اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > وجهة نظر ..فـي مباهج القصة القصيرة وموجباتها

وجهة نظر ..فـي مباهج القصة القصيرة وموجباتها

نشر في: 26 يونيو, 2010: 04:36 م

باسم عبد الحميد حموديإلى: محمد خضيريتعايش فن القصة القصيرة ضمن مناخات معرفية وتاريخية تشي بمرحلة التدوين وعالمه الحسي والافتراضي ,بذلك تفرز التجارب الجديرة عن ايحاءات العصر وعن تقاليده وأعرافه حتى لو كانت  القصة القصيرة ترسم شيئا من الخروج عن المألوف.
أن اقصوصة موباسان  الشهيرة في القرن التاسع عشر ((القلادة )) التي اعطت صورة مأساوية لعصر وطبقة لايمكن لها أن تحدث في عصر آخر, لقد انتهى زمن الكونتات والكونتيسات رغم ان  حفلات الطبقات العليا موجودة في كل زمان, تماما مثل وجود الموظفين الصغار.واذا كان عهد العربات الفارهة التي تسحبها الخيول  قد انتهى في شوارع المدن الفرنسية , فان عقدة ( القلادة ) لا تصلح ان تتكرر في عصر آخر , لذلك تقاس ( القلادة ) بزمنها وتتألق كقصة ناجحة.وأذا كانت بعض قصص أو . هنري صالحة لان تعيش زمنا دون خروج على العصر مثل (_ هدية عيد الميلاد ) و (المتشرد  ) فأن قصص وليم سارويان عن الحرب والطفل هومر وساعي البريد لايمكن لها ان تغطي صورة الحرب لدينا , بكل فجاجتها وغدرها وتشويهاتها رغم ان عوالم سارويان الدافئة تدين الحرب وتقف ضدها بالضرورة . قصص تشكيوف التي تعتني بالطبيعة لانظير لها في صياغة ذلك التوازن بين توق الروح الانسانية وائتلاف الطبيعة معها وقسوتها  حينا  , وأذ يتكرر استخدام الطبيعة بطلا ( الاشجار, الطرق الريفية ,  نباتات الغابات  .. الخ ) لدى أندريه جيد وشولوخوف , فأننا نجد في تجارب جاك لندن في قصص ( ذئب البراري ) تفردا خاصا يربك مصطنعي التجارب الكاذبة الواهمة  , ذلك أن لندن قد عاش تفاصيل التجارب التي دونها واستطاع بمهارته الذاتية الطاغية أن يحولها كصور سردية  تملك حصانة التفرد وامتلاك اعجاب القارئ .  واذا كان يوسف ادريس قد صاغ في ( العسكري الأسود ) بنية لتجربة انسانين  , احدهما طبيب كان ضحية لجلاد هو اليوم أمامه , مريضا مأزوما بألامه وضياعه, فقد صاغ معها ذلك التباين الحاد الفريد بين تجربتين بشريتين أحتكتا مرتين , مرة عند تعذيب العسكري الاسود ( الجلاد ) للطبيب الشاب , ومرة عند رؤية الطبيب للجلاد مريضا معذبا  بخيالاته. القصة القصيرة , أذن ليست خيالات مراهق يريد أن يكتب هوسه الجنسي أو يؤشر خروجه على المألوف بغير المألوف ا لضائع تقنيا , بل هي بناء ثقافي تستمد نجاحها كمسرد أدبي من قدرتها على الكشف واستخدام الخيال من اجل الحصول على صورة حياتية  تعيش زمنها .  ان موجبات القصة القصيرة كثيرة , منها أن تكون قصة جديرة بالقراءة وليست تهويمات لا علاقة لها بالبنية القصصية, والبنية القصصية تتحدد ب: 1- ان يكون لها مناخ , ساحة عرض مثل ساحة المسرح واشمل منها مكانيا 2- أن يكون لها أبطال ( بطل واحد يكفي ) يعيشون تجربة ما , حالة الوجد في (هدية عيد الميلاد ) وحالة الانكسار والوهم المؤلم في ( القلادة ) وحالة المفارقة والتباين  الشخصاني في (العسكري الأسود)3- ان تنتهي نهاية ما , مفتوحة أو مقفلة عند ضربة نهاية موباسانية دون ان يمتزج الشعري  الذي يضيّع الأحداث  بالخيال الذي لا يؤدي  الاّ إلى بنية غير سردية فنيا , غير قصصية 4- ان يشعر القارئ عند أتمام القراءة أنه قرا صورة متفردة  وبعد , فان قصصا مثل ( المأذنة ) و(أمنية القرد ) و ( النيساني) لدى محمد خضير , قامة القصة  القصيرة الشامخة  تعد دروسا في هذا الفن الإنساني الراقي الذي لن تشدخه تجارب فجة لا تعني شيئا  وللحديث إضافة قادمة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram