جلال حسنربما لا يصدقني البعض حين اقول : شاهدت بأم عيني نصف قطعة في مدينة الصدر بمساحة 72مترا قسمت بين عائلتين ، العائلة الاولى امتعضت كثيرا من العائلة الثانية، لانها تجاوزت على الرصيف وجعلت منه مطبخا وبابا وصارت مساحتها اكبر منها ببضعة امتار.
وعلى الرغم من القربى بين العائلتين ، لكن الامر لم ينه التنازع على شبر او شبرين اوعلى عرض طابوقة ، لذلك عزف كثير من البنائين في الحي عن التدخل وتقسيم المساحة ، خوفا من ربي الاسرتين اللذين لم يقتنعا مطلقا بالتقسيم والاقتناع بمساحة 37 مترا بالرغم من تدخل وجهاء الحي.رب الاسرة الاولى يخنق الصفنات ، ويعصرتفكيره في مساحة تضيق بانفاسه ، لان مساحة الدارلا يمكن ان تحتوي سبعة اشخاص في غرفة واستقبال صغير ومطبخ وحمام ومرافق صحية وباب خارجي ونافذة لدخول الهواء والضوء، وما صعب على تفكيره مكان الدرج الذي جعله في ورطة عويصة و ان يعيد ويصقل ويستشير خيرة( الخلفات) ولكن دون جدوى .العائلة الثانية وجدت في التجاوز على الرصيف العام فسحة امل لها بالتخلص من ضيق المكان ، بغض النظر عن مرور السيارات والسابلة والحق العام .صورة غريبة ان ترى عوائل تحمل جنسية عراقية ، وتعيش في اماكن غير صالحة للسكن ، وتفتقر الى ابسط مقومات العيش في اغنى بلدان العالم ، والاغرب ان يشاع اسم احياء " التنك " ليس في العاصمة بل في اغلب المحافظات، وهي احياء تبنى من حاويات الصفيح المعدنية الفارغة لتصبح بيوتا في اطراف المدن للمعدمين والفقراء تحمل اسى المرارة والبؤس والحرمان.هذه العوائل تعيش بطريقة عجيبة وتعاني واقعًا مريرًا ومن مشاكل كثيرة حيث لا وجود للكهرباء ولا وجود لمياه الشرب ولا وجود للمجاري ولا خطوط نقل ولا شوارع ولا حدائق ولا مدارس ولا مستشفيات وتعيش بين اكوام الازبال والنفايات . وبعضهم تجاوز على خطوط الكهرباء عن طريق مد اسلاك على اعمدة خشبية عشوائية ما يعرض الاطفال الى حوادث صعق مميتة ، وبعضهم تجاوز على شبكة الماء واحدث تكسرات في الانابيب ، وجميع هذه العوائل تشتكي من عدم وصول أي مسؤول في الدولة ليرى معاناتهم ، ويجد لهم حلا شافيا او مؤقتا من ضنك العيش في حياة لا تطاق .صور نشاهدها يوميا لعوائل كثيرة تعاني ازمة السكن، ولا تبتعد كثيرا عن مناطق تعيش في قلب العاصمة ، في بيوت نخرها تقادم الزمن ، واصبحت آيلة للسقوط بل اشبه بمقابر يسكنها احياء.jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : صور أخرى للسكن
نشر في: 23 يونيو, 2010: 06:35 م