اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > جريمة قتل يرتكبها فلاح فـي ساعة غضب تتحول الى ثأر يتاجج بين عائلتين

جريمة قتل يرتكبها فلاح فـي ساعة غضب تتحول الى ثأر يتاجج بين عائلتين

نشر في: 25 يونيو, 2010: 05:25 م

بغداد / سها الشيخليمن موروث الشعوب وفي الحضارات القديمة تبقى  قضية الثأر متداولة حتى في ظل أنظمة ودساتير عصرية، غير ان الثأر يعد من أسوأ ما ورثته الحضارة الإنسانية قديما وحديثا، ذلك لأنها تلغي وجود القانون أولا، وتقود إلى خسارة عدد ليس قليلا من أبناء كلتا الأسرتين او العشيرتين في الغالب ثانيا، مع وجود الحكومات في الوقت الحاضر في العراق وسيادة القانون فيها
 ألا أن موروث الثأر ما زال متداولا وقد انحسر في الوقت الحاضر في المدينة لشيوع المفاهيم الاجتماعية والثقافية التي تنهى عن الثأر، ولكن تلك الجذور لا تزال باقية في الريف، وخير مثال على ذلك الجريمة التي ارتكبت قبل سنوات في ريف إحدى المدن والتي ذهب ضحيتها عدد من الرجال، وما زالت القضية تنذر بمقتل رجل آخر وآخر!. موضوع الثأر بحاجة إلى دراسة مستفيضة، على الدوائر المعنية ان تعد لها برامج توعوية ودراسة نفسية وقانونية واجتماعية للحد من هذه الظاهرة. التحكم بالمياه المتدفقةيحدثنا المحامي علي جابر عن هذه الجريمة قائلا: الظروف المناخية التي عاناها العراق منذ عقود وبناء السدود على نهري دجلة والفرات من قبل دول الجوار جعل مياه النهرين العظيمين شحيحين لا يكفيان لإرواء مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في العديد من المناطق، كما ان السياسة الاروائية كانت قاصرة لتلبية حاجة المزارعين في الحصول على الكميات المطلوبة من مياه السقي، لذلك لم يبق من المزارعين والفلاحين الا القلة، الذين عقدوا الآمال في إنعاش الواقع الزراعي بينما غادر البعض منهم الى المدينة باحثا عن فرص عمل أخرى. وغالبا ما كان الفلاح يتحكم في مياه السواقي التي تمر بأرضه حارما الأراضي الأخرى من الارتواء من المياه المتدفقة من السواقي خاصة أصحاب تلك الأرض التي تقع في بداية الساقية  حيث يمكنها التحكم والسيطرة وغلق المياه على الأرض التي تقع بعد أرضهم وهذا ما حدث. rnظروف الجريمة ودوافعهايشير  المحامي جابر عن ظروف هذه الجريمة موضحا   ان الجريمة في بداياتها كانت قد سجلت على انها نزاع مستحكم من اجل التصرف بجريان مياه الساقية،  القادمة من الشاطئ في إحدى قرى الجنوب لكن في حقيقة الأمر كانت هناك دوافع شخصية أججتها تلك الحادثة لتتحول الى قضية ثأر يذهب ضحيتها عدة رجال وتبدأ الحكاية كالأتي. كانت ارض الفلاح (خ – أ) 35 سنة  تقع في بداية الساقية بينما ارض (ع – س  25سنة) تقع بعدها ومجاورة لها، كانت تلك الأراضي تزرع الحنطة، وتحتاج الى السقي المنتظم طيلة فترة النمو، كان الفلاح ع على علاقة حب مع الفتاة (زهرة)وهي ابنة عم الفلاح (خ-أ) وقد سبق لشقيق خ بطلب يدها ألا أنها رفضته لأنها كانت تحب الفلاح (ع –  سٍ) الذي تقدم لخطبتها ووافقت امها كونها يتيمة الأب   ووحيدة والديها ما جعل الأم تتصرف بمستقبل ابنتها لوحدها دون الرجوع الى الأعمام والعشيرة مثلما تقتضيه الأعراف والتقاليد العشائرية، التي ما زال يتمسك بها المجتمع الريفي. rnشجار يتحول الى جريمةوقد أوغلت هذه الحادثة  صدر الفلاح (خ –أ) ضد جاره في الأرض الشاب (ع – سٍ) فكان يتحين الفرص للانتقام منه لأنه كان يرى في زواجه من ابنة عمه دون اخذ موافقة العشيرة خروجا على التقاليد العشائرية، وكان يتحين الفرص لكي ينال منه وجاءت له بالمصادفة حين تم فتح الماء من الساقية على أرضه الا انه عمد الى غلق جريان الماء الى ارض جاره ما جعل الأخير يعاتبه بكل رقة طالبا منه ان يفتح الماء لينساب الى الأرض العطشى، لكن الفلاح (خ – أ) جابه الطلب بغضب واستهتار واسمع جاره كلاما قاسيا ناعتا اياه بشتى النعوت، ما جعل الثاني يسمعه هو أيضا كلاما قاسيا، واشتد الجدل بين الاثنين ليتحول الى معركة قام خلالها الفلاح (ع-س) بضرب جاره (خ – س)  بالمسحاة الثقيلة على رأسه فارداه قتيلا في الحال. وسجلت الحادثة في مركز شرطة القرية على أنها شجار من اجل الماء  تحول الى جريمة قتل، ويشير المحامي جابر الى ان  الحكم قد صدر بحق الشاب وهو السجن لمدة 15 سنة وفق المادة (405) ق.ع ويؤكد المحامي جابر ان مقتل الأب يعد في الريف من الأمور الخطرة خاصة اذا كان لديه أولاد، فقد كان للقتيل ابن بعمر 5سنوات  عند مقتله، ولما كانت سنوات الحكم البالغة 15 سنة للقاتل تدور في السجن لتكون 12 سنة، فقد بلغ عمر ابن القتيل 17 سنة عند الإفراج عن القاتل، ما جعل الابن يبحث دائما عن قاتل ابيه ولم يطل البحث اذ سرعان ما عثر عليه واقفا بجانب النهر ينتظر فتح ساقية الماء ليروي حقله، فسأل عنه وتأكد من شخصه، وفي اليوم الثاني تربص له وهو يتفقد الساقية كعادته فصوب نحوه فوهة بندقيته وارداه قتيلا في الحال، وفر من القرية، ألا أن شقيق المجني عليه اخذ يترصده ويسأل عنه حتى وجده يعمل حمالا في الشورجة، فاخذ يتعقبه فعلم انه يقيم في غرفة مع قريب له في احد أحياء العاصمة، وكان قريبه يعرف قصة هروبه من قريته لمطالبته بالثأر وقتله للقاتل، وفي فجر يوم ممطر خرج الحمال إلى العمل وهو خائف من الثأر الذي يلاحقه وكان معه قريبه، فرأى رجلا ملثما يصوب نحوه فوهة مسدسه ويقتله انتقا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram