TOP

جريدة المدى > غير مصنف > تطور الواقعية في شعر عبد اللـه كوران

تطور الواقعية في شعر عبد اللـه كوران

نشر في: 23 يونيو, 2010: 04:37 م

غالب مجيد الطويلمنذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر، تبدأ بظهور شعر –حاجي قادري كوبي (1816- 1892) مدرسة الشعر التنويري الديمقراطي في تاريخ الأدب الكردي. وبعد تعاظم الافكار الوطنية، والتغني بحركات التحرر الوطني والقومي، والدعوة الى التزود بالمعارف، والمدنية الحديثة من الجوانب المميزة للشعر الكردي، وكان للأفكار الاجتماعية التاريخية،
 اثر بالغ في نضوج شكل الشعر الحديث ومضمونها وتلاشي التقاليد والأصول الأدبية المحافظة، وتجاوز النظم الجامدة، وبدأ الوزن الهجائي موازياً مع الوزن العروضي بالتطور والازدهار.وفي مستهل القرن العشرين وبعد تمزق الامبراطورية العثمانية، واتساع حركة النضال من أجل التحرر القومي، وتحويلها الى نضال شعبي عارم، بعد سنوات 1918- 1932، احتلت موضوعات النضال ضد الاستعمار في الشعر الكردي مكاناً أوسع، وتركت الرومانسية كأسلوب أدبي متميز اثراً بالغا في تطور الأدب الكردي، وتمثل غنى هذا الأدب عموماً في أربع مراحل أدبية مهمة، تقترن عادة بـ (حاجي قادري كوبي) و(عبدالله كوران).ان النماذج الفنية الرائعة لهذا الأدب، أكبر رد حاسم يدحض أفكار الشوفينيين، التي تدعو الى صهر الشعب الكردي في بوتقات القوميات الثلاث التركية والفارسية والعربية، تلك الأفكار التي تجافي كل المجافاة أبسط حقائق العلم التأريخي.ان الأدب الكردي، لفوز عظيم أن يجسد الوجود التاريخي والصلابة والخصائص القومية لشعب جسور، تكالبت عليه النكبات والمحن. كما أنه المثل الحي للغة الكردية، ذات المزايا العديدة المتسامية بالقيم والمثل الانسانية.ان الأدب الكردي، منظوراً إليه ككل، عبارة عن نماذج من القصائد اصابها من جمود الشعر الكلاسيكي، شكلاً وتقاليد من جهة، والظروف الاجتماعية التأريخية من جهة أخرى، ما اصاب آداب الشعوب المجاورة في ميدان الدراما والنثر المرسل من ضمور وفقر، ومن الملاحظ ان دراسة جميع المراحل التأريخية بعمق يطوّر الشعر الكردي تأريخياً.ويتميز القرنان التاسع عشر والعشرون اللذان، أزدهر فيهما هذا الأدب الثقيل الوزن الذي يمكن تسميته بادب الحياة والكفاح من الناحيتين الفكرية والفنية، بانتصارات أدبية رائعة.وبعد الحرب العالمية الثانية، شرعت الواقعية تتعاظم وتقوى في الأدب الكردي اكثر فاكثر، وأخذت عناصر الواقعية الاشتراكية تتطور وتزدهر في هذا الأدب بسرعة ملحوظة، ففي هذه المرحلة بدأت إبداعات (كوران) قبل أي واحد تستلفت النظر، فقد ارتفع كوران كفنان مبدع الى أعلى مستوى لتطور الشعر الكردي، وان لمشاهير النقاد الكرد الحق كله، حين اعتبروه خالق مدرسة ادبية ممتازة وشاعراً أستاذا.لقد نشأ شعر عبدالله كوران على الأرضية الاصيلة للشعب الكردي التنويري الديمقراطي الذي ابتدع في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. فقد بدأ الشاعر منذ عام 1920 بإبداعاته، خالقاً في الأدب الكردي المعاصر انعطافاً عظيماً.ولد عبدالله كوران سنة 1904 في مدينة (حلبجة) في محافظة السليمانية، فقد كان جده عبدالله بك وابوه سليمان بك شاعرين.لقد كتب كوران تجاربه القلمية الاولى تحت هذا اللقب أيضاً، فكما تسمى كوران باسم جده عبد الله، كذلك تلقب لفترة من الزمن بلقبه أيضاً. اما هذا اللقب فقد اكتسبه جده في ديوان (عثمان باشا) رئيس قبيلة الجاف الكردية العظيمة، إذ كان كاتباً لديه ومؤدباً لأولاده في عهد الأمبراطورية العثمانية. إن كلمة (كوران) تطلق على اكبر القبائل الكردية، ذات الشهرة التأريخية واوسعها نفوذاً في كردستان. ومنذ السنوات الاولى من شبابه، كان يدعو الى وحدة جميع القبائل الكردية. ومنذ السنوات الاولى من الطفولة سحر قلب عبدالله النقي المفتون بشهرة الشاعرية لجده وأبيه التي نظمها الشاعر في الثالثة عشرة والرابعة عشرة من عمره.لقد أضافت السنوات 1922- 1925 عبدالله كل الوان البؤس والحرمان في الحياة، ويعتبر كوران ظروف الحياة العصيبة كأمتحان، مستخلصاً إرادته وقدرته وإباءه وشجاعته ومبادئه من التجربة العملية، ناظراً الى المستقبل بعين الأمل والتفاؤل.عمل عبد الله كوران معلماً في عدد من قرى السليمانية، اعتباراً من سنة 1925 حتى سنة 1937 واطلع بواسطة المثقفين الطيبين من الغيورين على مصير الفن والأدب.ومن تجوال الشاعر في القرى الكردية والتنقل في ربوعها كان يحس من الاعماق بما للشعب الكردي من مصير مفجع، وتندمل في أعماقه مشاعر السخط والاحتجاج المتمردة الحادة، فلم يكن في استطاعته ان يصالح وقع الاحداث المروعة للحياة التي عاشها، ولم يكن في مقدوره أن ينام عن آلام الجراح المبرحة لوطنه المنكوب. فأضطر لترك مهنة التعليم. وعمل في دائرة الاشغال في مختلف دوائر الدولة. معيلاً عائلته بشتى الصعوبات. وخلال ممارسته مهنة التعليم لعب دوراً مهماً في تطوير اتجاهه كشاعر واقعي.تعتبر سنوات الحرب العالمية الثانية في حياة الشاعر مرحلة النضال ضد الفاشية. وكان النضال بحزم ضد الفاشية يومئذ يفرض نفسه بإلحاح في اوساط المثقفين التقدميين لهذه البلدان كواجب قومي وعالمي لابد من تصعيده. وفي ذلك الوقت اسس الانكليز محطة لاذاعة الشرق الأدنى ضد الفاشية، فعين الشاعر عبدالله كوران مديرا للقسم الكردي وعمل فيها بـ(يافا) في فلسطين ابتداءً من ايلول عام 1942 حتى نهاية مايس 1945 وكرس معظم نشرياته الاذاعية في التوعية من أجل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram