ياسر أحمد حسين من المعروف أن التغير أصبح أسلوب الحياة السائد حيث أصبح اتصال المجتمعات أكثر تعقيدا ويطل على نافذة عالم جديد, وعند إجراء أي دراسة في مجتمع علينا أن نعلم أن المعايير الاجتماعية السائدة والأفكار المتوارثة إنما تعتبر من أهم سمات المجتمع التي تميزه
وتشكله وتعطيه شخصيته الفريدة التي لا يعادلها أي مجتمع أخر, يقول "فيليب دافيسون" إذا استشعر الفرد حاجة إلى التغير أو تغير المجال البيئي له فعليه في هذه الحالة أن يهجر في ألأقل جانبا من هذه المعلومات المكدسة في ذهنه الواعي ومن ثم فأن ذلك يقوده إلى أنماط من الفعل قادرة على تحقيق التكيف مع بيئته مثال على ذلك القرويون الذين يغادرون إلى المدينة في عمل أو في مناسبة ما, فهو يعرف شيء عن حياة المدينة وثقافتها وعاداتها ، وفي عملية عمله ومعرفته هذه قد يحاول تقليد ومحاكاة ما رأى أو سمع أو قد يتأثر على أقل تقدير فيما سمعه أو رئاه ، والتأثير مرحلة متقدمة في التغير ، وهذا ما يثبت لنا أن الهجرة وسيلة للتأثير لتغيير ألآراء والأفعال ، فقد رأينا الجماعات المختلفة المهاجرة إلى الولايات المتحدة ألأمريكية كيف تأثرت بالمجتمع هناك بمرور الزمن ، وحيث أزداد اهتمام الحكومة هناك باتصال هذه الجماعات وتعليمها وإرشادها ، حيث حققت ألحكومة إذابة هذه الجماعات في النسق ألقيمي الكلي المشترك والسائد .أن الكلام عن التغير ألاجتماعي واسع بمعناه الشائع ألاستخدام في مراجع علم الاجتماع القديمة والحديثة وسوف نقتصر كلامنا في تحديد التغير الاجتماعي في الآراء والأفعال ليس على مستواه الجمعي فقط بل الفردي أيضا .يؤكد علماء الاجتماع أهمية إدراك الأفعال الإنسانية بوصفها مجهودات تربط الإنسان ببيئته وعالمه ، وفي ضوء ذلك لا يمكن القول أن الاتصال والتعليم والإرشاد والجوانب الأخرى قد يحدث اثأرا سلوكية في حد ذاته ، وما دامت هذه الوسائل هي مجرد رابطة بين الفرد وبعض جوانب عالمه فانه يمكّنه من الاستجابة إلى هذا العالم أو معالجته ، أي أنه لا تعقد صلة بينه وبين جميع جوانب هذا العالم الخارجي وذلك بسبب عدم قدرة الفرد على استيعاب كل شيء من ناحية وأن كل فرد ينتقي الجوانب البيئية التي تشبع وتحقق له حاجاته الاساسيه ، وفي هذه العملية الانتقائية يكون الفرد مقودا وموجها بواسطة عاداته وقدراته إلى الانتقاء بوعي ، فالقول الذي يرى أن ألإنسان يدرك ما يهمه من ألأشياء أنما هو قول صحيح إلى حد كبير .وكذلك يقول " بارنز " في مقدمته عن تاريخ علم الاجتماع ، بأن الفرد العادي ليس لديه أي منهج أو أسلوب نسقي لبناء فكرته عن الأمة أو الدولة وان كل ما يملك ما هو إلا النتاج المكتسب والغير دقيق واللاشعوري من خلال الخبرة اليومية ، فيمكن القول أن علم الاجتماع يواجه صعوبة في تغير الآراء والأفعال .حيث يقول "توماس جيفرسون " لن يستطيع أحد تغيير رأيه لمجرد المناقشة، وكان يقول قد يغير الإنسان رأيه نتيجة لردود فعله الخاصة نحو ما هضم من قراءة أو ما سمع من حديث ، وكان يعتقد أن المناقشة والجدل مضيعة للوقت .أن من غير المعقول أن نتوقع من الناس أن يتأثروا بما يسمعون أو يقرأون أو يشاهدون فقط لأن كل هذه ألأشياء لا تستطيع أن تمارس تأثيرا على العمليات والنضم ألاجتماعية، فهي لا تتمتع بما تتمتع به بعض المؤسسات الاجتماعية الكبرى كالدينية والتعليمية والأنشطة المرتبطة بالأعراف والتقاليد والتي تصل إلى درجة عالية من التنظيم وممارسة القوى الإلزامية أو القهرية بالإضافة ألي الفترة الطويلة التي تستغرقها ممارسة أنشطتها والمتابعة المستمرة لهذه النشاطات حيث يصبح التعامل مع هذه المؤسسات مهمة وضرورية بالنسبة لتغير الآراء والأفعال.وكذلك من المصاعب التي يواجهها علم الاجتماع في تغير الآراء والأفعال والتي أثبتتها تجارب "مظفر شريف " و " أسش " بأن ألإفراد يميلون إلى الموافقة على أحكام الآخرين في الجماعة سواء كانت هذه الإحكام صائبة أم غير صائبة ، فإجماع الجماعة أو اتفاقها يمكن أن يقف كإطار مرجعي لأحكام الفرد ، الأمر ذاته ينطبق على ألأفعال فان التراث يدلنا على أن الأمر يتطلب أولا أن تمارس هذه ألأفعال بواسطة أشخاص مرجعيين قبل أن يقوم بها الفرد العادي كما في رأي " دافيسون "، وينسحب الكلام هنا على القيم العميقة التي لا تتغير نتيجة الأفعال بل نتيجة لتغير أساسي في الشخصية ناتج عن المشاركة ألاجتماعية العميقة ، فقد كشف العلاج النفسي أن تغيير ألاتجاهات الضاربة جذورها في الشخصية يتطلب تنمية وتطوير علاقة عميقة مع شخص مرجعي ، كما يكشف عن ذلك التراث التربوي، وهذا ما يهتم به الاتجاه السوسيولوجي الحديث في دراسة التأثيرات الجماعية المختلفة من خلال الجماعات المرجعية ذات الصلات بأطر اجتماعية خارجية .لقد وضع علماء ألاجتماع عمليات الرأي لدى العامة موضع ألاعتبار ، حيث مر معظمهم على موضوع الرأي ، فنرى " البج " يعرض عينة عشوائية من التعميمات القائمة على الخبرة العامة في التغير الذي يطرأ على الرأي ، وهو يذكر من هذه التعميمات تكنيك" روبرت أوين " الذي مؤداه (لا ت
نظرة اجتماعية فـي تغير الآراء والأفعال
نشر في: 25 يونيو, 2010: 05:21 م