TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > سيرتي الذاتية بقلم: ساراماغو

سيرتي الذاتية بقلم: ساراماغو

نشر في: 26 يونيو, 2010: 04:58 م

 ولدت في كنف اسرة فلاحية فقيرة* ، لا تملك ارضا ، في ازنهاغا ، وهي قرية صغيرة في محافظة ريباتييو، على الضفة اليمنى من نهر الموندا ، تبعد حوالي مائة كيلومتر شرق شمال لشبونه . اسم والدي خوزيه دي سوزيه ووالدتي ماريا د ا بيداده . وبهذا يكون من الان اسمي خوزيه دي سوزيه وليس كما اضاف مسجل النفوس في البداية اللقب الذي عرف به والدي في القرية : ساراماغو .
ويجب ان اضيف ساراماغو بعد اسم والدي ،الذ ي يعني العشب البري الذي تستخدم اوراقه في ذلك الوقت غذاءا للفقراء . وقبل ان ابلغ السابعة من العمر ، كان علي ان اقدم وثيقة تؤكد هويتي الحقيقية في المدرسة الابتدائية . وكي تعترف ان اسمي الكامل هو ، خوزيه دي سوزيه ساراماغو ...وعلى كل حال ، لم تكن هذه هي المشكلة الوحيدة ، التي كانت تشكل قدري في يوم ولادتي، وبرغم انني جئت الى هذا العالم في السادس عشر من شهرتشرين الثاني عام 1922، و لكن وثائقي الرسمية تظهر انني ولدت بعد يومين ابتداءا من تاريخ الثامن عشر من الشهر المذكور . وهذه الحيلة البسيطة ، جعلت عائلتي تهرب من دفع الغرامة لانها لم تسجل اسمي في الوقت المحدد له . ربما لان والدي قد تطوع بما انه جندي مدفعي في فرنسا اثناء الحرب العالمية الاولى . وفهم سايكولوجيات ابناء قريته .وقرر في عام 1924 ان يغادر العمل الزراعي وينتقل وعائلته الى لشبونه ، حيث انخرط في سلك الشرطة الذي لا يتطلب مهارات ادبية كثيرة ، كالقراءة والكتابة والرياضيات الخ..وبعد اشهر قليلة من الاستقرار في العاصمة توفي شقيقي فرانسسكو الذي يكبرني بسنتين . ومع ان ظروفنا الحياتية قد تحسنت قليلا بعد انتقالنا ، فان وضعنا الحياتي لم يتحسن اكثر .كنت في الثالثة عشرة او الرابعة عشرة حينما انتقلنا في الاقل ، الى بيتنا الخاص الذي كان صغيرا جدا – وحتى ذلك الحين كنا قد سكنا في اقسام من البيوت مع عوائل اخرى ، وخلال هذا الوقت كله ،وحتى بلوغي سن الرشد فانني انفقت فترات طويلة في القرية مع اجدادي لامي جيرانيمو وخوسيفه كاكسنها . اما في المدرسة فقد كنت طالبا مجتهدا في المدرسة الابتدائية : كنت وانا في مرحلة السنة الثانية تعلمت القراءة من دون ان اقع في اخطاء واستطعت ان اختزل السنة الثالثة والرابعة في سنة واحدة .ثم انتقلت بعد ذلك ،الى مدرسة القواعد حيث قضيت فيها سنتين ، وحصلت فيها على درجة امتياز في السنة الاولى ، وليس كما هوالحال في السنة الثانية . ولكن كنت محبوبا من زملائي الطلاب واساتذتي المدرسين . وانتخبت وانا في الثانية عشرة امينا لصندوق اتحاد الطلاب . .. في هذه الاثناء توصل والداي الى قرار،هو ، ليس بمقدورهما ان يغطيا استمراري في مدرسة القواعد مع غياب المورد المالي . والبديل الوحيد هو الذهاب الى مدرسة مهنية , وهكذا كان الامر : فخلال خمس سنوات تعلمت حرفة مكانيكية . ومن الغريب ، ان منهج تلك المدرسة المهنية في ذلك الوقت يحتوي الى جانب اللغة الفرنسية، موضوعات ادبية. وعلى فكرة ، لم اكن املك اي كتاب ( فانا اشتري كتبي الخاصة بنفسي ودائما ما استدين ثمنها من الاصدقاء. كان هذا وانا في التاسعة عشرة من العمر .)مثل نصوص باللغة البرتغالية وانطولوجيا الادب ، التي فتحت لي ابواب التطلع الادبي: وما زلت حتى هذه اللحظة ،احفظ قصائد شعرية قراتها منذ ذلك العهد البعيد .،وبعد انتهاء المرحلة عملت لسنتين ميكانيكيا في محل لتصليح السيارات . وفي ذلك الوقت ، بدأت ايضا اعمل ساعات اضافيةفي كل مساء في المكتبة العامة في لشبونه ، ودون مساعدة او ارشاد اي احد باستثناء الفضول ورغبة التعلم وقد تطورت وتبلورت ذائقتي الادبية . وحينما تزوجت في عام 1944 ، فقد غيرت اعمالي تلك، فانا اعمل الان موظفا مدنيا في خدمات الضمان الاجتماعي . اما زوجتي ايدا ريس ، فهي كاتبة طابعة في السكك الحديد ، وتحولت بعد سنوات طويلة الى اهم نقاشة كليشيهات في البرتغال. و قد توفيت عام 1998،وفي سنة 1947 السنة التي ولد فيها طفلي الوحيد فيولينت ، وظهر فيها كتابي الاول ، وهو رواية اسمها "الارملة ", ولكن لاسباب تحريرية ظهرت تحت عنوان" ارض الذنب " . كما كتبت رواية اخرى ،" المشكاة ". . وبدات بتاليف رواية اخرى ، ولكنها لم تتجاوز الا صفحات الاولى : زمن المؤمل ان يكون عنوانها "العسل والمرارة " او ربما لويس، نجل تاديوس "... وقد استقر الامر بي،عندما تخليت عن المشروع : واصبح الامر واضحا بالنسبة لي ذلك انني لا شيء لدي ان اقوله . وعندما اردت ان اطبع مجموعتي الشعرية عام 1966 فقد كنت غائبا عن المشهد الثقافي البرتغالي , حيث قلة من الناس قد انتبهت الى غيابي . ولاسباب سياسية ، اصبحت عاطلا عن العمل في عام 1949، ولكن ثمة فضلا يعود الى استاذي الطيب في المدرسة الصناعية ، فقد مكنني من ان اجد لي عملا في شركة لصناعة المعادن كونه انه كان مديرا لها . وفي نهاية الخميسنيات بدات العمل مدير انتاج في دار للنشر، estuddios Cor . وهكذا كانت العودة للادب . ولكن ليس بوصفي مؤلفا في مجال الادب والثقافة الذي غادرته قبل سنوات . وهذا النشاط الجديد ،سمح لي بالتعرف واقامة علاقة الصداقة مع اهم الكتاب البرتغاليين .وفي عام 1955 ، اخذت ميزانية اسرتي بتحسين احوالها المعيشية ، ووفرت لي ايضا التمتع في مجال هواياتي الا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram