل الشعري، وإنه في قصيدة "الوردة الدامية" أُعطيَت(الأنثى ) كامل السلطة على العاشق
عندما نتحدث عن شاعر بمستوى عبدالله كوران يجب علينا أن نحدد بدقة تحولاته الفكرية والمنهجية، ومن خلال هذا فقط نستطيع تأطير السياق الذى به نستقرئ شعره. وعندما نحدد السياق نستطيع التفحص في سياقات لغوية أخرى، تاريخية ومستقبلية نصوصه ونقرّ بنتاجه الشعري ودوره الريادي في التأثير للتحول الكبير الذي أحدثه في الشعر الكوردي، وتأسيسه لشعرٍ يحمل معه أبعاداً فنية أخرى تتميز عن الشعر الكلاسيكي الكوردي، ليس بتصوير العالم من الخارج ولكن بأعطائه مديات  آخريات  بما يُحدثه الوجود ب (أنا)ه الشعرية و سنقرر أخيراً ما إذا كان قد إستطاع أن يمنح تجربته و شعوره الفني ويذهب بلغته الشعرية الى أقصاها.هنا و بهذه المناسبة ذات الوقت المؤطر أشك بمقدرتي على قراءة كل سياقات المنتًج الشعري لكوران سواء كونه عاش ببساطة كل حقبات تاريخه الفني وتأثر بها وتأثر شعره بها.فقد كتب مقفى ًعلى غرار الشعراء الكلاسيكيين:"معوجة الطاقية، مسرعة بطباع الخجل، لا تنظرين وتذهبين على خيرأنتِ لا تحذرين من سهم آهاتٍ بؤسي، فألى أين وعلى خير؟دموع حسراتي تُمَطر الدمَ على السهول من بعدكِوإذ أنتِ لا تنظرين الى مَربَع الورد على دربك وتذهبينفألى أين و على خير؟" ثم تحوَل بعد ذلك للمرحلة الرومانسية التي فيها كتب أرقى نتاجاته الشعرية واقترب من الحداثة بمعنى إنه قد وضع نفسه في مركز الكون شعرياً، في هذه المرحلة كان منصهراً بالطبيعة الكوردستانية واستطاع أن يصفها لا من الخارج فقط ، ولكنه أضاف إليها مكانة الطبيعة في الذات المتمعنة المعَذبة، إستطاع أن يكتب الغزل ويرتقي بمكانة المرأة جمالياً في الذهنية الذكورية الكوردية:"إن رنوت للسماء، فما من شيء غير نجمة الفجر وحدَهاتُسري في قلبي مشاعرَ، بيضاً، بديعة من موضعٍوترتفعُ ألف نغمة ونغمةولكن أحلاها على مسمعي هو ذلك النغم الرقيقنبعٍ صافٍ أمام لألأة القمريهتز في قعرها اللؤلؤ والحصى والترابلهو أجمل عندي من بحرٍ دون ضفافتأتي أمواجَها وتروح في مربض الشمس rnيا فاتحة الشَعر، وردية الشفاه، يا ذات شعاع هادئ في النظراتيا فتاةً جميلة، ذات خدٍ ورديٍ ناعمٍلست آبهاً بكونيَ عابرَ طريق، لستُ آبهاً إني مسافرإذن، هل تدرينَ ما الذي يُقلقُني، ما الذي يُحَيُرني؟إنها صورةٌ قد رَسَمتُ في خاطريلحسناءٍ فذةٍ.. ولكنها، آه، دون إسم"  ثم تحوّل كوران الى رومانسية رمزية، إستحدث فيها أشكالاً غريبة عن السياق العام حينئذ، فمثلاً إستعمل لغة الحوار بين "الفتى- الفتاة" لكتابة الشعر، حيث كتب الأوبرا متعددة  الأشكال مُشَبَعة بدلالات إجتماعية للارتقاء بمكانة الأنثى و إستخدامها كمفهوم شعري و كطرف اساسي في صناعة الشعر الجديد، جعلها نداً إجتماعياً متساويا ً في المقام  على مستوى الجدل الشعري، وإنه في قصيدة "الوردة الدامية" أُعطيَت(الأنثى ) كامل السلطة على العاشق، بهذا أحدث كوران قطيعة لغوية وثقافية مع مجتمعه ذي اللغة الذكورية والذهنية المُقَفاة، رسالة كوران للشاعر بيرَميرد شهادة تاريخية عن معاناته النفسية في وسط ثقافي أميّ  لايميز إبداعه، كتب كوران:نموذج "............... "rn"الوردة الدامية ً ص 55كثيرٌ من الدراسات النقدية قد كُتبَت عن عبدالله كوران، وأكثرُها كانت نتاجاً نقدياً إجتماعياً بأبعاد ماركسية. كثيرُ من تلك الدراسات كانت متأثرة بمواقف كوران السياسية وخلقه المساحة الحيّة التي أعطت للمفاهيم الشيوعية مديات جمالية، ففي "صرخة العاطل" مثلاًَ يقول:"عمل: أيها المجتع، عمل، عمللداء العطالة حلٌ و دواءعارٌ أن يكون إنسان في القرن العشرينعاطلاً يَعْصِبُ بطنه من أجل كسرة خبز"   (ص221 ) ولكن وبمرور الوقت كان التأثير الستاليني للثقافة قد وجد مكانه في وعي كوران الشعري، وهنا إنحدرت الشعرية عنده من الأحساس الشمولي بالوجود وأسئلة الذات وتقاطعه مع السائد المعرفي بحدية.رغم هذا التثوير في مفهومه الشعري عن المعرفة السائدة، فأن التثوير السياسي اليومي الذي فرضتة الحزبية والشيوعية قد فرضا عليه نوعا ً آخر من التأطير ألا وهو القيد الأيديولوجي، المأساة هنا هو القدر- الفخ الذي وقع فيه كوران والذي كان قد كسر طوق الشعرية المقفاة السائدة ليقع في طوق الشعرية الأيديولوجية، فمثلاً "رسالة الكورد الى المهرجان الرابع للشباب والطلبة في بخارست" و "طريق لينين" و "موسكو الجميلة" أمثلة قليلة عما فرضته الأيديولوجيا على الشعرية الكورانية ،حيث في رأيي انه  إخفاق مؤسف لشاعرٍ كان أقرب من الحداثة الشعرية أثناء تجاربه الرومانسية الرمزية، اليوم نقرأ بأن الواقعية ،و كما سماه ستالين في ما بعد بواقعية إشتراكية قد أضرّت بمسيرة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram