TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > القنوات الفضائية العربية الخاصة بين متطلبات الحرية وإرادة السلطة

القنوات الفضائية العربية الخاصة بين متطلبات الحرية وإرادة السلطة

نشر في: 25 يونيو, 2010: 05:22 م

د. صفد حسام الساموك ظهرت في المجال الإعلامي العربي فضائيات أخذت نوعاً من الاستقلال الفني والإداري عن حكومات الدول التي تدعمها، ومنها: قناة الجزيرة القطرية 1996م، وقناة العربية التي تدعمها المملكة العربية السعودية في 2002م، والقمر المصري Nile Sat.
 الذي يبث فيه المصريون عدداً من القنوات التعليمية والدراما والموسيقى والرياضة فضلاً عن قناة إخبارية باللغة الانكليزية، وقد بدأت هذه القنوات بتنفيذ خطة لتطوير محتواها الإعلامي مع بداية 2009م، لتواكب تطور القنوات الفضائية العربية، لاسيّما تلك التي تموّلها قطاعات مختلفة من دول الخليج العربي. rnوقد تنبّه المصريون إلى التقدم الكبير الذي حققته تلك القنوات العربية على مستوى جموع المتلقين العرب، ووجدوا إن واحدة من أهم المعالجات التي تمكّن فضائياتهم من منافسة هذا التقدم هو السماح للقطاع الخاص بامتلاك القنوات الفضائية، لما يتوافر عليه من إمكانيات، وقد سمح مجلس الشعب المصري بناءً على توصية بهذا الشأن ببدء ترخيص فضائيات القطاع الخاص، وكان أول قناة فضائية غير حكومية تبدأ بثها خارج سيطرة اتحاد الإذاعات العربية الذي استأثر بالسيطرة على البث التلفزيوني المصري على مدى أكثر من أربعين عاماً، هي قناة (المحور) التي بدأت إرسالها في 2001.. ومن ثمّ توالى من بعدها بدأ إرسال العشرات من القنوات الفضائية المصرية الخاصة، فيما شهد العراق بعد العام 2003 انطلاق العديد من القنوات الفضائية الخاصة. rnما بعد أحداث أيلول نوهت أحداث 11-أيلول-2001 وما أعقبتها من حملات إعلامية غربية مكثّفة هدفت إلى تقديم صورة مشوهة عن العرب والمسلمين بضرورة تطوير القنوات الفضائية العربية، وتعزيز وظائفها الإعلامية المتعددة، في محاولة لاجتذاب المتلقين العرب، لاسيّما من فئتي المراهقين والشباب، ممن بدأوا بالانجذاب إلى الفضائيات الأجنبية الوافدة آنذاك، لما امتلكته من عناصر إثارة وجذب وتشويق، لدوافع منها ما يتعلق بتوافرها على فرص كبيرة لتعلم اللغات الأجنبية، والتقاط ألفاظ ومدلولات جديدة بالنسبة إليهم يتبادلونها في تجمعاتهم، أكثر من تلك المرتبطة بالحصول على مصادر أخرى للمعلومات والاطلاع على الرأي الآخر إزاء القضايا المهمة، وزاد من خطر تزايد هذا التعرض، النظرة السائدة بان اللغة الانكليزية أصبحت تعني أكثر من مجرد كونها اللغة أو الأدب.. وإنها ربما تعني للبعض: تنشئة أفضل وشخصية أكثر جاذبية. وبدأت ملكيات القنوات الفضائية العربية بالتعدد، من ملكية رسمية للحكومة فقط، إلى ملكية خاصة بالأحزاب، والشخصيات الحكومية النافذة، ومن ثمّ ملكية خاصة للأفراد، من قبيل المستثمرين ورجال المال والأعمال وغيرهم.. ولان الهدف من الاتصال، هو الباعث الدافع للاتصال، نعتقد بإن ملكية القنوات الفضائية الخاصة للأفراد صارت تمثل للكثير منهم جزءاً من استكمال هيبة الأفراد – الملاّك – أنفسهم، لدوافع ذاتية، أو لتحقيق النفوذ الاجتماعي أو السياسي، لما لهذا النفوذ من أثر في المجتمعات العربية، وحيازة المنافع الاقتصادية والسياسية، عن طريق التقرب إلى أصحاب القرار في دولهم، أو جعلها حصانة لمواجهة أي منهم.. وهي بذلك ليس، بالضرورة، لأسباب موضوعية تتعلق بأخلاقيات الإعلام. كما أرتبط تعدد القنوات الفضائية العربية الخاصة بنشأة المدن الإعلامية العربية وتطوّرها في الدول التي تسمح قوانينها بإطلاق القنوات الخاصة، مثل: مدينة الإنتاج الإعلامي في كل من دبي والقاهرة وعمّان، فضلاً عن التسهيلات الضخمة التي توفرها مدن البث الفضائي لأي مستثمر يرغب في الدخول في مجال الاستثمار الإعلام الفضائي، وقد بدأت هيئات التلفزيون المختلفة تتسابق فيما بينها لتحسين خدماتها الإنتاجية وإضافة المزيد من الخدمات في ظل الصراع الدولي المعاصر للاستحواذ على عقول الجماهير ومحاولة التأثير فيها وإشباع الاحتياجات المختلفة، وتمكّنت من أن تزاحم الفضائيات الحكومية في بعض الدول العربية، وان تفرض عليها تراجعاً نسبياً أو كلياً، يتمثل من حجم التعرض الذي تُقابل به هذه الفضائيات، على الرغم من تشكيك بعض الباحثين في دور ملكية الوسيلة الإعلامية في المجال الإعلامي العربي في توسيع حريات الإعلام، حين وجدوا: إن النتاج الإعلامي لا يختلف في نظم الملكية العامة (الحكومية) أو الخاصة، فكلاهما يهدف إلى ترويج الأفكار والمراكز، وتدعيم السلطة والوضع الراهن، مع اختلاف الرموز والأفكار في كلا النظامين، إلا اننا قد نختلف مع هذا الرأي لاسيما مع الحالة العراقية التي أنتجت عددا كبيراً من القنوات الفضائية الخاصة التي لم تهدف إلى تسويق أفكار وبرامج السلطة الحاكمة هنا. rnالإعلام والسلطة تمّت مناقشة مختلف القضايا التي تتعلق بواقع القنوات الفضائية العربية الخاصة وحقيقة دورها في المحافظة على القيّم المختلفة المستمدة من الأصالة والمعاصرة، والتطور التاريخي والراهن للفضائيات العربية في العقدين الماضيين، والبحث في المعايير الأخلاقية والسياسية والثقافية والمهنية التي تحكم عمل هذه الفضائيات، والمضامين البرامجية، وعلاقة الفضائيات العربية بالجماهير، والتأثيرات المحتملة، وادراكات شرائح المجتمع ج

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram