جلال حسنمن غير الممكن تبرير أو تسويغ ، ما يقدم عليه بعض المواطنين بالاستيلاء على حصص الاخرين من الماء الصالح للشرب ، من خلال نصب ماطورات زراعية في الاحياء السكنية ، لشفط ماء الانبوب الرئيس وترك الاخرين ينتظرون ساعات طوال دون جدوى .
ومن غير الممكن ايضا ان تستمر اخطاء وتجاوزات شائعة على الحق العام بعد ان اصبحت ظاهرة يمارسها الجميع بجهل وانانية ، لايحاسب عليها القانون ولا يؤنب عليها ضمير. جميع البيوت وبلا استثناء تستخدم ماطورات ماء ، وتعمد ربات البيوت الى وضع الماطور في حالة تشغيل عند انطفاء التيار الكهربائي ، تحسبا لمجيئه ثانية لكي يسبق الاخرين بسحب الماء ، ، بغض النظر عن حاجة البيت وكمية الاسراف.ولكن المشكلة التي بدأت تتفاقم هذه الايام هي استخدام نوع من الماطورات الزراعية المستوردة يسمى (حرامي ) له قابلية سرعة الشفط والعزم بالدفع الى اعلى سطح ، ورغم قباحة كلمة"حرامي " لكنها تنطبق على كل من يهدر ماء الشرب في اغراض تضر بحقوق الاخرين، خصوصا من يربط ماطورا اخر أكثر دفعا لكي يغسل سيارته امام داره ، في أزقة ضيقة ، غير آبه بالناس بعد ان يملأ الشارع اوحالا وضيقا بالمرور ، " حرامي " كل من يمسك "صوندة " ماء يرش بها الشارع تسلية او تمضية للوقت ، وكل من يترك الخنفية تصب الماء بدون وجع قلب. والاغرب من هذا وذلك ملء احواض سباحة بلاستيكية بماء الشرب و باحجام مختلفة لتسلية الاطفال ثم تهدر الكمية في مجاري الصرف . ان المهم في عمل امانة بغداد توفير المياه وهذا ما فعلته قبل أكثر من عامين بتأسيس شبكات ماء في أحياء كثيرة من بغداد ، والغاء الشبكات القديمة وربطها بمنظمومة تجهيز جديدة حسبت فيها كثافة الاحياء السكنية وكميات المياه المصروفة والضخ عبر انابيب واسعة وبقياسات دولية بحيث تزيد عن الحاجة المحلية ، لكن الشركات المنفذة ، وزعت عدادات المياه على الاهالي ولم تربطها في البيوت. ما سبب مشاكل للعدادين وهي طريقة التخمين بحساب الماء المصروف ، وحسب المزاج . ان وجود العدادات صار من المعالجات الضرورية للحد من الاسراف غير المبرر ، ولمعرفة كمية الاستهلاك الشهري ، والذي يفترض ان يحدد بفواتير تسدد الى امانة بغداد ، وتتحدد معها رسوم للمجاري بحيث تتناسب طرديا مع كمية الماء المصروفة ، فضلا عن القيام بحملات لنصب عدادات نظامية كما اعلمتنا امانة بغداد باستيرادها مقاييس بجودة عالمية وباعداد كافية . ان التساهل امام هدر الماء يحتاج الى إجراءات قانونية رادعة احتراما لجميع الناس وللامتناع عن الاخطاء الشائعة .rnjalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : مياه الشرب تبذير وعطش
نشر في: 26 يونيو, 2010: 07:00 م