خليل جليلنعتقد أن الصدمة التي يعيش تحت وطأتها الآن جمهور الكرة الايطالية بخروج منتخبها من الدور الأول لمونديال جنوب أفريقيا المتواصل حتى الحادي عشر من الشهر المقبل ووداعه الدراماتيكي لنهائيات كأس العالم بطريقة مذلة، قد ألقت بظلالها القاتم حتى على الملايين من عشاق هذا المنتخب ومحبي أسمائه الرنانة التي غزت ملاعب العالم في الأعوام الماضية
وسحرت الألباب بفضل جمالية وفنون الكرة الإيطالية صاحبة التاريخ العريق والعريض.وإذا كان خروج بطل العالم وحامل اللقب في مونديال 2006 من نهائيات كاس العالم في جنوب أفريقيا بطريقة لا تنسجم مع كل تاريخ الكرة الايطالية بعد حضور بائس وظهور غير مشرف لسمعة الكرة الايطالية ونجومها الراسخة في ذاكرة كرة القدم في كل مكان ، اعتبره البعض واحدة من مفاجآت العيار الثقيل التي اجتاحت هذا المونديال حيث يذهب البعض الآخر إلى ابعد من ذلك وقد يكون مقنعاً الى حد بعيد عندما يرى ان منتخب ايطاليا قدم الى جنوب أفريقيا ليس في وسط ترشيحات تصب في مصلحته سواء للمنافسة على اللقب او المرور في أكثر من محطة في المونديال على اقل تقدير بعد ان وجد المنتخب د خل المونديال بعجز كبير وبنقص واضح في التأهب للدفاع عن لقبه حتى أصبح خارج التوقعات وبعيدا عن بورصات الترشيح والتأهل الى ادوار ابعد من الدور الأول وكان هذا مؤشرا واضحا على التراخي والارتباك الفني الذي ساد منتخب ايطاليا ملهم الملايين بسحر كرة القدم الذين باتوا يتحسرون الآن على وقع خروج الآزوري من معركة المونديال ليس خروج الفرسان ، بل خرج بانكسار كبير وخالي اليدين متخلياً عن كل تاريخه ومكانته .ولو نعود قليلا الى الوراء ونتوقف قليلا عن المحنة التي عاشها المنتخب الايطالي قبل انطلاق المونديال وما واجهه الايطاليون الذين يعرف عنهم الصيت الدفاعي الرصين، بل الاستثنائي، نجد ان الكرة الايطالية باتت تعاني من واحدة من أكثر عوامل الضعف في صفوفها الدفاعية حتى صارت خطوطها الدفاعية من أشهر الخطوط الضعيفة ليس من وجهة نظر متابعي منتخب ايطاليا او من وجهة نظر الأندية التي كانت تتهافت على الاستئثار بأسماء ايطالية للتعاقد معها ، بل من وجهات نظر أخرى أكثر اتساعا في افقها وواقعيتها وهي ترى على سبيل المثال ذهاب مدافع وقائد منتخب ايطاليا في مونديال جنوب أفريقيا ومونديال 2006 كانافارو وهو يبرم عقداً مع صاحب المركز الثامن في الدوري الاماراتي للموسم الماضي أهلي دبي الإماراتي بعد ان أدركت الأندية العالمية المستوى الحقيقي الذي وصلت اليه خطوط دفاع منتخب إيطاليا والإنهيار الذي واجهه قبل انطلاق مونديال جنوب أفريقيا.إن خروج إيطاليا حامل اللقب وفرنسا بطلة العالم وأوروبا السابقة في أكثر من مناسبة والكاميرون وساحل العاج وقبلهم المنتخب الإنكليزي الذي كان مهدداً حتى اللحظات الأخيرة من جولة الدور الأول لولا القدر الذي كتب له البقاء والاستمرار مع المونديال لا يعكس حجم المصادفة المفترضة لخروج هؤلاء الأقوياء بقدر ما يعكس ظهور أقوياء جدد تجتاح المونديال وتضع لنفسها قدما في أدواره اللاحقة لتعلن عن نفسها كقوى جديدة سيحسب لها الف حساب ليس على الصعيد القاري ، بل على الصعيد العالمي ، فها هو المنتخب الياباني رمز وروح الكرة الآسيوية وحامل لوائها ومثله منتخب سلوفاكيا العنيد الذي قهر قلب المدرسة الكروية في قلب أوروبا منتخب ايطاليا، يعيد إلى الاذهان مدارس كرة القدم في أوروبا الشرقية السابقة وثقلها الكبير.عموما ان خروج تلك المنتخبات وما شكله من صدمة كبيرة وقاسية لتلك المنتخبات وجماهيرها المتألمة حزنا وهي تتلقى ضربات موجعة ، لا بد ان تتساءل مع نفسها وتقول هل كان ذلك الخروج المذل مستحقاً ؟ بالطبع كان مستحقاً في ظل موجة جديدة من الأقوياء أخذت تغزو النهائيات وتنافس أقوياء الأمس.
وجهة نظر: أقوياء جدد
نشر في: 25 يونيو, 2010: 06:13 م