محمد سعيد الصكارها هم أهلنا الملتاعون بقسوة الجو، ومرارة الإنتظار لساعة أو ساعتين من هبة الكهرباء، وبالكثير من المصاعب والمصائب، صابرون على الظيم، منتظرون تحقيق الوعود الجوفاء للرسميين وممثلي الكتل السياسية الناعمين بالأجواء الباردة والإنارة المتواصلة، والرخاء الذي هلّ عليهم بفضل أهلنا وتفانيهم،
ودفاعهم عن شرف الموقف، وتخطيهم للموت ومقاتل المتربصين بحق الشعب وخبراته وخيراته وأحلامه بالسلامة والإستقرار، واللقمة الهنية والإخاء الذي افتقدوه منذ أن تناسل هذا الطاعون الإستئثاري بالمراكز والمناصب، وكأن الزمن قد توقف عند الكتلة الفلانية، والزعيم الفلاني، فلا أمل ولا ملجأ إلا فيهما وإليهما.rnأيكون، حقا، أن هذا الشعب المترع بالمرارة والحاجة لأبسط متطلباته، معقود برغبة فلان وفلان ممن لا علم لهم بأوجاعه، ولا اهتمام بما يعانيه، وما تسببه هذه المعاناة لهم ولمن يليهم من أجيال، ولما يتعرض له الوطن من كوارث بسبب المصالح الشخصية والنوازع الذاتية، والإنتماءات المختلفة.rnلا شك في أن هذه الكتل المعول عليها في إنقاذ الوطن، تعرف، كما يعرف كل عراقي ما حاله وما حال أهله، ولكن النوازع تغلق عليه مجال الرؤية، وتحدد رؤيته مثل خيول العربات.rnأما يكفي هذا التلاعب بأعصاب الناس وبقوتهم وأمنهم وأحلامهم وتطلعاتهم إلى عراق جميل.rnأما تكفي هذه الإجتماعات والمداولات واللقاءات الفارغة التي تردد في كل مناسبة (من أجل تشكيل حكومة وطنية)، وما أشبه !rnأين هي هذه الحكومة الوطنية؟ وأين وجه الخلاص من مداولاتكم ولقاءاتكم ومناوشاتكم التي لا تنتهي؟!rnأليس هناك من مروءة وهمة ومسؤولية وكلمة شرف في ما تتداولونه في هذه اللقاءات والمداولات واللجان التي لو كانت بين الطرشان لاستوعبوها، فما بالكم أنتم الذين منّ الله عليهم بالنعمة وسلامة الحواس، وربما ببعد النظر، لا تقيمون وزناً للشؤون التي يتساءل عنها شعب أنهكه الانتظار، وأنتم لاهون عنه وعن مشاكله، ومنصرفون إلى توزيع المناصب والكراسي، rnألهذا انتخبوكم؟rnمرارة الناس ولوعتهم أكرمتكم بالصمت والأمل، فعودوا إلى هذا التكريم ولا تبخسوا حقه فأنتم المسؤولون أولاً وآخراً عن هذا الضياع الذي يذهب بالشعب إلى متاهات لا نهاية لها.rnقلصوا لقاءاتكم عديمة الجدوى، وخذوا قراركم بما هو معروف وواضح لكم ولنا، وكفانا لجاناً ومداولات وتحالفات لا تومض حتى تنطفئ، ولا تثمر ولا تنتهي.rnخلصونا!rnآتونا بأي نجيب يخرجنا من هذه المحنة، وخذوا حصتكم ممن جاء بكم إلينا، لا من حصتنا في وطننا الجريح. فالمهم أن يبقى العراق للعراقيين يقبلون بقيظه وأنوائه وأزماته ويتمسكون بكل ذرات ترابه الرحيم.rnآخر الأخبار تقول: « بدأت الكتل الفائزة بالانتخابات بعقد اجتماعات جدية مغلقة ».rnأتكون كل الإجتماعات السابقة على مدى سبع سنين، (غير جدية)؟ ومن منّا الذي يطمئن إلى (جدية) هذه الإجتماعات (المغلقة)، ويتوقع جدواها؟ لن يكون لهذه الإجتماعات شأن بإضراب المواطنين واعتصاماتهم ومعاناتهم من غياب أبسط احتياجاتهم في الحياة اليومية من الماء والكهرباء والعمل، ومعالجة الفساد النموذجي الذي نقلنا إلى آخر قائمة المفسدين في الأرض.rnنعم !لن يكون لهذه الإجتماعات (الجدية) التي بدأت بعد خراب البصرة، أي شأن في معالجة هموم المواطنين واحتياجاتهم، بدليل ما يقوله الخبر:rn« لتحديد أهم القضايا التي ستتباحث فيها مع بقية الكتل في إعلان التحالفات لتشكيل الحكومة».rnإذن فهذه (الإجتماعات الجدية المغلقة) ليست مما يهتم بحاجة الناس والوطن؛بعبارة أخرى؛ أننا سنظل في دوامة المحاصصات وتوزيع المناصب والمكاسب إلى ما لا نهاية.rn وسوى الروم خلف ظهرك روم فعلى أي جانبيك تميلأيها العراق العزيز !
أتعبتمونا أما تعبتم؟
نشر في: 26 يونيو, 2010: 04:39 م