اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > بعد سبعين عاماً من انتحاره:ولع فرنسي بحياةوأعمال الكاتب النمساوي ستيفان زفايج

بعد سبعين عاماً من انتحاره:ولع فرنسي بحياةوأعمال الكاتب النمساوي ستيفان زفايج

نشر في: 25 يونيو, 2010: 04:44 م

ترجمة:عدوية الهلاليبعد قرابة سبعين عاما من انتحاره، مازال الكاتب النمساوي ستيفان زفايج يجتذب ملايين القراء وتنفد كتبه غير المنشورة من الأسواق وكذلك الكتب المخصصة لسرد سيرته ...ولكن كيف يمكن لكاتب ما ان يصبح معبودا؟...
مابين عامي 1911 و1933 ، تم طبع واحدة من أقوى روايات زفايج وهي ( قلوب تحترق ) ووزعت منها أكثـر من 140000 نسخة في ألمانيا لتحقق له نجاحا لم يكن يطمح فيه حتى انتحاره عام 1942 وبعده ...وتعد هذه الرواية من الروايات النابضة بالحياة وقد تمت ترجمتها الى كل دول أوروبا تقريبا وفي القارة الأمريكية وكذلك في روسيا والصين وفي تركيا وأرمينيا ..ولا تنفرد رواية ( قلوب تحترق ) بذلك بل تنضم اليها روايات (آموك ) و( رسالة إلى امرأة مجهولة ) و( 24 ساعة من حياة امراة ) اذ تم تحويلهن جميعا الى افلام سينمائية ...اليوم ، يعود الولع بعالم ستيفان زفايج واضحا من خلال نشر كتابين غير منشورين من قبل في دار غراسييه الفرنسية للنشر بعد ترجمتهما عن الألمانية وهما روايتا ( رحلة إلى الماضي ) و( الشك المشروع ) ، وكانت دار غراسييه قد أعادت مؤخرا طبع روايته ( حذار من الشفقة ) ، كما نشرت دار فلاماريون سيرته التي حملت عنوان ( الأيام الأخيرة لستيفان زفايج ) للكاتب لورنت سيسيك ،فضلا عن نشر دار غراسييه لسيرته أيضاً وهي تحمل عنوان ( ستيفان زفايج ) للمؤلف دومينيك بونا في 460 صفحة ...ويقدم بونا سيرة مؤثرة وفاعلة منفصلة عن التاريخ ولاترتبط بزمن محدد ، ذلك ان نتاجات زفايج تحمل الوان عصرنا طالما تتحدث عن ( فوضى المشاعر ) وتحاول فك شفرات القلوب وتتحرى الأسرار في عالم فقد معنى السر.....ويصف لنا بونا زفايج كئيبا وحسيا ومنعزلا لكنه ودي ايضا ويتحلى بحكمة لم تقف حائلا أمام تحوله الى ضحية.ولد زفايج عام 1881 في احد الأحياء الجميلة لعاصمة الإمبراطورية النمساوية –الهنغارية فينا من أب ثري يعمل في صناعة النسيج وأم ترتدي الثياب الحريرية وتتجول بين الصالونات البرجوازية ..ورغم كونه يهوديا لكنه لم يكن يمارس ديانته كشقيقه الأكبر ..اما المدرسة فقد كان يرى فيها سجنا ويفضل التردد على المسرح والحفلات الموسيقية لبرامز او شوبيرت وارتياد المقاهي المكتظة بالأدباء ..وفي سن التاسعة عشرة ،اصدر أولى مجموعاته الشعرية وكانت بعنوان ( حبال من الفضة ) لتحظى بإعجاب النقاد كما كتب عنها ريلكه كلمات مؤثرة ...كان زفايج يحلم بمغادرة فيننا لذا ذهب إلى برلين ليتعرف الى كتاب الأدب الطليعي ، بعدها عاد الى فيينا لينهي الدكتوراه في الفلسفة عام 1904 ثم أمضى ست سنوات متسكعا في دول أوروبا والهند والولايات المتحدة في محاولة دائمة منه لتبادل الأفكار ...كما انه يقضي شطرا طويلا من حياته لترجمة أعمال مشاهير الأدب إلى اللغة الألمانية والكتابة عنهم أيضاً ومنهم رومان رولان واميلي فيرهرن وهيرمان هيسه وهنريش مان وجيمس جويس ، وهكذا ينجح في عقد علاقات وطيدة مع العديد من الكتاب ويستقبل بعضا منهم في منزله في سالزبورغ من أمثال بيير جان جوف وبول فاليري ورابندرانات طاغور وبيللا بارتوك وموريس رافيل وريتشارد شتراوس الذي يعزف لهم على البيانو ..في عام 1914 ، اشتهر زفايج المجبول على الثقافة الالمانية بكونه داعية للحرب ، لكنه يكتشف بالتدريج بأن الهزيمة يمكن ان تغذي العقول اكثر من النصر ، وفي عام 1917 ، سيعمل في سويسرا على مؤازرة المثقفين المحبين للسلام وستدعو خطاباته الى العدول عن الحرب مااعتبره البعض جبنا لكن زفايج لم يكن جبانا بل مثاليا وكان يدعو الى توحد العالم المتعدد الأجناس تحت لواء الاخوة والود ...وخلال اكثر من عشرين عاما ،سيدافع عن هذه الفكرة في عدة مؤتمرات لكنه لم يجد تجاوبا معه في كل مكان وسيشعر أحيانا بأنه كمغني الجوق الذي ينفرد بصوته بعيدا عنهم ..في عام 1919 ، سيقيم في سالزبورغ وسيكتب عن عدد آخر من أفضل مؤلفي العصر من بينهم دستوفسكي وبلزاك وديكنز كما يعبر عن عبقرية نيتشه وكلست وهولدرلين بلغته الألمانية الرائعة وستضم المجموعة ستندال وتولستوي أيضاً ..ويصطدم زفايج بفرويد حين يكتب عنه لأنه يعتبر كتابته تبسيطا لأفكاره في الوقت الذي يصر زفايج على حقيقة إن أوروبا لن يشفيها العقل ..بعد حرق المجلس التشريعي الألماني عام 1933 ، منع النازيون تصوير الفيلم المقتبس عن رواية ( قلوب محترقة ) للمخرج روبرت سيودماك ، كما اقدموا على حرق كتب زفايج اسوة بتوماس مان واينشتاين وفرويد في ألمانيا لذا بقي في النمسا مواصلا الكتابة عن قسوة الحرب ، وفي شباط من عام 1934 ، لاحقته الشرطة فقرر المغادرة وحيدا الى لندن ، وهناك التقى الفتاة السمراء ذات الملامح الحزينة ( لوت التمان ) لتوحدهم الماساة ويتزوجان بعد القيام بجولات عديدة في العالم ..كان يواظب على حضور المؤتمرات في كل مكان والكتابة عن فلسفته المناهضة للحرب ، وفي سالزبورغ ، تم احراق كتبه ومصادرة امواله وصوره ومخطوطاته وحتى خصلة شهر بتهوفن التي كان يعتز بالاحتفاظ بها..وبعد مقتل صديقه جوزيف روث واتهامه هتلر بوضع العراقيل في طريق الأدباء ، ظل مطاردا في أوروبا والولايات المتحدة ثم غادر إلى البرازيل والأرجنتين ل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram