بغداد/ يوسف فعل حقق المنتخب الاسباني جميع أمنياته في مباراته أمام المنتخب التشيلي عندما هزمه بهدفين دون مقابل في الجولة الثالثة من المجموعة السابعة في المونديال الأفريقي 2010 المقامة منافساته لغاية الحادي عشر من الشهر المقبل، والأمنيات تحققت كما خطط لها دل بوسكي مدرب (الماتادور) تمثلت بكسب نقاط اللقاء وتصدر المجموعة والابتعاد عن مواجهة المنتخب البرازيلي في دور الـ16
 وإعادة الوجه المشرق للكرة الاسبانية بعد تعثر مسيرتها في المباراة الأولى أمام سويسرا والخسارة المفاجئة بهدف وهبوط المستوى الفني أمام الهنداروس برغم من انه كسبها بهدفين دون مقابل وجاء الفوز على تشيلي لمصالحة جماهيره بالانتقال الى دور الـ16 حيث سيلتقي المنتخب البرتغالي. ولعب منتخب (الماتادور) بطريقة 4-3-3 في محاولة من المدرب دل بوسكي تشكيل ضغط مبكر على مدافعي تشيلي في مناطقتهم الدفاعية لأجل إرباكهم بغية تسجيل هدف مبكر يربك مخططات مدرب (لارخا بيلسيا) ويجبر لاعبيه التخلي عن الواجبات الدفاعية وفك شفرته السرية، وتكللت تلك الأفكار التكتيكية على ارض الواقع بنجاح للتطبيق الرائع من اللاعبين بالتحرك في جميع أرجاء الملعب بانسيابية عالية وتفاهم كبير، بعد ان إجاد أنيستا وتشافي تمرير الكرات في العمق الدفاعي وعلى الأطراف مستثمرين الصعود المستمر من المدافع راموس من الجهة اليمنى لعمل الزيادة العددية في الثلث الهجومي . وما يحسب للمدرب دل بوسكي قراءته الدقيقة لأوراق منافسه واكتشاف نقاط الضعف في صفوفه وتغير أسلوبه التكتيكي من خلال انتهاج لعب الكرات الطويلة من المدافع بيكيه خلف المدافعين إلى المهاجم توريس مع رجوع فيا للخلف وذلك لان طريقة لعب (الماتادور) أصبحت مكشوفة التي تعتمد على المناولات القصيرة العميقة والاعتماد على الاختراق من العمق ، وكان لتغيير ستراتيجية اللعب مصدر إلهام للاعبين لتحقيق الفوز بعد ان جاء الهدف الأول  بتمريرة طويلة من بيكيه الى توريس ارتكب على أثرها حارس المرمى التشيلي خطأ فادحاً بخروجه غير المنظم لقطع الكرة التي أعادها إلى منتصف الملعب لتجد فيا الذي لعبها بلمسة واحدة بمهارة عالية وذكاء ميداني راقٍ أخذت طريقها إلى الشباك. اندفع بعدها لاعبو (لارخا) إلى الهجوم لإدراك التعادل ، في محاولة لإيقاف خطورة مهاجمي (الماتادور) وخط وسطهم الفعال والمؤثر في تنظيم الهجمات حيث انتهجوا اللعب القوي المصحوب بالخشونة ، ومن مناولة من فيا إلى انيستيا داخل منطقة الجزاء لعبها بدقة متناهية زاحفة الى الشباك لم يستطع حارس تشيلي إبعادها وكان  إحراز الهدف الثاني نقطة التحول في اللقاء حيث تم طرد لاعب من تشلي لنيله البطاقة الثانية. وفي الشوط الثاني تغيرت ملامح اللقاء بعد ان اظهر لاعبو (لارخا) عزيمة كبيرة وإصرار على العودة للمباراة بإجراء تبديلات هجومية برغم النقص العددي على غير المتوقع مع عدم الركون إلى الدفاع وتحلى اللاعبون بالشجاعة الفائقة لمجاراة (الماتادور) بانتهاج الأسلوب الهجومي، جاء الهدف الاول لتشيلي بطريقة جميلة لعبت من فوق الحارس كاسياي المتقدم، وعندها دق ناقوس الخطر للاعبي (الماتادور) بضرورة بذل أقصى ما لديهم لأجل المحافظة على الفوز وحفظ ماء الوجه وقام دل بوسكي بتبديل مؤثر باشراك فابريغاس محل توريس لتعزيز السيطرة الميدانية في محور العمليات ، ولم تمض سوى دقائق على اشرك فابريغاس حتى عادت المناولات القصيرة الجميلة والكرات البنية في العمق الدفاعي والمثلثات بين اللاعبين عبر لمحات كروية رائعة جاءت من تحرك سليم بالكرة ومن دونها إلى الفراغ ،وأعطت تلك السيطرة الدليل على ان منتخب (الماتادور) الأجدر بالتأهل إلى دور الـ16 وتصدر المجموعة السابعة بجدارة واستحقاق ولم تنفع محاولات المدرب بيسيسا (المجنون) بث روح الإصرار للاعبيه لعدم استطاعتهم من بناء الهجمات بسهولة في الثلث الوسطي بقيام لاعبي (الماتادور) بالضغط القوي على اللاعب الحائز للكرة وعدم إفساح المجال بنقل الكرات إلى الأمام وبذلك قلت الخطورة الفعلية على مرمى كاسياس ،بينما واصل لاعبو (الماتادور) الهجوم لزيادة غلته من الأهداف لكن قوة الدفاع التشيلي وتمركزه الصحيح بدد تلك الهجمات بفدائية عالية فضلا عن أن منتخب (الماتادور) لعب بمهاجم واحد وهو فيا بعد خروج توريس. وأكدت مجريات اللقاء على إن منتخب (الماتادور) مازال في جعبته الكثير ليقدمه في المباريات المقبلة لامتلاكه مدرباً خبيراً أجاد توظيف مهارات لاعبيه الفنية والبدنية بخبرة كبيرة، ونحج بامتياز من مفاجأة منتخب تشيلي بتغيير أسلوب اللعب التكتيكي الذي عبّد له الطريق لتحقيق الانتصار والانتقال إلى دور الـ16 بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج من الدور الأول.