السليمانية / ريام النجار اكد الدكنور البروفيسور فاروق ناصر الراوي استاذ اللغات القديمة والتاريخ في منظمة اليونسكو والمقيم في المملكة المتحدة : ان جذور حضارة وادي الرافدين , نشأت في اقليم كردستان العراق , وخير دليل على ذلك هو وجودها في منطقة ماتعرف (بـ شانيدار ) بالقرب من مدينة جمجمال في السليمانية ,حيث شهد هذا الموقع تحديدا البواكير الاولى لظهور مايعرف بـ ( انســان النياندرتال )
التي قد تعود بزمنها الى اكثر من 60 الف سنة قبل هذا التاريخ, ومما يلفت النظر في الحضارة الرافدية انها حضارة متقدمة على ماجاورها من بلدان وعلى البلدان القاصية,, ففي الوقت الذي يعثر فيه على (كسر من جمجمة او عظم او ماشابه ذلك (فقد وجد في منطقة شانيدار التي ذكرناها هياكل عظمية متكاملة تمثل اسرة كاملة وبضمنها طفل معوق (وان هذا الطفل المعوق اقيمت له شعائر دفن تنم عن انسانية العراقيين القدماء وخاصة عراقييي هذه المنطقة واقصد بذلك ان القبر قد وجدت عليه زهور منثورة حوله على الرغم من عوقه باعتباره جزءا من عائلة تسكن هذا الكهف,, وهذا يدل على ان العراقيين ليست غريبة عليهم المواقف الانسانية وفي مختلف الظروف وعلى مدى العصور شمالا او جنوبا او شرقا او غربا .واضاف ان حضارة وادي الرافدين حضارة مشهود لها في التاريخ العالمي الانساني الحديث والقديم , حتى ان حضارة وادي النيل قامت بسبب حضارة وادي الرافدين وبسبب دجلة والفرات, ونحن نعتقد وعلى الرغم من ان تلك الانهر لعبت دورا اساسيا في الحضارة ان التنوع العرقي والديني الذي كان له موجودا في العراق وفي مصر هو الذي خلق تلك الحضارة, فكل عرق او جنس او قبيلة او منطقة ما , كان لها دور بارز في رفد تلك الحضارة آنذاك , فالمنطقة الشمالية ومنها اقليم كردستان العراق هي التي امدت العراق بأولى المدن الزراعية في القدمات الاولى من الزراعة والعناية بها, وبعد ذلك انتشرت من هناك لتعم العراق .واوضح الراوي : لقد امد الجنوب وخاصة بلاد ســـومر المنطقة بعطاء يعد الاكبر من بين تلك العطاءات وهو ابتكار الكتابة الذي كان له الدور الاساس في حفظ ماتناقلته الاجيال ,على الرغم من نسيان الكثير من عصور ماقبل التاريخ اي العصور التي سبقت الكتابة ,, فالكتابة زادت من لحمة العراقيين شأنها شأن الدين والمقومات الحضارية الاخرى .وقال : ان منطقة كردستان تميزت في العصور الاولى بعصر مايعرف بـ ( عصر العبيد ) ,وعصر بداية الثورة الزراعية ,وعصر بداية الثورة الصناعية, ان صح التعبير , فقد عاشت المنطقة ارتباطا كما قلت بجنوب العراق وغربه وشرقه وارتبطت بهذه العصور , أما العصر السومري فقد امتد ليشمل كردستان العراق لانه عصر واسع شمل اقساماً كبير ة من ايران ايضا , وخاصة الجنوب الغربي منها ,بالاضافة الى وصول السومريين الى وادي السند اي مابين باكستان والهند ووصولهم ايضا الى افغانستان وجلبهم الاحجار الكريمة وخاصة ( الازوارد ) الذي لايوجد بالحقيقة إلاّ في افغانستان وفي المكسيك , وبالتاكيد هم ذهبوا الى افغانستان وليس الى المكسيك.وتجدر الاشارة إلى ان الدكتور الراوي سيلقي عددا من المحضرات والحورات المفتوحة حول هذا المجال في جامعة السليمانية وبعض المؤسسات المعنية بالآثار واللغات القديمة .
باحث متخصص : ابتكار الكتابة زاد من لحمة العراقيين
نشر في: 26 يونيو, 2010: 05:12 م