بغداد/ يوسف فعل انتهت رحلة (شمشون) الكوري في الادغال بعد أن تغلب عليه منتخب الأورغواي بهدفين مقابل هدف واحد في اولى مواجهات دور الـ16 في المونديال الأفريقي المقامة منافساته في جنوب افريقيا لغاية الحادي عشر من الشهر المقبل، وبرغم الخسارة قدم المنتخب الكوري المستوى الفني المشجع
الذي نال على إثره ثناء النقاد والمتابعين وكسب احترام الجميع وشرف الكرة الآسيوية في المونديال. ولعب المارد الآسيوي بطريقة 4-2-3-1 في محاولة من المدرب السيطرة على محور العمليات وكبح جماح الهجمات الأورغويانية التي تعتمد على نقل الكرة السريع من منتصف الميدان الى الثلاثي المرعب فولان وسواريز والفاريز . جاءت المعطيات الفنية على ارض الواقع كما ارادها مدرب الاورغواي تاباريز من خلال اخطار مرمى الكوري الجنوبي من مختلف الجهات بسبب تنوع الالعاب، وفي الدقيقة الثامنة توج سواريز جهود زملائه باحرازه الهدف الأول لاستثماره ضعف التغطية وعدم التعامل الصحيح للحارس الكوري بمسك الكرة التي لعبها من الجهة اليمنى فولارن خلف المدافعين الذين انشغلوا بمتابعة الكرة وترك المهاجم خلفهم من دون رقابة ما اتاح الفرصة للمهاجم سواريز من وضع الكرة برهاوة في الشباك . وتسجيل الهدف حفز لاعبي شمشون على التحررمن الواجبات الدفاعية والانطلاق في الهجمات السريعة عن طريق بارك وسونج ولي الذين فرضوا إيقاعهم على مجريات اللقاء لسرعتهم و مثابرتهم في التحرك بالكرة ومن دونها وأجبرت لاعبي الاورغواي على العودة إلى الدفاع وتأمين المناطق الخلفية للمحافظة على نظافة الشباك. وأوعز المدرب الكوري الى لاعبي الدفاع المشاركة في الطلعات الهجومية لعمل الزيادة العددية مستثمرا الرجوع غير المبرر للاعبي الاورغواي إلى المناطق الخلفية. وأضاع مهاجمو شمشون فرصاً عدة كادت تغير نتيجة اللقاء لكن التسرع في انهاء الهجمات بدد تلك السيطرة الميدانية برغم الافضيلة الواضحة للمنتخب الكوري وحيازته على الكرة اغلب اوقات الشوط الأول. وأجرى مدرب شمشون تبديلات هجومية وتكيتكية من خلال تغيير طريقة اللعب الى 4-4-2 لأجل ادراك التعادل والعودة الى اجواء المباراة ، فيما انتهج مدرب الاورغواي تاباريز اسلوب التكتل الدفاعي والاعتماد على الهجمات المرتدة بقيام فولارن بدور صانع الالعاب والابقاء على سواريز وحيدا في المقدمة ، ولعبت تلك التغيرات دورا كبيرا في استمرار السيطرة للمنتخب الكوري الجنوبي وتوالت الهجمات على المرمى الاورغوياني بسبب لعب الكرات القصيرة في العمق الدفاعي . وفي الدقيقة 68 احرز لي هدف التعادل برأسيه من خطأ فادح ارتكبه الحارس الاورغوياني الذي لم يتعامل بصورة صحيحة مع الكرة في منطقة الجزاء ، والهدف جاء تعبيراً لواقع المباراة حيث تسيّد شمشون مربعات الملعب واجاد بنقل الكرة والضغط القوي على اللاعب الجائز للكرة ، وبعد دقيقتين أضاع لي فرصة لا تصدق بمواجهة المرمى، ولم يستطع لاعبو الاورغواي من مجاراة منافسهم في السرعة والانتقال من الدفاع الى الهجوم فضلا عن تنوع الألعاب ولكن تلك السيطرة كانت تبحث عن المهاجم الهداف النهاز للفرص الذي كان غائبا عن تشكيلة شمشون ، وقدم مدافعو الاورغواي اداءً اتسم بالتنظيم الجيد والانضباط التكتيكي والمراقبة اللصيقة بينما ظهر لاعبو الثلث الدفاعي لشمشون باسوأ حال وكان نقطة الضعف الواضحة في الفريق وارتكب العديد من الهفوات التي كادت تكلفه غالياً . وإهدار الفرص منح الثقة للاعبي الاورغواي من معاودة الهجوم واللعب على أخطاء المنافس بحكم الخبرة التي يمتلكها اللاعبون من خلال تمرير الكرات الطويلة الى فولارن في الجهة اليمنى وتحرك سواريز في الجهة المعاكسة لخلخلة المدافعين وفسح المجال أمام اللاعبين القادمين من الخلف بأخطار المرمى وعمل الزيادة العددية وأبعد الحارس الكوري اكثر من كرة خطرة ، و اداء شمشون الهجومي امتاز بالسرعة واللعب من اللمسة الاولى، ولكن العبرة دائما تكون في الخواتيم . ومن هجمة سريعة للأورغواي مررت الكرة الى سواريز الذي كان في برج سعده حيث تلاعب بالمدافع كيم وسدد الكرة بأسلوب رائع دل على علو كعبه وقدرته التهديفية العالية وأحرز هدف الفوز الغالي الذي نقل منتخبه الى دور الـ8 بعد غياب دام اربعين عاما من عدم الوصول إليه وبعدها حاول المنتخب الكوري الجنوبي إدراك التعادل وأضاع المهاجم لي فرصة سهلة للتسجيل عندما تسرع بلعب الكرة بمواجهة الحارس وضياعها كلف فريقه الخروج مهزوما من المباراة مودعا المونديال . وبرغم من خروج المنتخب الكوري الجنوبي إلا انه كسب احترام الجميع واثبت ان الكرة الآسيوية باستطاعتها منافسة مثيلاتها الأوروبية والأمريكية الجنوبية.
وراء الحدث..الاورغواي تنهي رحلة (شمشون) في الأدغال الأفريقية

نشر في: 27 يونيو, 2010: 06:13 م