TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > كلب القديسة مارلين .. و تقنية السرد بلسان الحيوان

كلب القديسة مارلين .. و تقنية السرد بلسان الحيوان

نشر في: 26 يونيو, 2010: 05:05 م

ترجمة: عادل العامليمكن القول إن روايات أندرو أوهاغان  O’Haganالسابقة، عن قس عاشق للصغار، و مغنية مصابة بفقدان الشهية، و بنَّاء أشغال عامة، قد نالت مقاربةً أدبية عالية و جانبية حذرة لهؤلاء الأشخاص العامين جداً. و قد جاءت الأضواء هنا عن طريق جيمس جويس و روبرت بيرنز و ليس من الديلي ميل و مجلة بيبل People.
 و في الوقت الذي نجد فيه أن مقالات أوهاغان الصحفية ، المكتوبة بشكلٍ رئيس للندن ريفيو بوكز و التي جُمعت في الأتلانتيك أوشين ( 2008 )، تأخذ نظرات موسعة إلى الزراعة و النفايات، فإن بعض هذه المقالات تشغله مواضيع ذات اهتمام شعبي : قتَلة جرائم متسلسلة، رجال عصابات، ديانا، أميرة ويلز، و مايكل جاكسون، كما يقول الكاتب و السينمائي مارك كامين في مقاله هذا.و يمكن لمارلين مونرو، الاسم الكبير في روايته الرابعة، ( حياة و آراء ماف الكلب و صديقته مارلين مونرو )، أن تبدو في انسجام مع برنامج أوهاغان، الذي يتضمن اختيار موضوعات تخلب اللب بطريقة أو بأخرى، و نستشهد هنا بـ " القديسة مارلين "، مقالته عن النجمة السينمائية، " روح العصر ". فالرواية تلاحق بعناد كل شهير من البشر و الحيوان في الولايات المتحدة في السنة الأولى و الثانية من ستينيات القرن الماضي ( آخر حياة مونرو ). و الرئيس من بين هؤلاء جميعاً هو المغني و الممثل فرانك سيناترا، الذي أعطى مونرو الكلب الذي أسمته ربما جرأةً منها باسم " مافيا "، و هي حقيقة واردة في مقالة أوهاغان، و يعززها مزاد عام 2004 للكثير من ممتلكات مونرو، بما في ذلك رقعة الكلب و إجازته ( اللتان جلبتا 63,000 دولار ). و يوصف سيناترا هنا و هو يندفع ثائراً هنا و هناك. و يدعو مونرو إلى عشاءات و غداءات و حفلات مع رجال عصابات و سياسيين. و يطأ أوهاغان  من دون تمييز مساراتٍ مطروقة كثيرة في الرواية. و هكذا نجد المخرج السينمائي جورج كيوكور مرةً أخرى يُدعى " أفضل مخرج للموهبة الأنثوية أنتجته صناعة السينما على الإطلاق ".  و نسمع مرةً أخرى قصة وليام فوكنر و هو يسأل لويس ب. ماير إن كان باستطاعته أن يكتب في البيت بدلاً من استوديو شركة ميترو جولدين ماير، و استخدام موافقة ماير كعذر للعودة إلى ميسيسيبي. و يضع أوهاغان يداً ثقيلة على تفاصيل الفترة، و منها حادثة ضرب خروشوف بالحذاء على منصة الأمم المتحدة.  و بدرجة متساوية من اللاعادية بالنسبة لأوهاغان، يتبنى راوية ماف الكلب ( كلب مونرو نفسه ) موقفاً وجدانياً جداً تجاه صاحبته المضطربة و حلقتها المنغمسة الذات. و في رواية أوهاغان الثانية، ( الشخصية Personality ( ، كانت أم المغني النجم المجنونة كائناً نارياً معتوهاً. و مع هذا راح ينقّب في تربية مونرو الشنيعة و السنوات المبكرة القذرة في مقالته ذات العشر صفحات  بشكلٍ أعمق مما يفعل في الرواية. و يُصبح طموح مونرو الفكري البؤرة المهيمنة لحكاية هذا الكلب الأدبي جداً.  فينال طلاقها من أرثر ميلر و فترة التمهن القصيرة مع لي ستراسبيرغ مجالاً أكثر من علاقاتها العاطفية و إدماناتها، أو عملها السينمائي المترنح. و يُبعد ماف الشائعات المتعلقة بمواعيد لقاءات مونرو بالأخوين كينيدي. و تُصبح تأخيراتها و غياباتها عن فلمها غير المنجَز موضوعة عند أقدام كلبٍ منافس لا يمكنه أن يصيب أهدافه، بدلاً من أن تُعزى إلى الحبوب و الكحول التي كانت الممثلة تعيش عليها آنذاك. إن الكتّاب هم محكات touchstones راويتنا الحيوان أكثر من نجوم السينما. فالحيوانات هنا ــ الكلاب التي نصادفها في المتنزهات ، و ساحات هوليوود الخلفية و في مجموعة أفلام كيوكور ــ مهيأة على الدوام لمناقشات فرويد و أرسطو. و القطط تتكلم شعراً. و شكسبير، و سيريل كونولي، و فرجينيا وولف، و أديث سيتويل، و بريخت، و ميتيرلينك و دوستويفسكي يظهرون في محادثة بشرية أو كلبية. و الحقيقة المهمة، كما قيل، في مقالة أوهاغان، عن أن مكتبة مونرو كانت تشتمل على نسخٍ من مدام بوفاري للكاتب الفرنسي غوستاف فلوبير و الـ     The Unnameableللكاتب الأميركي هاوارد فيليبس لوفركرافت، لا تُستكشف ظاهرياً إلا في تعدادات الرواية التي لا نهاية لها. فأوهاغان يطرح هنا، خلافاً لمادته الصحفية، أسلوب رواياته المبكرة االمتّسمة بالمكافأة و التحدي : و بشكل ملحوظ الأسلوب الجويسي في الأولى و الثانية، مع أشياء من أرثر واو Waugh و غرين تبرز في الرواية الثالثة. و ماف راوية صريح، و مبتذل في الغالب. و تتّسم اللهجات العامية هنا بكثيرٍ من علامات الوقف و الترقيم و قليلٍ من اللطف. و بالرغم من هذا كله، فإن الرواية، بجذورها الواضحة في حياة الصعلكة، تتّسم بالدفء و الخلاعة الديزنية  Disneyish ؛ فنجد ماف يتكوّر متهيئاً باتجاه مارلين، و يعض هيلمان أدموند ويلسون و يتفحص الأحذية بأقدام المشاهير في حفلة بيتر لوفورد. و كل ما يريده كينيدي من مونرو ( واضعاً تلك العلاقة في ألطف و أنقى ضوء ) هو أن يسألها ما هو " الشيء الذي تُخفيه الشهرة "، و الذي هو كبديل لرغبته في الجنس أمرٌ مخادع إن لم يكن غير قابل للتصديق. و تبدو اجابة مونرو الثنائية با

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram