الموصل/ نوزت شمدينوجد عمال المطاحن, والافران في نينوى انفسهم بمواجهة خطر البطالة، بعد ان وحدت الهيئة العامة للضرائب سياقات العمل بين فروع الضريبة،  وصار على اصحاب المطاحن والافران دفع ملايين الدنانير استقطاعاً مباشراً عن السنتين الماضيتين،
 ولم يكن أمام هؤلاء سوى الرجوع إلى العمال ومطالبتهم بالتسديد، وهم يدركون تماماً ان ليس للعامل سوى اجر يومه، ولن يستطيع بأي حال تسديد ضريبة عنه بأثر رجعي يعود به سنتين الى الوراء.سعيد حاج علي احمد مدير الهيئة العامة للضرائب ، قال بأن ضريبة الاستقطاع المباشر التي تطبق عن السنتين الماضيتين، صدر بشأنها كتاب من الهيئة العامة للضرائب .عمال نينوى في المطاحن والافران نظموا اعتصاما داخل بناية اتحاد نقابات عمال نينوى، واعتبرو الاجراء تهديداً لمستقبل عملهم، و أن ارباب العمل سيضطرون الى تسريح الكثيرين منهم من اجل تخفيف مبالغ الضريبة، وربما سيتسبب أيضاً في رفع تكلفة ما ينتجونه من الطحين . شفاء طه عزيز رئيس اتحاد نقابات عمال نينوىقال: ضريبة الاستقطاع المباشر ليست جديدة، ويجب احترامها ، ولكن ينبغي على الوزارة المعنية، ان تنظر الى الظروف التي يمر بها العمال . قديماً كان اصحاب المشاريع, وبينها المطاحن والمخابز، يدفعون ضريبة الاستقطاع المباشر دون الرجوع الى العمال، بسبب ان مبالغها كانت قليلة. بعد التعليمات الجديدة، ، ارتفعت المبالغ بدرجة كبيرة، وبات على العامل تحمل مسؤولية ذلك، وهذا ما أشار اليه صاحب معمل طحين في جنوبي مدينة الموصل، وقال بان ضريبة الاستقطاع التي فرضت على وارد مطحنته، بلغت اكثر من %5،6، ومع الإضافات القانونية والغرامات والفائدة المصرفية، وجدنا أنفسنا مضطرين الى دفع مبلغ يتجاوز ال( 40 ) مليون دينار استقطاعا مباشرا، ما عدا الضريبة الأصلية على الدخل. وأضاف صاحب المطحنة: بما اننا ندفع اجور ضمان العمال الى دائرة الضمان الاجتماعي، فنحن نرى ان ضريبة الاستقطاع المباشر يتحملها العمال، ولكنهم يرفضون ،وهددوا بترك العمل، لأنهم لايقوون على دفع هذه المبالغ. الحل ألأمثل لمعالجة المشكلة  ،قطع المبالغ مسبقا من رواتب العمال.صاحب مطحنة أخرى في الموصل، قال: الاجور خلال عامين عن فاتورة الكهرباء فاقت المئة مليون دينار، والاستقطاع المباشر الى نحو خمسين مليونا، والضريبة الاساسية ايضاً عشرات الملايين، فهل يصبح العمل مجدياً مع هذه المبالغ ؟  رؤوف ياسين عامل مطحنة،:  ما علاقتنا بالضرائب، نحن لانملك سوى اجرنا اليومي،طلبوا منا تسديد الضريبة من رواتبنا، نحن نعمل معهم منذ سنوات، وهم الان يتخلون عنا، سنترك العمل لعدم قدرتنا على دفع المبالغ، فاين المحافظة، وأين المسؤولون؟ المحامي أحمد فتحي، قال من جانبه: الاستقطاع المباشر يتعلق بالمطاحن والافران وحدها، أي مشروع او شركة تتحاسب عن الاستقطاع المباشر عند تقديم حساباتها الى الضريبة، وهي مفروضة بموجب القانون، وليست تعليمات جديدة من الضريبة بحسب ما ذكرت بعض وسائل الاعلام، ودافع المحامي احمد عن توحيد الهيئة العامة للضرائب لسياقات العمل، لأنها في المقام الاول ستضع حداً للفساد، لأن كل من يعمل في مجال الضريبة، او حتى اصحاب المشاريع، يعرفون جيدا بان هذه الضريبة كان يتم التعامل معها بشكل مرن جداً، ولم تكن تستقطع بشكل صحيح، وكانت تخضع للمساومة صعوداً ونزولاً. لذا فان وضوح النسبة المستقطعة وبيان تعليمات الاستقطاع ستسد الثغرات، والطرق امام من يريد التلاعب بأموال الدولة.