TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك ..(حجارة الجبيره تجي من الجار القريب)

هواء فـي شبك ..(حجارة الجبيره تجي من الجار القريب)

نشر في: 26 يونيو, 2010: 08:56 م

 عبدالله السكوتيوذلك ان مدى الحجارة الكبيرة يكون اقصر من مدى الحجارة الصغيرة التي يمكن ارسالها لمسافة بعيدة، وهذا المثل يضرب للانسان يصيبه الاذى، ويحيق به البلاء من الاصدقاء والاقربين، اكثر من الاعداء وممن لايعرفهم من الناس، حيث قال الشاعر:
احذر عدوك مرة/ واحذر صديقك الف مرهفلربما انقلب الصديق/ فكان اعلم بالمضرهواصله ان ضيفا نزل برجل، فقدم له الرجل ماتيسر عنده من الطعام، وجلسا يأكلان معا ويتسامران، وبينما هما كذلك، واذا بحجارة كبيرة سقطت على طعامهما فاتلفته، فقال الرجل: لاادري من اين تأتي هذه الحجارة؟ فقال الضيف: اذا كانت الحجارة صغيرة فهي آتية من مكان بعيد، (وحجارة الجبيره تجي من الجار القريب)، فذهب قوله مثلا.الصدفة الغبية لايمكن ان تقلب موازين البلدان ونظرية المؤامرة مع قلة مناصريها موجودة وهي تلعب دورا كبيرا في تعطيل مسيرة العراق على اساس ربط الاسباب بمسبباتها، لم يتوقف الوقت امام الحشود المليونية التي خرجت للانتخابات لاختيار ممثليها وحكومتها المقبلة، لتبقى الصورة ناصعة ودون مشوهات او تشويش ابتداء بالطعن بنزاهة الانتخابات وانتهاء بتعسر ولادة حكومة جديدة، ليلقي هذا المشهد بظلاله على الخدمات ومن ثم يوقظ من نام لمدة سنتين اوثلاثة، اتبداء اللعبة من جديد، لعبة (من يرى الموت يرضه بالصخونه)، وعلى اساس الاضطرابات التي حدثت في البصرة وبعض المحافظات الاخرى ننتظر ان يتراجع الاستقرار الامني الى الخلف مع نشاط القاعدة الاخير في ديالى والانبار واعلانهم لفتاوى التزويج وغيرها، حيث خرجوا ثانية من جحورهم ليعلنوا انهم مازالوا يستطيعون عمل الكثير وابتدأوا باعلان فتوى تزويج ارامل قتلاهم باعضاء القاعدة الاحياء، وهذا سيخلق ارباكا للقوات الامنية ؛ على اعتبار ان القوات حين تطارد افرادا ضالين اسهل عليها من ان تطارد مجاميع وربما عوائل تكون غطاء لهم امام الجهد الاستخباري الذي تقوم به هذه القوات، هذه الفتاوى التي تحمل بصمة القاعدة تدرس في دول مجاورة، وتقر هناك ومن ثم تصدر الى العراق، وهذا القليل امامه كثير آخر لاطراف اخرى غير القاعدة ترتبط معها بالاهداف وتخالفها بالاتجاه والعقائد ؛ الموقف صعب وحساس خصوصا وان تشكيل الحكومة بدأ يبتعد كالامل الخداع وان الاطراف التي بدت مؤتلفة دخلت في خلافات ونزاعات بسبب عدم التوافق بشأن رئاسة الوزراء، وتعددت الاوراق وبعضهم ادخر الرقم الاصعب للوقت المناسب، في حين بدى البعض الاخر منهكا سيفقد عنصر المطاولة في القريب، ايمانا منه ان ارادة خارجية هي التي ستقرر مايراد بالعراق والى اين سيسير.قلنا ان عنصر المفاجأة لم يعد مطروحا وحتى لو حدثت هذه المفاجأة فهي لم تكن كذلك وانما هي تحت ارادة خارجية تعمل لها حتى قبل الانتخابات الاخيرة، لانريد ان نقلل من اهمية القادة السياسيين في العراق لكن بعضا منهم لايحكمه القرار السياسي ولانتيجة الانتخابات، حيث يعلم ان هناك مراكز اخرى للقرار تتدخل في حجم الائتلافات وتفرض صوتها على من يتحالف مع من، من هنا يبدو ان الامر اكثر صعوبة مما حدث في عام 2005 اذ ان الحماس الذي ساد الانتخابات اعطى زخما لحجم التحالفات انذاك، وحتى اميركا على لسان سفيرها لدى العراق كريستوفر هيل قالت: انها لم تتدخل في تشكيل الحكومة السابقة حين كانت بكامل قوتها وهي بعد حديثة عهد في الوجود على ارض العراق، فكيف تتدخل الان، الحجارة كبيرة هذه المرة وهي آتية من جار قريب وعلينا ان نتابع مداها ونتصرف على اساس اتقاء شرها، والامر منوط بالديمقراطية التوافقية التي ارسى دعائمها رئيس الجمهورية وهو مطالب بجهد اكبر للتأسيس لثبات هذه التوافقية التي ربما ستكون العامل الحاسم هذه المرة في تشكيل الحكومة، حيث بدأ البعض يطرق سمعنا باقتراحات بعيدة عن التصديق او التطبيق من مثل الاقتراح باعادة الانتخابات اوتدخل اطراف خارجية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram