اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > الذين يتحدثون كثيراً لايحموها....الآثار العراقية تواجه سرقات جديدة

الذين يتحدثون كثيراً لايحموها....الآثار العراقية تواجه سرقات جديدة

نشر في: 26 يونيو, 2010: 09:22 م

 ترجمة: عمار كاظم محمد سرقة الاثار العراقية القديمة تزدهر مرة ثانية، وهذه المرة هي ليست نتيجة للفوضى التي حصلت عقب حرب اسقاط النظام عام 2003، لكنها هذه المرة هي نتيجة لعدم المبالاة البيروقراطية للحكومة المستقلة حديثا في العراق.
هناك آلاف المواقع الاثارية التي تحتوي على بعض من اقدم كنوز الحضارة تم تركها بدون حماية مما سمح على حد قول بعض المسؤولين في الآثار العراقية بالقيام باستئناف عمليات التنقيب غير القانونية بشكل صفيق هنا في جنوب العراق. لقد تم تشكيل قوة شرطة الآثار عام 2008 لكي تقوم بعملية استبدال واخذ مكان القوات الامريكية عقب انسحابها من العراق والتي يفترض ان يكون عددها 5000 ضابط لكنها حتى الآن لديها فقط 106 من العناصر الكافية لحماية مقرهم في القصر العثماني على الضفة الشرقية من نهر دجلة في بغداد ليس اكثر من هذا. يقول اللواء نجم عبد الله الغزالي بغضب"هل اجلس وراء مكتبي واقوم بحماية المواقع؟ بماذا؟ بالكلمات؟". ان فشل الموظفين واستعمال القوة واستمرارية النهب دليل على ضعف أوسع في المؤسسات العراقية والقانون بينما ينسحب الجيش الأمريكي من العراق تاركا وراءه هذا التراث المجهول. هناك العديد من الوزارات العراقية التي بقيت ضعيفة ومعلق عملها بسبب الفساد، فالانقاسامات في مراكز القوى والمصادر والشلل السياسي استهلك الحكومة قبل وبعد الانتخابات التي جرت في هذا العام وفي حالة الآثار العراقية القديمة كانت الكلفة هي خسارة لامحدودة للمصنوعات اليدوية التي تعود الى حضارات بلاد ما بين النهرين، ذلك التاريخ الذي يستحضره القادة العراقيون في اغلب الاحيان كجزء من حضارة البلاد والذي يتوقع ان يكون مصدرا للبحث والسياحة الآثارية العظيمة في المستقبل. يقول قيس حسين راشد مدير دائرة الاثار والتراث"ان الناس الذين يصنعون هذه القرارات، يتحدثون كثيرا عن التاريخ من خلال خطاباتهم ومؤتمراتهم"مشيرا الى محنة شرطة حماية الاثار"انهم لا يعملون شيئا". ان عمليات النهب في الوقت الحاضر قد استؤنفت على ضوء مقاييس لم تكن نفس المقاييس التي حصلت بعد سقوط النظام عام 2003 حيث كانت المواقع تعج بالسراق في انحاء البلاد كافة تاركين وراءهم حفرا حيث المدن السومرية والاكدية والبابلية تقف هناك، لكن المسؤولين وعلماء الآثار ابلغوا عن عشرات عمليات التنقيب غير القانونية خلال السنة الماضية فقط، متزامنة مع عمليات الانسحاب الامريكية التي كانت حتى عام 2009 تقوم بعمليات مشتركة مع الشرطة العراقية في العديد من المناطق التي يتم مهاجمتها من قبل السراق ثانية في الوقت الحاضر. شرطة الاثار يقولون انهم لا يمتلكون المصادر الكافية حتى للاحتفاظ بسجلات القطع المنهوبة التي تم الابلاغ عنها.  هنا في هذه المنطقة التي تدعى"الظاهر"فان الدليل على عمليات النهب واضح في قطع الاثار المحطمة وقطع الفخار والزجاج وقطع الحجارة التي تتناثر عبر الصحراء التي كانت ذات مرة مدينة سومرية تجارية معروفة باسم"دوبرم". القدور والزهريات وقطع اخرى تم تحطيمها ورميها من قبل السراق الذين كانوا يبحثون عن الذهب والمجوهرات والقطع المسمارية والاختام الاسطوانية التي يمكن تهريبها بسهولة طبقا لقول عبد الأمير الحمداني مفتش الاثار السابق في محافظة ذي قار مضيفا ان المدينة الأقرب اليها والمسماة فرج مشهورة بكونها سوقاً سوداء للمواد الآثارية المسروقة.مضيفا"هي بالنسبة لي ولك لاتقيم بثمن ولكنها بالنسبة لهم لاتساوي شيئا اذا لم يستطيعوا بيعها في السوق".ان موقع دوبرم الذي يمتد لعدة اميال في منطقة مأهولة بالسكان بشكل متناثر محفور بمئات الخنادق يصل عمق البعض منها الى 10 او 12 قدماً وفي قعر البعض منها توجد قبور حيث يمكن تأشير المنطقة على انها مقبرة ويضيف السيد الحمداني قائلا"ان القبور كانت هي الاهداف ذات القيمة العالية جدا بالنسبة للسراق وعلماء الاثار على حد سواء. يعود زمن حفر هذه الخنادق الى ما بعد عام 2003 والفوضى التي اعقبتها، لكن البعض الآخرمنها مازال جديد العهد فخلال الشهر الماضي يبدو ان شخصا استخدم البلدوزر وحفر على عمق قدمين في الصحراء للكشف عن بقايا القار والطابوق وسلم ربما يؤدي الى مقبرة أخرى ويعود تاريخ تلك المواد المدفونة فيها الى الحقبة البابلية في القرن السابع قبل الميلاد.  ان الدقة الجديدة في عمليات النهب تشير الى خبرة بعض السراق. يقول عبد الامير الحمداني مشيرا الى ذلك بانه"حرامي البيت"حيث يوحي الى ان البعض من اولئك السراق كانوا من العاملين في تلك المواقع حينما كانت تجري عمليات التنقيب قبل حرب اسقاط النظام. وكان رجل بدوي قد قام بابلاغ الشرطة المحلية عن عمليات التنقيب الحديثة التي تجري في ذلك الموقع لكن ضباط الشرطة لم يكونوا يستطيعون ان يفعلوا الا القليل وهو توجيه اهتمام الرأي العام الى هذه المشكلة. وريث عبد الأمير الحمداني مفتش الاثار للمحافظة هو امير عبد الرزاق الزبيدي قال انه لايملك ميزانية حتى ثمن البانزين للذهاب الى مواقع النهب الجديدة ويضيف الحمداني قائلا"ل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

متابعة/ المدىقالت مصادر أميركية وعراقية إن عدة صواريخ أٌطلقت -الليلة الماضية- على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram