يوسف فعل أطلق المدرب الإيطالي مارتشلو ليبي صرخة مدوية في قاعة المؤتمرات الصحفية في جوهانسبرغ بوجه منتقديه اثر الخروج بخفي حنين من المونديال الافريقي قائلا : ان هذا المنتخب نتاج الدوري الايطالي الذي تتباهون بقوته وإثارته ولكن انظروا في تشكيلات الفرق الاربعة المتصدرة للكالتشيو كم عدد اللاعبين (الطليان) الذين يلعبون مع تلك الفرق ؟ أننا في كارثة حقا .
كشفت صراحة ليبي عن الواقع المأساوي للكرة الإيطالية التي دفعت ثمن تطبيق قانون بوسمان وفتح باب الاحتراف المفتوح على مصرعيه امام الاندية التي أصبحت سلعة تجارية يتلاعب بها اصحاب الاموال والمافيات على هواهم وحسب حركة السوق من دون وضع ضوابط محددة لعملية التعاقد مع اللاعبين التي قسمت الأندية الى قسمين الاول مرفهين بالاموال والجاه وأندية فقيرة لا تقوى على مقارعة الآخرين لافتقادها الى المال وشراء النجوم .وسادت في اوروبا موجة من الاحتجاجات بشأن مناقشة الاحتراف وعدّت من الأخطاء الفادحة التي لا يمكن السكوت عليها ولا يمكن لأي احد مهما كان عنوانه وشهرته التطرق بذكر مساوئ الاحتراف لأنه يعد تجاوزاً على الحريات الشخصية وتدخلاً في عمل الاندية ورؤوس الأموال ، وبذلك سارت الأمور كما تشتهيه سفن أصحاب الأموال والشركات.وما حدث في المونديال الأفريقي من كبوة للمنتخبات الكبيرة الى هزات فنية ومطبات وانتكاسات امام المنتخبات الاقل منها شهرة ، تعالت الأصوات من قلب أوروبا بضرورة مناقشة قضية الاحتراف ووضع سياسة جيدة لها تعيد الوجه المشرق لكرة القارة العجوز. فلا يعقل ان يكون نادي الانترميلان بطل الدوري الايطالي ودوري ابطال اوروبا والكأس لا يضم لاعبا إيطاليا واغلب لاعبيه الأساسيين من الاجانب وانسحب الامر الى مطارديه من ميلان ولاتسيو وروما ! لهذا قلّ ظهور المواهب الشابة في الكرة الايطالية واثّر ذلك على نتائجها في البطولات الكبيرة ، واشتكى نجوم ايطاليا السابقون من تسلط رؤساء اغلب الأندية (رجال مافيات) ممن لا تهمهم مصلحة الكرة وتطورها في بلادهم وهمهم الاول كسب المال واجتذاب الجماهير وزيادة المدخولات على حساب هبوط المستوى الفني للمنتخب الآزوري وظهوره بأسوأ حال في المونديال.وفي المقابل كانت الفرصة عظيمة للمنتخبات الصغيرة لمزاحمة الكبار في المونديال بعد ان اشتدّ عود لاعبيها في الدوريات الأوروبية في ايطاليا واسبانيا والمانيا وانكلترا وهولندا وفرنسا التي بفضلها أبعدت الرهبة عن اللاعبين من دول آسيا وامريكا اللاتينية وأفريقيا لمزاملتهم أفضل اللاعبين في الاحتراف واشراف كبار المدربين العالميين على تدريباتهم وتطور مستوياتهم الفنية نحو الأفضل. ووفقاً لتلك المعطيات فان خبراء كرة القدم الأوروبيين اكدوا انه لابد من دراسة إخفاقة المنتخبات الأوروبية في المونديال الأفريقي من النواحي الفنية واللوجستية والإدارية وتأثير الاحتراف على مستقبل اللعبة لأجل وضع الحلول الناجعة للخروج من الأزمة الكروية التي تعيشها منتخبات القارة على العكس من الأندية المحترفة فيها سيما انها تمر بظروف مستتبة استطاعت من خلالها كسب محبة واحترام الجميع في أرجاء المعمورة.والنتائج المخيبة للكرة الأوروبية ستصطدم بعقبات كثيرة ومشاكل لا حصر لها لأنه من الصعب الوقوف بوجه غول المال الذي حوّل الساحرة المدورة الى الدجاجة (تبيض ذهبا) فضلا عن اغلب الأندية تحولت الى شركات تجارية وماركات مسجلة في البورصة العالمية وتعاني من غسيل اموال وفضائح تلاعب بالنتائج في دوريات عدة من اوروبا ما يعطي الانطباع ان جمالية اللعبة تشوهت نتيجة سوء توظيف المال في صفقات قذرة.ان المونديال الأفريقي كشف عن الوجه القبيح للكرة الايطالية بعد ان طالت الاتهامات اغلب العاملين في منظومتها واتضح انها تعيش حالة من الضعف والخلل ليس بسبب عدم استدعاء بعض اللاعبين وانما طريقة ادارة تلك المنظومة والتدخل السافر من المافيات ورجال المال ، ويكفي ان صرخة ليبي كشفت المستور وازاحت مساحيق التجميل من وجه الكالتشيو!yosffail@yahoo.comrn
نبض الصراحة: فضيحة إيطاليا
نشر في: 27 يونيو, 2010: 06:02 م