TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود: الأكــــراد بين المطرقة والسندان

خارج الحدود: الأكــــراد بين المطرقة والسندان

نشر في: 25 يونيو, 2010: 05:36 م

حازم مبيضين في حين تتواصل التحضيرات والاستعدادات التركية العسكرية المكثفة، للقيام بتوغل كبير داخل أراضي إقليم كردستان، لضرب مواقع ومقرات تابعة لحزب العمال الكردستاني التركي المعارض، فإن المسؤولين الأكراد يؤكدون أن التحركات التركية محدودة،
 وأنه ليس هناك اتفاق أو تنسيق بين أربيل وأنقره بهذا الخصوص، في الوقت الذي تؤكد فيه قيادة الجيش التركي عزمها على سحق قوات حزب العمال الكردستاني واقتلاعه من الحدود، وبما يشير إلى تعقيدات متزايدة في الموقف، بينما كان منتظراً أن تسفر زيارة رئيس الإقليم مسعود بارزاني إلى تركيا مؤخرا عن مزيد من التهدئة على الحدود، وأن تتفهم تركيا مشكلاتها الحدودية بشكل أوضح. وبالرغم من محاولات التهدئة التي تبذلها القيادات الكردية، فان هناك من يتوقع أن تسير الأمور نحو مزيد من العنف، ويؤشر إلى تنسيق من نوع ما بين تركيا وإيران لتصعيد عملياتهما العسكرية، ويستغرب من صمت بغداد إزاء تجاوزات تركيا على الحدود، في حين تعلن واشنطن أن عدم قيامها بأي دور في هذا المضمار ناجم عن عدم طلب الحكومة  العراقية التدخل في هذا الشأن، رغم أنها وبحكم كونها الدولة التي تحتل العراق مسؤولة عن حماية وتامين حدود الدولة التي تحتلها، وأن تمنع بوسيلة ما - قد تكون الدبلوماسية – عملية الجيش التركي التي أسفرت مبدئياً عن نزوح أكثر من 100 عائلة في القرى الحدودية عن مناطقها، وتخشى العودة إلى مزاولة أعمالها الزراعية.لم يكن أمام حكومة إقليم كردستان أو في يدها غير التنديد بالتجاوزات، واعتبار اختراق القوات التركية لأراضي الإقليم انتهاكا صريحاً وواضحاً للسيادة العراقية، ويتعارض مع مبادئ حسن الجوار والاتفاقات ومواثيق الأمم المتحدة، والدعوة إلى حوار مباشر بين الأطراف المعنية بالقضية بحثاً عن الحلول التي لن تنجز باللجوء إلى استخدام القوة، وبشكل متواز مع الدعوة للخيارات الدبلوماسية الإشارة إلى أن حكومة وشعب كردستان قادران على الدفاع عن أراضي الإقليم، رغم القناعة المؤكدة بأن كردستان جزء من الدولة العراقية الاتحادية، وأن احترام سيادة الدولة ودستورها يلقي على عاتق بغداد مسؤولية الدفاع عن أراضي البلاد.المسؤولون الأكراد كانوا أدانوا ورفضوا ونددوا بالقصف الإيراني لأراضي الإقليم، وتبدو المبالغة والقصدية العدائية واضحة في بعض التصريحات التي تتحدث عن تزامن التصعيد التركي مع زيارة بارزاني إلى أنقره مؤخرا، والهدف واضح ويتمثل في التشكيك بالثوابت الوطنية، مثلما يتمثل بالتشكيك بأن لدى أربيل سياسات مزدوجة، رغم أن الموقف الرسمي الثابت يشدد على أن أكراد العراق غير معنيين بما يحدث من صراعات ومشكلات داخل حدود البلدان المجاورة، حتى وإن كان أكراد تلك الدول طرفاً فيها، إلا في حدود الدعوة إلى حل مشكلات الجيران عن طريق التفاوض والتحاور السياسي، وتأييد أي توجهات من دول الجوار في هذا الصدد، مع التأكيد المستمر على عدم السماح باستخدام أراضي الإقليم منطلقاً لأي نشاطات تضر بدول الجوار، ولتأكيد هذا الموقف تمت إدانة هجمات حزب العمال الكردستاني الأخيرة التي لا تخدم القضية الكردية، بقدر ما تؤدي إلى إجهاض المسيرة السلمية لحل هذه القضية.بين سندان القصف الإيراني ومطرقة التوغل التركي، وبين سندان انشغالات بغداد بتصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية بعد الانتخابات النيابية، ومطرقة صمت الدول العربية على انتهاك سيادة الدولة العراقية من قبل جارتيها، يجد القادة الأكراد أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه، ولم يكن ينقصهم غير سندان ومطرقة بعض الأصوات المحلية، التي لأسباب لا علاقة لها بالواقع يتهمونهم بالتنسيق مع الأتراك للتوغل في وطنهم، غير أن الثقة كبيرة بقدرتهم على تجاوز هذه المحنة وإن تعددت وتكاثرت أعداد المنخرطين فيها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram