إعداد / عمار ساطعالحلقة الخامسة عشرة أقيمت نهائيات كأس العالم بكرة القدم في عام 1994 في موقع جديد على البطولة، حيث انتقلت إلى الولايات المتحدة الاميركية، وأصبحت بذلك أول دولة لا تمثل فيها كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى وتنال حق تنظيم هذا الحدث الكروي الكبير،
وبرغم ذلك حققت هذه البطولة نجاحاً منقطع النظير تنظيمياً واقتصادياً وشعبياً، حيث فازت البرازيل بلقبها الرابع وهبط مارادونا إلى أدنى الدرجات.وكانت الولايات المتحدة قد ضمنت نيل حق تنظيم هذه البطولة في عام 1988 لكن الاستعدادات كانت قد بدأت بصورة خفية، منذ عام 1980.في المرحلة النهائية من البطولة التي أُقيمت ما بين 17 حزيران و17 تموز عام 1994 على تسعة ملاعب حققت الارجنتين فوزاً مقنعاً على اليونان ( 4- صفر)، ثم فازت على نيجيريا (2ـ1)، لكن تبين بعد ذلك أن مارادونا تناول منشطات من نوع (بسيودوفيدرين) المحظور!وكما فعل الاتحاد الدولي لكرة القدم مع اللاعب الاسكتلندي ويللي جونستون، في عام 1978 طُرد مارادونا على الفور من البطولة، وكان مارادونا قد تورّط من قبل في قضية تناول مخدرات وبعد هذا الحادث لم يعد أبداً حتى ولو شبحاً لما كان عليه.وتأثر المنتخب الارجنتيني بفقدان مثله الأعلى وخسر أمام رومانيا في دور الـ16 ولم يرتفع الأداء الفني لمباريات البطولة التي أقيمت في درجات حرارة مرتفعة، لكنها شهدت حضور 3.5 مليون متفرج، وهو رقم قياسي إلى المستوى المنشود، لكن تقارب مستويات المنتخبات وارتفاع نسبة التهديف، عما كانت عليه في إيطاليا عام 1990 زادت من حماسة المتفرجين.لكن هذا الجانب الايجابي انهار خلال المباراة النهائية التي جاءت متواضعة المستوى وجمعت بين البرازيل وإيطاليا أمام 95 ألف متفرّج على ملعب (باسادينا روز بول)، في لوس أنجلوس في 17 تموز، بقيادة الحكم المجري ساندور فول ومساعديه الباراغوياني فينانسيو كونسبسيون زاراته والإيراني محمد فنائي، ففي مباراة سيطر عليها الخوف من جانب المنتخبين حيث بقي كل منهما في نصف ملعبه لم تهتز الشباك في الوقتين الأصلي والإضافي، وحُسمت المباراة النهائية للمرة الأولى بالركلات الترجيحية.وأهدر روبرتو باجيو النجم الذي قاد إيطاليا إلى المباراة النهائية بتسجيله هدفاً في الدقيقة الاخيرة ركلة الترجيح الحاسمة في حين أن قائد المنتخب المنافس دونغا سجل الركلة التي سدّدها ببراعة، ومنح بها بلاده كأس العالم للمرة الرابعة بعد 24 عاماً من الغياب عن الفوز باللقب. وكان المنتخب الذي ضمّ مجموعة من الهدافين أمثال روماريو وبيبتو (سجلا 8 أهداف معا)، والذي قاده المدرب كارلوس البرتو باريرا خير خلف للمنتخب الذي فاز بكأس العالم للمرة الاخيرة عام 1970 في المكسيك محققا انتصارا لم يتمكن نجوم كبار مثل زيكو وسقراط وجونيور وكاريكا وفالكاو وديرساو وإيدر من تحقيقه. وفي مباراة المركزين الثالث والرابع التي أُجريت على ملعب (باسادينا روز بول) أمام 91.500 متفرج، أحرزت السويد المركز الثالث بفوزها الكبير على بلغاريا (4ـ صفر)، سجلها: توماس برولين (8)، وهاكان ميلد (30)، وهنريك لارسون (37)، وكينيت أندرسون (40).وتقاسم الروسي أوليغ سالينكو الذي نال شرف أن يكون أول لاعب يسجل خمسة أهداف في مباراة واحدة لقب هداف البطولة مع البلغاري خريستو ستويشكوف بستة أهداف لكل منهما.وصار اللاعب الكاميروني روجيه ميلا الذي خاض البطولة، وهو في الثانية والاربعين من عمره أكبر لاعب يسجل هدفاً في نهائيات كأس العالم.على الرغم من تأهلها للمرة الأولى بتاريخها، فقد نجحت السعودية في تحقيق ما فشل غيرها من الدول العربية بتحقيقه عندما تأهلت الى الدور الثاني (دور الـ 16)، بعدما سجلت نتائج رائعة بفوزها على بلجيكا بهدف وحيد سجله سعيد العويران في الدقيقة الخامسة على ملعب واشنطن في 29 حزيران أمام  959  و52  متفرجاً، وتمّ اعتماده كأجمل هدف في البطولة، وكان يحمل بعض الشبه من الهدف الذي سجله مارادونا بمرمى انكلترا، ثم فازت على المغرب 2ـ1، وخسرت أمام هولندا 1-2، وفي دور الـ16 خسرت أمام السويد 1-3، وخرجت من البطولة.. أما المغرب فقد خرجت من الدور الأول بخسارة مبارياتها الثلاث أمام السعودية 1-2، وأمام هولندا 1-2، وأمام بلجيكا 0-1.المباراة النهائية المكان: ملعب روز بول في لوس انجلوسالزمان: 17/07/1994 الحكم: المجري ساندور بول الفريقان: البرازيل × إيطاليا النتيجة: البرازيل 3 - إيطاليا 2 (بركلات الترجيح) (الوقت الأصلي والإضافي 0-0).أرقام وحقائق متفرقة* توج البلغاري خريستو ستويشكوف والروسي اوليج سالينكو بلقب هداف البطولة برصيد 6 أهداف.* شهدت البطولة 13 حالة طرد خلال مبارياتها.* شهدت البطولة تسجيل 141 هدفاً بمعدل 2.71 في المباراة الواحدة.* بات اللاعب فؤاد أنور أول لاعب سعودي يسجل هدفاً في المونديال بعد هدفه في مرمى هولندا.* كانت البطولة مناسبة لانطلاق نظام النقاط الجديد الذي أعلن عنه الاتحاد الدولي حيث يحصل الفائز على 3 نقاط (في السابق نقطتان) وفي حالة التعادل يحصل كل فريق على نقطة واحدة وفي حالة الخسارة لا شيء.